موقع العرب من اقطاب العالم

تجتاح العالم اليوم فكرة التعددية القطبية التي يمكن ان يصل عددها إلى سبعة او ثمانية اقطاب، الولايات المتحدة، روسيا، الصين، البرازيل، أوروبا، الهند تركيا وإيران ومن الممكن بعد الدور الأخلاقي والقانوني لجنوب افريقيا ان تلحق بالركب. قد يسأل سائل اين موقع العرب فيما يحضر للعالم؟ سؤال بديهي تتطلب الاجابة عليه استعارات ويمكن اللجوء بذلك إلى اديبنا الفذ سعدالله ونوس من خلال رائعته طقوس الإشارات والتحولات او للمرجعية الاممية البرتغالي انطونيو غوت يريش الذي قرع جرس الإنذار لمستقبل العرب في قمة البحرين الشهر الفائت.
حجز موقع بين الكبار يتطلب كم من الخصائص في حال عدم توفرها عليك نسيان الموضوع برمته،تتربع النية عرش تلك الخصائص على ان يسبقها إبراز الهوية العربية كانتماء حضاري أكان لأهلنا في الخليج الذين وقعوا في فخ الدين كهوية يمكن مراجعة ابن خلدون للتأكد،او لأهلنا في المشرق والمغرب الذين قالوا بها واتت تجربتهم خالية من الدسم،يمكن مراجعة احوال البعث في دمشق وبغداد ولا تفوت الاطمئنان على تهجئة اللغة في المغرب والجزائر .ولولا دخول ايران مؤخراً على خط الدفاع عن المقدسات في فلسطين لما كنت سمعت بكلمة عروبة تجتاح فضائيات عرب ونيل سات. وما كلمة غوتيريش في القمة الأخيرة إلا دليل إلى ان المصطلح محط استعارة لإرباك التدخل الإيراني على ان يعود كل من حضر إلى التربع على عرش السلطان بمؤازرة وزراء الداخلية واجهزة الامن بكل عديدها.
لكيلا نبقى بالسالب من التفكير أعلاه ونتخلى عن مبدأ العاطفة الذي يتحكم بأفعالنا دون ان نمتلك القدر اللازم من المحبة لفعل ذلك وندخل اللعبة كأصحاب مصلحة الأمر الذي يستهجنه الرومانسيين منا عند النطق بالكلمة فهي تعني لهم الوضاعة والخسة فهم يهتمون بالروحي من الأمور فحجز موقع في الجنة ليس بمصلحة بالنسبة لهم، بل انعتاق من المادية ولو ان هدفه شرب خمرها والتسامر مع حورياتها. ومصلحة جميع من حضر قمة البحرين علينا تفنيدها وإبرازها إذا ما أردنا طرد الشياطين من ديارنا والتنعم بخيراتها والتحلي بالأخلاق الحميدة ونحيا حياتنا كما جاء في الكتب التي أمرتنا بالمعروف وانهتنا عن المنكر.
في الأمس لم نكن ندرك اهمية النفط ظناً منا ان الشمع وحده يكفي لما له من محضر في طقوسنا المقدسة كما والشعير وبعض العلف لتأمين ركوبنا والانتقال بين المضارب. دخلوا المضارب ووضعوا يدهم على المادة وزرعوا في جسدنا غدة سرطانية آخر مآثرها غزة عدا عن حروب عبثية داخلية فضلا عن تلك الحدودية، واليوم علينا “طحشة “لوضع اليد على الطاقة النظيفة يودون تأمينها لأسواقهم وبيعها بالعملة الخضراء وهم في عجالة من امرهم قبل انتشار القطبيات.
المشهد الحالي لا نحسد عليه لكن يحمل في طياته عناصر قوة يمكن الاستفادة منها كمقدمة للجلوس على موائد الكبار من اليمن لغزة لجنوب لبنان قد يكون ذلك للبعض اشبه بالنكات السمجة لكن لو تمعن هذا البعض وتخلى عن تصوره الضيق ونظر ابعد من ارنبة انفه لأمكنه ادراك ان بدون عنصر القوة لن يجلس على المائدة والموارد الطبيعية دون قوة تحميها مآل من يملكها لن يكون افضل ممن يملك الكاوتشوك والكاكاو واليورانيوم وغيرها من المواد التي من اجلها تخاض الحروب وتبث الفرقة داخل المجتمعات من جبال الأنديز إلى صنوها تورا بورا وصولا للمتوسط .
لبدء العلاج يرجى مراجعة خطاب الأمين العام للأمم المتحدة في قمة البحرين.