يعرف نتنياهو وغيره من مجرمي الحرب والإبادة الجماعية بحق الأطفال والنساء في غزة، أن سيكولوجيا المجرم داخله كشفت كذبة المحرقة، وأن ما تشهده عواصم ومدن أمريكية وأوروبية من مظاهرات وإدانات للهمجية الصهيونية، بداية العد العكسي لإنهاء الصورة المزعومة في الغرب لليهودي الضحية.
نعرف أنه منذ الإصلاح الديني المزعوم، أو ما يعرف بالثورة اللوثرية – الكالفينية، واليهودية العالمية تكرس صورة مختلفة لما عاشته أوروبا والغرب قبل ذلك، ومنها محاكم التفتيش، وبقدر ما ارتبط الإصلاح الديني المذكور بتحويل الرأسمالية إلى ظاهرة ربوية يهودية بزعامة البيوتات المالية لروتشيلد وغيره، ظلت تقاليد الجاسوسية والجنس قائمة أيضا في الوسط اليهودي (استير – راحوب، وشايلوك).
فإضافة إلى هذا الثالوث المشين ثمة احتلالات أو اختراقات ثقافية نادرا ما تثير الانتباه ولا تقل خطرا عن المال والجنس والجاسوسية ولا تتعلق بمرحلة معينة أو ثقافة محددة بل تمتد إلى أزمان وثقافات عديدة.
ومن مظاهر التنميط اليهودي للعالم غير المرئية في دلالاتها الحقيقية التي تبدو في الظاهر أشياء بريئة أو عادية:
1- على كل طالب أو مبتدئ في معهد أو كلية أو دورة لفن الرسم أن يتعلم ابتداء رسم صورة داود باعتبارها موديلا أساسيا مثل المزهرية أو الدائرة أو حبة الأجاص.
2- سيطرة شخصية موسى على كل الأعمال الكلاسيكية في السينما العالمية، ويفضل أساتذة هوليود أن يقدم لهم الطلبة مشاريع تخرج مستمدة من حياة هذه الشخصية: العبور – التيه – الألواح – عجل السامري – العصا والسحرة.. الخ.
3- يعرف كل من يهتم بالمسرح والشعر الحضور والتأثير الكبير لشخصية يوسف في هذين الحقلين ومن النادر أن يوجد شاعر أو مسرحي معروف لم يوظف هذه الشخصية.
4- الحضور الكبير أيضاً للمزامير ونشيد الانشاد في حقول الأدب المختلفة مما جعل أديبا يهوديا يتجرأ على الشاعر العربي الفلسطيني محمود درويش ويقول عنه أنه “شاعر اسرائيلي متمرد” رغم قصيدة درويش “عابرون في كلام عابر” ويقصد اليهود.
5- في حقل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المعاصرة يستخدم الكثيرون موقع ياهو “yahoo” ولا يلاحظون أنه مشتق من الاله اليهودي “يهوا” – “يا – هو”، أي الاله المحجوب حسب ضمير الغائب.
6- كل ذلك غير عشرات الرموز اليهودية في الماسونية وأندية الروتاري والليونز والجيش والشرطة الأمريكية والثقافة البروتستنتية.. الخ.
بالمقابل، كان هناك في الغرب والشرق من يشتبك مع هذه الصورة لليهودي العالمي:
1- إضافة لإشارات تولستوي وتورغنيف وغوغول وغيرهم من كبار الروائيين والكتاب الروس بصورة سلبية لشخصية اليهودي، فإن واحدا من أعظم الروائيين في العالم وليس في روسيا فقط، وهو دوستويفسكي كرس جزءا مهما من أعماله خاصة (منزل الأموات) و(دفاتر السجن) لنقد الشخصية اليهودية حتى أن اليهود اعتبروا هذه الأعمال المؤسس الحقيقي لما يسمونه (معادة السامية) ويقصدون اليهودية.
2- موقف أهم شعراء أمريكا، عزرا باوند وكذلك الروائي الأمريكي مارلون بوزو (العراب)، ونقدهما للشخصية اليهودية.
3- موقف مؤسسي الاشتراكية الألمان: ماركس وانجلز وربطهما الرأسمالية بالربوية اليهودية، وكذلك موقف الموسيقار الكبير فاغنر الذي تمنع مقطوعاته الموسيقية حتى الآن في دولة العدو الصهيوني.
