تسعون عاماً من النضال 

تسعون عاماً على تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي.

تسعون عاماً على وضع  سعاده صخرة الأساس لبناء قلعة النهضة على كامل الأرض السورية…

تسعون عاماً، والبناة عاملون على تدعيم مداميك الجدران الشواهق رغم الصعوبات الكبيرة  والآلام  العظيمة والدماء العزيزة.

تسعون عاماً، والنضال مستمر رغم ضربات الجلادين، وتآمر المتآمرين، دولاً ومنظمات وأفراد رأوا في الحزب سداً منيعاً في طريق أطماعهم ومشاريعهم ومصالحهم.

تسعون عاماً، والأجيال تتوالى لتلقّف الفكر والوعي القوميين لأمة تسعى لحريتها وعزها وكرامتها ومجدها بين الأمم.

تسعون عاماً، ونحن مستمرون على هذه الطريق الشاقة والطويلة، لا تسثنينا العراقيل، ولا توقفنا المطبات، ولا يمنعنا نقيق الضفادع. نحن هذا السيل الجارف الهادر كالزوابع المتألقة على صدور القوميين.

تسعون عاماً، رغم النكسات والنكبات نلمع كأسنة الرماح في أعين الشمس تحت طبقات غبار الجعجعة وضباب ثورة القعقعة وستائر  تنوع الدسائس.
قد يتبادر إلى ذهن أحدهم فيسأل: ما هو حجم الحزب كي يقوم بهذه المهمة العظيمة؟ ونبادر إلى القول: إن حجم الحزب لا يقاس بعدد البطاقات التنظيمية، إنما بحجم الشعب التائق إلى الحرية الحقيقية، والسيادة الحقيقية والاستقلال الحقيقي، إن حجم الحزب يقاس بفكره الممتد عميقاً في وجدان شعبنا.
إنّ حجم الحزب بحجم أعدائه وأخصامه المباشرين بما يحملون من أسلحة وأموال وإعلام، وغير المباشرين من منظمات تنتشر على مدى المسكونة، وتسعى إلى تقويض الفكر القومي وجعل أمتنا ملحقة وتابعة للأعداء الحقيقيين.

إنّ حجم الحزب هو بحجم فكره والمفكرين الذين نهلوا من ينبوعه، والأدباء الذين ساروا على دروب الصراع الفكري، والفنانين الذين أبدعوا  في تحقيق سمو نهضته ورقيها.

إنّ حجم الحزب بحجم شهدائه وجرحاه ومناضليه الذين أشبعوا عطش الارض دماً وعرقاً وكرامة. 

إنّ حجم الحزب بحجم أفواج أشباله، أجيال النصر الاتي، الجاهزين لتسلُّم راية الزوبعة التي زغردت على البطاح وتلألأت في كل ساح.

إنّ حجم الحزب هو بحجم الإيمان بالانتصار الذي تذخر به نفوس القوميين والعاملين على تحقيقه فكراً وصناعة وغلالاً.

إنّ حجم الحزب بحجم مغتربيه عبر الحدود الذين يشكلون امبراطورية لا تغيب عنها الشمس.

إنّ حجم الحزب بحجم الأرض، بحجم الأمة من طوروس إلى قوس الصحراء، ومن زغروس إلى البحر الأبيض المتوسط شاملة جزيرة قبرص.

إنّ حجمه بحجم مياهه في البحار الثلاثة وفراته ودجلاه وعاصيه والليطاني والأردن، التي تشكّل دورة الأمة الاجتماعية الحياتية الحضارية الكاملة. 

تسعون عاماً، وما زلنا بحاجة إلى الاستمرار جهداً لترسيخ مفاهيم النهضة، وتقوية بناء الحزب، ورفع جهوزيته.
نحن ثورة تحمل قيماً وعقلية أخلاقية جديدة، وتعمل على سحق المفاهيم الدخيلة والعادات الرثة البالية الذي زرعها الاستعمار بين ظهرانينا.
نحن ثورة مهمتها دك معاقل الرجعية والولاء للخارجي والرأسمال المرتبط بأجندات الخارج والإقطاع الضاغط على رقاب شعبنا.
ونحن نهضة بما تقدمه لترقي شعبنا وحريته وسيادته على نفسه وعلى أرضه وثرواته، وزرع أسس الحق والخير والجمال، ومفاهيم الغيرية والبذل والعطاء لتحي الامة ويحيا شعبنا في عز وكرامة.

في هذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نستذكر قول المعلم: “إن الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكاً لنا، بل وديعة الأمة فينا، متى طلبتها وجدتها”.
وإلى ساح الجهاد.

رئيس المؤتمر القومي العام الامين وليد زيتوني