سؤال سأله الزعيم سعاده في كتابه نشؤ الامم: هل يصبح العالم كله أمة واحدة؟ أجاب من يدري.
ما نعيشه من حرب كونية ناعمة لكنها صامتة تشبه كثيرا عملية اغتيال سرية بمسدس كاتم للصوت والقتيل. وحده هو الشاهد والشهيد غزه والصمت العربي المريب.
مجمل الامم القائمة يختلف وضعها عن وضع أمتنا كثيرا، نحن ما زلنا أمة ممزقة وكيانات ينخرها السوس الطائفي والاقطاعي والعنصري ولا ترقى واقعيا إلى وحدة الحد الادنى لمواجهة ما يحاك لنا من أخطار وما يحاك للعالم اجمع.
الحرب دائرة في كل إنحاء العالم وعلى مستويات مختلفة وتستهدف تغيير واقع هذا العالم بما هو عليه وتبديل شكله الذي رغم بشاعته ومشاكله لن يستطيع التوصل إلى مستوى ما يحضر له من بشاعة وقبح وسقوط في القيم والاخلاق والمعايير الاجتماعية الراقية
الفوضى الخلاقة يراد منها قتل الروح وفقدان السيطرة والتحكم لصالح إدارة جهنمية تحاول أن تدير العالم النتيجة الأولية هبوط في المناقب وصعود في المثالب.
الاستهداف الاول والاساسي من خلال ما يجري للعقل البشري السوي لتعطيله وترويضه والتحكم به والسيطرة عليه عبر الانبهار والإثارة واللعب على الذاكرة (لقاح الكورونا مسبب للنسيان) وفبركة الذكاء الاصطناعي لتعطيل دورالانسان والدفع والسماح والسعي وتشجيع التحولات الجنسية والزواج المثلي مع ما ينتج عن ذلك من تدمير بنية العائلة وعدم الإنجاب لتعطيل المكون الأساسي في تشكيل الأمة.
والسؤال يطرح نفسه هل تدمير العائلة لتدمير الأمة لمصلحة العولمة والمستفيد منها
تجار الدم وتجار الحروب (مصنعي الأسلحة) في العالم يسطون على منابع النفط والغاز وحتى المياه، بل على ثروات العالم عبر تمزيق المجتمعات وبث روح التفرقة الطائفية والعنصرية وتشجيع التطرف الاصولي (داعش وغيرها) ودعمه والاستفادة منه لخدمة الاجندة للسيطرة على العالم وادارته لصالح قوى الشر في العالم
وخلال الصراعات وما ينتج عنها من ضحايا تجري عملية تسهيل المرور للتجارة بالأعضاء البشرية وقد طالعنا الإعلام عن اعتقال 130 يهوديا في أمريكا وهم من كبار المسؤولين الحكوميين بتهمة الاتجار بالأعضاء البشرية وقد صدم الشعب الأمريكي، بل العالم اجمع حول كيفية حصول هؤلاء على هذه الأعضاء في حرب الابادة على شعبنا الفلسطيني في غزه.
كثيرون سابقا حاولوا تجاوز الواقع الاجتماعي المبني على مصالح الامم نحو نظرة وحدوية شاملة كونية فاصطدموا بالواقع الذي فرض نفسه من أفكار تحاول السيطرة على العالم كالفكر الماسوني وأفكار سواه، حاولوا وفشلوا اما المحاولات الحاصلة باسم العولمة او النظام العالمي الجديد تحاول البناء على تجاوز النظرية والفكر والواقع الاجتماعي عبر الهيمنة والتسلط والتركيز على المكاسب للتحكم بمصير الكرة الأرضية
لقد خرجت الأمور عن السيطرة من خلال الصراع المحتدم على أكثر من جبهة وتفاقم التضخم وسوء الوضع الاقتصادي في كل ارجاء العالم مما يدفع ياتجاه حلول مؤقته ومروحة إجراءات ترقيعيه كي لا تفلت الأمور من يد من يحاول الهيمنة والسيطرة على العالم
مواجهة ما هو قادم على امتنا عبرالابقاء على زمام المبادرة وان نكون حركة هجوم لا دفاع مع ما يتطلب ذلك من تفكيك للعقبات الكثيرة المعرقلة وان يكون سلاحنا الفكري والثقافي والاخلاقي الاقوى
وان ندرك ان السلاح قوى الشر تبدأ بالمخدرات والسقوط الاخلاقي والخداع والارهاب والقتل، والابادة الجماعية، ونشر الاوبئة، والفيروسات. جارة الدواء وتلوث البيئة والمأكولات المسرطنة والعلاجات القاتلة
لقد شكلت المقاومة في جنوب لبنان وفلسطين و غزة نموذجا متقدما رائعا في كيفية التصدي لما يحاك لامتنا والعالم من مخططات جهنمية مما يتطلب تعبئة الروح المقاتلة بعزم ووضوح وهي قادرة ان تهزم أقوى قوة في العالم