4- موجة النقد والسخرية من الشخصية اليهودية المرابية المنافقة المحتالة في روائع الأدب البريطاني خاصة عند ويلز وبيلوك وشو وشكسبير وديفو ومارلو وجرانفيل، وقد أخذت هذه الموجة عدة عناوين:
- ربط اليهودية بالرأسمالية الربوية غير المنتجة، وهو ما نلاحظه في رواية دانييل ديفو (روكسانا السيدة سيئة الحظ) وشخصية اليهودي الوغد المرابي في رواية كبنلغ (خبز فوق سطح الماء) وفي مسرحية شكسبير (تاجر البندقية) ومسرحية مارلو (يهودي مالطا) وكذلك مسرحية (يهودي البندقية) لجورج جرانفيل.
الشخصية المتآمرة الإجرامية كما في عمل كولن ولسون (الشك) عبر شخصية غوستاف الذي عمل سكرتيرا لأكثر من مليونير قتلهم جميعا (شخصية رمزية)، وكما في رواية غراهام غرين (قطار الشرق السريع أو قطار اسطنبول) عبر شخصية ميات، وكما في رواية تشارلز ديكنز (اوليفر تويست) عبر شخصية زعيم العصابة فاجن التي تذكرنا بشخصية اليهودي في رواية مارلون بوزو (العراب).
ربط المسيحية البروتستنتية باليهودية الربوية المادية مقابل المسيحية الكاثوليكية الأخلاقية مما دفع العديد من الروائيين الانجليز للتحول مجددا للكاثوليكية مثل غراهام غرين صاحب الروايات البوليسية، ومثل الروائي هيلير بيلوك والروائي تشارلز ويلز بل إن كاتبا مثل برنارد شو ميز بين اليهودية المادية المبتذلة وبين المسيحية الاشتراكية.
تصوير الشخصية اليهودية كشخصية انعزالية غير قابلة للاندماج كما في روايات وأعمال بيلوك وويلز وشو وغراهام غرين وولسون وديفو.
كما يشار إلى ما كتبه المؤرخ الفرنسي، غوستاف لوبون، في كتابه (اليهود في تاريخ الحضارات الأولى)، حيث يقول:
“لم يكن لليهود فنون ولا علوم ولا صناعة ولا أي شيء تقوم به حضارة، واليهود لم يأتوا قط بأية مساعدة مهما صغرت في شيد المعارف البشرية، واليهود لم يجاوزوا قط مرحلة الأمم شبه المتوحشة التي ليس لها تاريخ”.
إن “قدماء اليهود لم يجاوزوا أطوار الحضارة السفلى التي لا تكاد تميز من طور الوحشية، وعند ما خرج هؤلاء البدويون الذين لا أثر للثقافة فيهم من باديتهم ليستقروا بفلسطين وجدوا أنفسهم أمام أمم قوية متمدنة منذ زمن طويل فكان أمرهم كأمر جميع العروق الدنيا التي تكون في أحوال مماثلة، فلم يقتبسوا من تلك الأمم العليا سوى أخس ما في حضارتها، أي لم يقتبسوا غير عيوبها وعاداتها الضارية ودعارتها وخرافاتها”.
إن “تاريخ اليهود الكئيب لم يكن غير قصة لضروب المنكرات، فمن حديث الأسرى الذين كانوا يقطعون بالمنشار أحياء أو الذين كانوا يشوون في الأفران، إلى حديث الملكات اللواتي كن يطرحن لتأكلهن الكلاب، إلى حديث سكان المدن الذين كانوا يذبحون من غير تفريق بين الرجال والنساء والشيب والولدان”.
إن “تأثير اليهود في تاريخ الحضارة صفر. وإن اليهود لم يستحقوا بأي وجه أن يعدوا من الأمم المتمدنة”.
إن “اليهود قد ظلوا حتى في عهد ملوكهم، بدويين أفاقين مفاجئين مغيرين سفاكين مندفعين في الخصام الوحشي، فإذا ما بلغ الجهد منهم ركنوا إلى خيال رخيص تائهة أبصارهم في الفضاء كسالى خالين من الفكر كأنعامهم التي يحرسونها”.
إن “فلسطين، أو أرض الميعاد، لم تكن غير بيئة مختلقة لليهود فالبراري الموحشة كانت وطنهم الحقيقي”.
إنه “لا أثر للرحمة في وحشية اليهود، فكان الذبح المنظم يعقب كل فتح مهما قل، وكان الأهالي الأصليون يوقفون فيحكم عليهم بالقتل دفعة واحدة فيقادون باسم يهوه من غير نظر إلى الجنس ولا إلى السن، وكان التحريق والسلب يلازمان سفك الدماء”.