نشيد لأعياد “أدونيا”

نشيد لأعياد “أدونيا”

في ذكرى ميلاد سعاده” ”

كان في عتمات ذاك الأمس
إرهاصا بما يأتي خفياً زاحفا
في دجى الغاب الجنوبي وكان
قمر الكشف و مرآة الزمان!
وحده كان الذي أبصر ذاك الخنجرالمخبوء
خلف الظهر برّاقاً … رآه
ماخرا في اللحم يفري و يجوس
بلهيب الثلج في برق التماع
جسد الأرض بومضات افتراع
سكة بيضاء في جوف ثراه
ورأى الشارع ثعبانا بلون القار
والأم دموعا راجفات
تتهامى تحت فانوس مع الريح ينوس
بين أغصان الخريف العاريات …
كان ذاك العاشق الصوفي
عين الحدس و الرؤيا ..
وإشراق الظنون
يترنّى من ذرى استشرافه النفاذ
باستشفاف هندي فقير
يثقب الحجب يإغماض العيون
ويرى درب المصير
كان نيران التخطي
وشموخ العنفوان…..
وعلى الطحلب كان
يستريح الغافلون
خدرا في طينة الأرض الموات

وحده كان الذي أطلق أصوات النذير الموقظات
أهل هذا الكهف من ثلج الرقاد
نافخا عن جذوة الإمكان أكفان الرماد
لانبعاث الطائر الشمسي عزما صاعقا
ظلمة الصمت وأكداس الغيوم القاتمات


آه يا ” تموز” … يا شهر غلال يستعاد
بعد دمعات لعشتار على مسك ثراه
تطلع النرجس في “أفقا” نجوما زاهيات بسناك
وشذا وجع يضوع
بالتياع لقناديل الشقيق
ويناجي غائبا من عذه الأرض أعاد
دمه المنذور للأمة غي شهر العطاء
شعلا وهاجة في ظلمة التيه تضاء
للذي عاد بأوليس الى شط الأمان!


يا حرورأ في عروق الخصب، قي سنبله التبرّي
يا تموز …آثرت الرجوع
بعدما سرت على ذاك الطريق
نحو أبواب الخلاص
مؤمنا بالشرف الهش الذي يعنيه إهداء المسدس
لصديق
من كبير قزمته همسات
من حقود حرك الجمرووسوس
وتخيرت بهاء الوقفة الشماء عزاً وافتتان
بذرى شامخا في “سورياك”

توفي في (17/08/2006)، الشاعر اللبناني فؤاد الخشن عن اثنين وثمانين عاماً، أغنى في خلالها المكتبة العربية بعدد من القصائد والترجمات والدواوين الشعرية، التي ساهمت في تفعيل حركة الشعر العربي الحديث، بعد أن بدأ حياته الإبداعية وهو لا يزال على مقاعد الدراسة في الصفوف التكميلية، حين فاز بجائزة محطة الشرق الأدنى لأجمل قصيدة مترجمة، وكانت قصيدة الخريف للشاعر الفرنسي لامارتين. وكان الشاعر قد أمضى أكثر من عشر سنوات من أواخر عمره في سرير المرض. ولد فؤاد الخشن في منطقة الشويفات في العام ,1924 وتلقّى دروسه الابتدائية فيها. في العام ,1939 انتقل إلى بيروت إثر عودة والده من البرازيل، وتتلمذ على يديّ اللغوي والشاعر الشيخ راشد عليوان. في أوائل الخمسينيات الفائتة، نال جائزة أهل القلم عن ملحمة أدونيس وعشتروت ، ثم جائزة الدولة للشعر في أواسط الستينيات، وجائزة أصدقاء الكتاب عن مجموعته سنابل حزيران التي صدرت عن دار المعارف بمصر. وفي السبعينيات، نال جائزة أجمل قصيدة غزلية في مسابقة نظّمتها محطّة الإذاعة اللبنانية، وتبارى فيها مئتان وأربعون شاعراً. في العام ,1951 شارك في تأسيس أسرة الجبل الملهم ، وانتسب إلى اتحاد الكتّاب اللبنانيين ، فبات عضواً في هيئته الإدارية قبل أن يتبوأ منصب الأمين العام المساعد. في تلك الفترة، أصدر عدداً من الدواوين الشعرية المتنوّعة، ك سوار الياسمين و معبد الشوق و سنابل حزيران وغيرها، وترجم قصائد بلغارية و سوفياتية بالاشتراك مع زوجته أديل الخشن. وفي العام 1988 أصدر ديوان فؤاد الخشن ومختارات شاملة.