بنات في تشييع شهيد الحزب… نعاهدُك يا “ابراهيم” أن نبقى في ساح الجهاد في وجه العدو

شيّع الحزب السوري القومي الإجتماعي شهيدَه الرفيق ابراهيم أكرم الموسوي الذي ارتقى على طريق فلسطين في مأتم مهيب في مجمّع الإمام الصادق – الأجنحة الخمسة في بلدة الشويفات، بحضور رئيس الحزب الأمين الدكتور ربيع بنات وحشد من القوميين.
بنات ألقى كلمة جاء فيها :
إنّ أزكى الشهاداتِ هي شهادةُ الدم،
في حزبِنا كان زعيمُنا ومؤسّسُ الحزبِ السوريِّ القوميِّ الاجتماعيِّ هو قدوةُ الفداءِ.
اليومَ، في تموزِ الفداءِ ليسَ جديدًا علينا أن نشيِّعَ الشهداء.
ليس جديدًا علينا أن يقدّمَ رفقاؤنا الدماءَ التي تجري في عروقِهِم دفاعًا عن الأرض.
اليومَ “ابراهيمُ” قدّمَ دماءَهُ لأمَّةٍ طلبّتْها فوجدَتْها، قدَّمَها غيرَ باحثٍ عن مكسبٍ سوى انتصارِ أمّتِهِ وحزبِهِ في مشروعِ تحريرِ كافّةِ أراضينا المحتلّة.
“ابراهيمُ” لم يكن يائسًا بائسًا من الحياةِ، بل كان شابًّا في الواحدِ والعشرينَ ربيعًا من عمرِهِ، مُقبلًا على الحياةِ إقبالَ الزهرِ على الربيعِ، إنخرطَ في مواجهةِ المحتلِّ بإرادةٍ لم يكسرْها التهديدُ والقصفُ والترهيبُ، ولأنّه يحبُّ الحياة توّجَها بشهادةٍ هي طريق أبناء شعبنا نحو الحياة.
نعاهدُك يا ابراهيم أن نبقى في مقدّمة الصراع مع هذا العدو، نعاهدُك أن ساح الجهاد لن تفقدَ رفقاءَك النسور، نعاهدُك أنّ الطائرات التي قصفت الموقع الذي كنتم بداخلِهِ، لن تجِدَ في بلادِنا مطارًا تعود إليه عمّا قريب.
نعاهدُك، ونعاهدُ دماءَك ودماء الشهيد وسام سليم ودماء جرحانا، أنّ فلسطين َعائدةٌ إلينا كما كانت رغبتك ورغبة كلّ من يحمل السلاح ويتقدّم نحو الحافة الأماميّة.
ومن هنا، من الضاحية الجنوبية، من المنطقةِ التي قدّمَتِ الشهداءَ على طريقِ فلسطين، والتي ساهمَ أبناؤُها في صنْعِ انتصاراتِ المقاومةِ، تحيّةً إلى شركاءِ الدّمِ وشركاءِ مشروعِ التحريرِ، وتحيّةً إلى حزبِ اللهِ، وإلى أمينِهِ العام السيد حسن نصرالله.
التحيّةُ لحزبِ اللهِ واجبةٌ، كما أنّ المقاومةَ واجبةٌ علينا، فمَن يقدّمُ الدماءَ ومن يصنَعُ الإنجازَ، ومن يتقدَّمُ على العدوِّ في الميدانِ، واجبٌ علينا جميعًا أن نحيّيه.
اليومَ نُشيِّعُ شهيدَنا وتُشيّعُ غزّةُ البطولة شهداءَها، وفي الوقتِ عينِهِ تسيرُ المفاوضاتُ غير المباشرةِ مع العدوِّ في مسارِها الذي تريدُهُ المقاومة مسارًا يوقف إجرام العدوّ، ويريدُها العدوّ للمماطلة بإعلان هزيمتَه المطلقة، ولذلك نؤكّد أنّنا في الحزب السوريّ القوميّ الإجتماعيّ خلف المقاومة في فلسطين وخلف ما تراه مناسباً من بنود وشروط ومسار يوقف القتال بشكلٍ نهائيٍّ ويرفع الحصار ويحرّر الأسرى ويُلزِمُ جيش العدوّ بالانسحاب من النقاط التي لم ينسحبْ منها بعد.
