اقوال سعادة

اقوال سعادة

إنني أكرر ما قلته: لا يخشين أحد من اللبنانيين قولنا تحيا سورية في لبنان – لأننا نشعر أن لبنان هو في ذرى سورية، وفيه انبثق مبدأ الحياة للبنانيين ولجميع السوريين.

ليحيا لبنان الذي قال فيه الريحاني، واذكر ما قلنا في اجتماع كفرعقاب حين تذكرنا زيارة قمنا بها لأمين الريحاني قبيل موته فقال: “ثلاثة لا تزول في لبنان، عذوبة مناظره وعبقرية أبنائه، والحزب السوري القومي في لبنان”. أقول إن اللبنانيين، كثيراً ما نسوا، ما علمهم لبنانيون خلصاء مثل أمين الريحاني، وانتبهوا إلى ما علمهم إياه الفرنسيون.

في 30 أيلول 1948

إن التلبنن الوهمي الفاسد الذي يقول بإمكان إحداث هذه التجزئة، هو تلبنن غريب عن طبيعة اللبنانيين السليمة، التي لم تشوهها الثقافة السياسية الاستعمارية. وأن التغرير باللبنانيين العاملين في حقولهم ليتبعوا هذا التلبنن الأجنبي الخطط، هو عامل خطر على مصير اللبنانيين. إن الانعزال وتمكين المصالح الأجنبية من التحكم في موارد حياة اللبنانيين، هو أدهى شر يصيب اللبنانيين فيطردهم من ديارهم، ويشردهم بين مختلف القارات. ولا يفيد اللبنانيون تأويل النايورجعيين اللبنانيين التشرد بالقول إنه “فتح للأمصار وتمدين للعالم”! إن الأم اللبنانية التي فقدت ابنها وراء البحار لا يعوضها شيئاً هذا التلبنن، وأن الأب الذي يكدح عاملاً في الأرض وتهرب منه المواسم وترهقه الضرائب، لا يجد جزاء خير في التلبنن الوهمي.
1948