أيار من الهزيمة الى النصر في فلسطين ولبنان

أيار من الهزيمة الى النصر في فلسطين ولبنان

منذ عملية السابع من تشرين وطوفان الأقصى وفلسطين هي الحدث، من شرق العالم الى مغربه فكيف وايار يحمل معه موعدان، ذكرى اعلان دولة العدو على أرض فلسطين بتواطئ فاضح بين الاستعمار الجديد والمنظمات الدولية التي اضفت شرعية مزيفة على استلاب الأرض وتهجير الشعب واجلائه عن ارضه لمصلحة شعب يأتي من اصقاع بعيدة ليستوطن بيته، وارضه، ورزقه، وبلاده!!
انها المفارقة التي سميت نكبة عام 1948، واستكملتها نكسة عام 1967 وصولاً الى حال من الاستسلام والضعف، ليأتي “أيار” الذي تستمر فيه والمقاومة في فلسطين للشهر الثامن تواجه جيشا يشن حرب إبادة مشهودة من العالم اجمع وهي بالمقابل وبصمودها الأسطوري تكبده افظع الخسائر، في العتاد والمعدات والتجهيز وأيضا القتلى من جنوده .وكل ذلك بسلاحها المتواضع من الصورايخ و “قواذف الياسين” المطور حملته ارادات لا تلين وثقة بالانتصار والصمود في الأرض مع الأطفال والنساء الثابتين ، وامثولتها ما حصل لمواطنين مثلهم منذ سبعين عاماً ونيف.
موعد اخر يصادف هذا الشهر، وهواعلان اتفاق الإذعان او معاهدة 17 أيار الذي شاءه العدو الإسرائيلي وسلطة العمالة التي انبثقت عن اجتياحه بيروت عام 1982، ان يكون مشروع اتفاق سلام مع لبنان عندما اجتاحه وصولاً الى عاصمته بيروت، والغي بعدما اسقطته إرادة المقاومة، بإسقاطها راس المشروع وصولاً الى حركة 6 شباط وما فعلته الأحزاب والقوى الحليفة، وبينها الحزب السوري القومي الاجتماعي، وتوالي العمل المقاوم ليعود لبنان منطلقاً لمقاومة استكملت تحرير جنوب لبنان من عدو وجودي مما جعلها رقماً صعباً، ومسانداً اساسياً اليوم لغزة والمقاومة في فلسطين، في حرب الإبادة القائمة.
أروع ما يحصل اليوم ان المقاومة تعبر تماماً عن مقولة سعادة ان “انقاذ فلسطين، هو امر لبناني في الصميم كما هو امر فلسطيني في الصميم … “هي هذه المعركة القومية التي تخاض تحت عنوان وحدة المحاور الممانعة، وتؤكد ما قاله زعيمنا في اربعينات القرن الماضي، مستشرفا عن “حقيقة قضية فلسطين، في عقيدة امة حية وإرادة قومية فاعلة تريد الانتصار”.
كما بدلت عملية “طوفان الأقصى” الصورة، وكذلك فعلت جبهة الشمال التي يصفها الاعلام العبري نفسه انها “فوهة بركان” مفتوح بعدما اشعلت صواريخ المقاومة في الجنوب بضرباتها المدروسة الرادعة جبهة اسناد واسعة لقنت العدو دروساً قاسية ، ولا زالت تحفظ لنا المفاجآت ،هل كان احد يصدق من ادعياء وزاعمي ثقافة حب الحياة والشامتين بقدرات المقاومة، ان مستوطنات الشمال تفرغ من ساكنيها رغم وجود الملاجئ في الكيبوتزات التي تشكل رافداً اساسياً للعدو في المؤسسات الزراعية والصناعية والسياحية، كلها عطلتها الحرب و خسائرها بالمليارات.
أيضا هل يصدق زاعمي ثقافة الحياة هؤلاء، المفارقة الحاصلة اليوم عن دعوة مهجرين الجليل دولتهم الى انشاء مخيمات لهم بمشاركة منظمات مدنية ليتحولوا الى سكان مخيمات ؟؟!!!وكيف لا يكون مفارقة معبرة عندما يطلق هذا الأمر في أيار المصادف موعد اعلان دولة الكيان الذي واكبه تهجير الفلسطينيين، الى مخيمات داخل وخارج فلسطين ولا زالوا يسكنوها ويعيشون على امل العودة الى بلادهم وبيوتهم.
هذا المخيم المنوي إنشاؤه هو على مدخل كيبوتس” عميعاد” والمقام على أنقاض قرية جب يوسف الفلسطينية.
ينقض الكلام عن انشاء المخيمات للمستوطنين، انهم تهجروا الى الفنادق على حساب حكومة العدو وإحدى هذه العائلات، نشرت معاناتها، وتقول المدعوة “رعوت” عن مستوطنتها “كفار بلوم” انه لم يعد لديها قدرة على دفع ايجار الفندق في ايلات من حسابها الخاص وزوجها مجند. واضافت ان أولادها تعبوا من الإقامة في الملاجئ لان صافرات الإنذار تستمر نهاراً وليلاً وتقول، ايضاً اولادي يدرسون في صفوف غير محصنة ولا محمية وتضيف ان كفار بلوم، لا تعاني من الصواريخ وحسب، بل من غياب الخدمات.
المقاومة التي تفعل وتنتصر وتفاجئ العدو، تدفع وزير الحرب الإسرائيلي الى التهديد قائلاً “انتظروا وسنفعل”.
وان صراخ الأطفال في الحرب الجارية كان حافزا كبيرا للمقاومة ولرفع عويل جنود العدو في غزة من حي الزيتون الى جباليا، الى رفح التي يغرق بوحول دمارها العدو، رغم دعم الأداة العسكرية الأميركية، هو نفسه في المطلة ودميت وكريات شمونة، وباقي المستوطنات الفارغة من السكان بعدما كرست معادلة “بتعلي منعلي ” “بتحرق منحرق “ “بتدمر مندمر ” وهذا امر يجعل من العدو و”كابينيت حربه “امام استحقاقات لا يعرف غدها كيف سيكون من بوابة رفح الى بوابات جنوب لبنان وشبعا.
هي الأرض الواحدة والحق بأن تعود، مدعومة من محور مقاوم وممانع، هي القوة التي تقول قولها الفصل اليوم ومن يعتقد ان لغة القوانين الأممية، هي التي تحمي لبنان، او تعيد فلسطين فلينظر كيف نقضت دولة الاغتصاب كل القوانين الدولية الصادرة منذ أيار 1948، وكيف جعلت من لبنان ارضاً منتهكة نتيجة سياسة الضعف التي كانت سائدة. من يراهن على استجداء الحقوق وليس استعادتها بالقوة هو مسار فاشل وابلغ مثال هو اتفاق أوسلو.

                                                                                                  رئيسة التحرير