واليومَ يجب أن نعلنَها بوضوحٍ أنّ المعركة التي تحصل على مختلف الجبهات ليست معركةً من أجل مسألةٍ معيّنة، وليست معركةً من أجل تفصيل، فكلّ الأثمان التي يدفعُها أبناءُ شعبِنا اليوم، يدفعونها على طريق التحرير، ومن هذا المنطلق تقوم المقاومة العراقية بواجبِها ضمن محور المقاومة بمساندة غزّة وبضَرب المواقع الحيويّة للعدو.
اليومَ، ونحن نشيع الشهيد البطل “ابراهيم الموسوي:، الذي نعتزّ ونفتخر به، نوجّه التحيّة الكبيرة لليمن العزيز الذي يقدّم الشهداء  على طريق فلسطين، في اليمن التحية للمقاومة لملايين اليمنيين المتمسّكين بخيار المقاومة . تحيّةً لهؤلاء على تضحياتِهم وتحيّةً لهم على مساندتِهم لجبهاتِ أمّتِنا في مواجهةِ هذا العدوِّ.
وفي الختامِ، لا بدَّ من توجيهِ رسالةٍ واضحةٍ بعباراتِها وبمضمونِها إلى الداخل اللبناني، كلُّ منْ يصوّبُ اليومَ تجاهَ التقسيمِ، وكلُّ من يتحدّثُ بلغةِ الإنعزالِ والفيدراليّة وكل من يشكك بضرورة العمل المقاوم وخيار المقاومة ردُّنا عليهِ هو التالي: المقاومة حُكماً ساندت غزة ودعَمَت صمود مقاومتِها وشعبِها ولكنّها أيضاً حَمَت لبنان وجَنَّبته الأخطار وحافظَت على سيادتِهِ وحمت ثرواتِهِ ودفعَت الغالي والنفيس وقدّمت الشهداء دفاعاً عن كرامة الوطن وحياة المواطنين.
ولهؤلاءِ، ندعوهم من جديدٍ إلى حوارٍ لتبديدِ الهواجسِ حولَ العمل المقاومِ، ولكن في الوقتِ عينِهِ الذي ندعو فيهِ إلى الحوارِ ونحنُ نقدِّمُ الشهداءَ، ندعوهم فيهِ أيضًا إلى وقفِ كلِّ أشكالِ تبريرِ قتلِ أبناءِ شعبِنا من قبلِ العدوِّ، وندعوهم أيضاً إلى اللحاق بالرأيِ العامِّ الغربيِّ والأوروبيِّ الذي أصبحَ يدينُ العدوَّ من منطلقاتٍ إنسانيّةٍ وسياسيّةٍ، ولم يجرُؤْ هؤلاء على إدانتِهِ فيها حتّى الساعة.
أما أنتم أيّها القوميون الإجتماعيون، ادعوكم أن تكونوا على أتمّ الجهوزية لمواجهة تحدّيات المرحلة وادعوكم إلى تحصين دورِكُم أكثر فأكثر في العمل المقاوم وأدعوكم إلى مزيدٍ من التضحيات وصولاً إلى النصر الكبير وتحرير أراضينا المحتلة.

تحيّةٌ لعائلةِ الشهيدِ ابراهيم الموسوي، وتحيّةٌ أيضًا لعائلةِ الشهيدِ البطلِ وسام سليم، وتحيّةٌ لكلِّ عوائلِ الشهداءِ في غزّةَ والضفّةِ وجنوبِ لبنانَ، وتحيّةُ نسورِ الزوبعةِ إليكم، هم الثابتونَ في الميدانِ، المنخرِطونَ في القتالِ، والمصمّمون على الانتصارِ تصميمًا واضحًا كوضوحِ دماءِ شهدائِنا الذينَ نعتزُ بهِم ونفتخر.