وحدة الساحات طريق النصر لفلسطين

وحدة الساحات طريق النصر لفلسطين

المقاومة على طول جبهاتها من العراق الى  غزة موحدة القرار  العسكري الذي فحواه   ان  لنا سياسة واحدة في الحرب هي سياسة  القتال ، فهذه السياسة برهنت  واثبتت نجاحها وجدواها ، وثبتت الواقع الطبيعي والحقيقي للمعركة مع العدو اليهودي ، على انها معركة قومية واحدة موحدة غير قابلة للتجزئة ، تخطت المقاومة  سلوكيات النظم السابقة في خوض  المعارك ، والتي كانت هذه النظم والتشكيلات القتالية تدخل   الحرب مع العدو  من زاوية انها ساحات متعددة  وكل ساحة تدخل المعركة من زاوية نظر مستقلة عن الساحة الاخرى، هذا الوعي لوحدة المعركة ووحدة الوجود وأيضا وحدة الحياة والمصير ، مكن الامة ان تتمتع  بالقوة والهيبة والردع ، فما عاد العدو قادرا على استفراد  جبهة او ساحة من الساحات ، بل عليه من الان وصاعدا ان يحسب حساب اي معركة ينوي فتحها على انها معركة لا تنحصر في نقطة واحدة بل ستكون على مساحة الوطن السوري من طوروس الى سيناء،  ولقد   اثمر هذا الوعي لذاتنا ومصالحنا  نصرا مؤزرا واربك العدو اليهودي والعدو الداعم له ،عنيت الحلف الاطلسي واعوانه عرب الأمريكان.

ان وحدة المعركة جعلت مقاومة ابناء شعبنا في فلسطين رغم الحصار، وأصعبه الحصار الغذائي والمائي والصحي، بل على كل اسباب الحياة ورغم الدمار ورغم همجية ووحشية العدو في قتل الاطفال والنساء والشيوخ وكل شيء حي، تسطر أجمل صور الجهاد والتضحية والفداء، وهذا بفضل ما فعله حلف المقاومة من توحيد ارادة القتال.

كذلك اكدت وحدة المعركة في المفاوضات لوقف إطلاق النار، انها لن تذعن لشروط العدو، بل هي من سيفرض الشروط، وهذا بفضل تفويض كامل لمحور المقاومة، للمقاومة الفلسطينية، بالتفاوض لوقف إطلاق النار. مما جعل العدو اليهودي الذي يريد انهاء المقاومة في فلسطين، أصبح هو والوسطاء في موقع المنتظر لرد المقاومة في غزة.

هذا كله من بركات وعي وحدة الشعب ووحدة الحياة ووحدة المصير. وكذلك هذه المقاومة، والامكانيات الشعبية الاهلية المتواضعة. ما ماذا تفعل الحكومات في الوطن السوري؟ فهي فرحة في وضع قبضتها على القرار السياسي والامن   المستتب لها، وهي أيضا فرحة بانها تتصرف وتشرف على مقدرات البلاد الاقتصادية دون ان يعم الخير على عموم الشعب، فلا نطالبها لا بفتح الحدود بينها ولا برفع الجمارك الموجود بينها ولا بسوق اقتصادي واحد ولا بنظام مدني يساوي المواطنين بالحقوق والواجبات، كما اننا لا نطالبها ان تقصف تل ابيب ومنشآت العدو اليهودي الحيوية كي يردع عن حرق اهلنا. نرى ان تثار حفيظتهم كما اثارت الإبادة الجارية، شعوب العالم اجمع، وبعض حكوماته. اننا نطالبهم بالإجماع على موقف موحد، لان عليها الدور السياسي في الاتصالات الدولية والضغط على الدول الحليفة والصديقة، لإيقاف هذه المجازر. ايضا عليها الدور الاعلامي والثقافي لتبيان حقوقنا القومية لجميع دول وشعوب العالم، وان تنسق جميعها مفاعيل الحركات الشعبية الاهلية في الوطن وفي كل اقطار العالم لمواجهة التضليل والاكاذيب والادعاءات اليهودية السياسية في فلسطين. فهذه الحكومات لو اجتمعت وصدر عن اجتماعها تثبيت فلسطين كحق سوري وأنها غير متنازلة عن هذا الحق. يكفي هذا لان يعرف العالم اجمع ان فلسطين ليست بقعة جغرافية معزولة عن امتها وعن حقيقتها القومية فنمنع عندها ان تستفرد وتنتهي.

ان السوريين في كل الكيانات السورية، مدعوين لأن يهبوا هبة واحدة للتعبير عن حقيقة ارادتهم في مناصرة فلسطين، وعلى الحكومات ان لا تمنع ولا تقمع وان لا تمارس أيضا سياسة منع النشاطات بحجة عدم اثارة الفوضى. ان قوة فلسطين هي في دول امتها ،كما هي من دول المحور المقاوم الذي يساند هذه القضية العادلة ،التي تشكل الان ومستقبلا وصمة عار لمن يقف متفرجا على جريمة الإبادة الجارية.