يعاني العرب افلاساً حقيقياً رغم الاموال المكتنزة والكتاب الحق والديمغرافية اللججة، وهذا الامر يلمسه كل من تعامل معهم شرقاً وغربا وقمة الصين الاخيرة تشهد على ذلك الإفلاس حيث قررت هذه الأخيرة تقديم الدعم الذي كان يجب ان يقدم في قمة المنامة.
ان الغرب لا ينظر للعرب إلا من خلال آبارهم وكونهم سوق استهلاكي لمنتجاتهم التي تحمل اسماء او رموز صانعيها من المركبات على أنواعها جواً وبراً وبحراً إلى الساعات والحقائب والأقلام والحلي حتى وصل الأمر لغطاء الرأس ذكوراَ واناثا .اما الشرق من موسكو إلى بكين مرورا بأنقرة وطهران فحدث ولا حرج الأتراك ينظرون اليهم نظرة الخيانة بعد ان تحالفوا ضد خليفتهم والفرس يعملون جيداً الثقافة التي تسود في أوساطهم فلا غيرة دين بعد سقوط الخلافة ومآسي فلسطين ولا إنتاجية تذكر عدا فصاحة اللسان،اما موسكو فتجربتها معهم تعود لأيام السوفيات حيث يريدون دعم هؤلاء ويشنعون برفاقهم ويسيلونهم بالأسيد وكلما مرر لهم الغرب تمريرة ما ،يقومون بطرد الخبراء الملحدين بحد تعبيرهم،اما اهل الصين فعدا عن تجربة طريق الحرير القديمة التي أفضت إلى تحريم اكل الخنزير مأكول الصينيين المفضل فان الحالي منها قدم إلى الامام عشرة للخلف.
امام هذه المشهدية ماذا تبقى؟ لا شيء على الإطلاق. بالأمس أعطتهم المقاومة في لبنان تمريرة بحيث أهدتهم النصر فاعتبروه هزيمة وصباح مساء يطالبونها برفع العشرة وتسليم السلاح.
اعتبر بعضنا ان ذلك يعود إلى مذهب المقاومين، الا ان غزة اليوم تعري ذلك الاعتبار حيث للامس القريب كانوا يطلقون عليها القاب البطولة والأيمان، غزة هاشم، اهل الرباط إلى آخر الفصاحة المعهودة. تقول العرب عند الامتحان يكرم المرء او يهان وامتحان العرب في غزة يشبه ما حصل سابقاً في جنوب لبنان وقد حصلوا على علامة “اي بلاس ” من الصهاينة اذ بادروا إلى تقديم العون للعدو واكتفوا بالأدعية لأهل غزة حتى ان بعض تلك الادعية كانت سلبية نطق بها شيوخهم من على منابر الايمان.
لن نقول ما قاله الشاعر عن ظلم ذوي القربى، سنكتفي بقول صاحبه مجهول او متعدد المرجعية،
بلادي وإن جارت على عزيزة..
وأهلي وإن ضنوا على كرام.
عل وعسى