قبرص مدينة النحاس التي وفد اليها أهالي صيدون والساحل الفينيقي ومنهم والد فيلسوف الرواقية زينون الذي رفض جنسية الإغريق لكنه حاز منهم على لقب مواطن شرف.
تعود الجزيرة إلى قلب الاحداث إثر عملية طوفان الأقصى حيث تنطلق منها طائرات التاج البريطاني لمساندة الصهاينة كما وتعد اليوم الملجأ لكم هائل من اليهود الهاربين من اجواء الحرب التي تدور رحاها بفلسطين.
يمكن للبعض تحديداً ذوي الذاكرة الضعيفة نسيان كيف بدأت عملية تقويض سيادة الجزيرة عام 74 وإزاحة المطران مكاريوس عن سدة الحكم لأنه رفض افعال (الجونتا) الانقلابيين اليونان لمد نفوذهم إلى الجزيرة، فقسمت الجزيرة ارضاء لتركيا في مسرحية غربية واضحة المعالم. ومنها انطلق مشروع الشرق الأوسط الجديد اذ على أثر ذلك التقسيم المريح، بدأت في السنة التي تلتها محاولة تقسيم لبنان عام 75. لتكر سبحة الفوضى الخلاقة في المنطقة من كامب دايفيد وصولا لوادي عربة وأوسلو وبما بينهما اي حربي الخليج وصولاً لضرب بغداد ودمشق في عملية شيطانية مشابهة لنظرية الأواني المستطرقة.
العديد من المنظرين واهل الفكر استهزأوا بطرح انطون سعاده لاعتباره لها انها نجمة الهلال الخصيب مع كيلهم المديح لمعاوية عندما قال كيف لا اغزوها وأنا اسمع منها صياح الديكة ويدرسون بمعاهدهم العسكرية البحرية معركة ذات الصواري.
تعود قبرص اليوم لتنبئ بمرحلة جديدة يمر بها الحوض الشرقي للمتوسط فهي مقصد لليهود الهاربين من جنون قادتهم ومن المؤكد انها سوف تكون لهؤلاء مقر جديد يبقيهم في المنطقة وحتما سيلعبون دور سلبي بالمستقبل كما عاداتهم مع كل المجتمعات التي حضنتهم، وفرحة القبارصة اليوم بضخ هؤلاء للعملة الصعبة وإنعاش نسبي للجزيرة سوف يتحول مع الوقت إلى حزن شديد إذا تركوا الأمور على عواهنها. اما الاخوة الأعراب ودول المنطقة فعليهم اعادة النظر بالاستراتيجيات المتبعة وعدم اغفال دور النجمة إذا ما اردوا كف يد الغرب عن استهدافهم بارضهم ومواردهم .