المخالب الاستعمارية الجديدة

المخالب الاستعمارية الجديدة

سمة المستعمِر على تنوع جنسيته أنّه دائمًا يقوم برعاية مصالحه، ويعمل على تأمين بقائه واستمرار هيمنته في البلد المُستٓعمر ومن موجبات استقرار وجوده، أن يبدّل وجوه عملائه، وأن يستبدل مخالبه لتأتي حادّة وأكثر فعالية، وفق متطلّبات العصر، ولو اقتضى ذلك قلب النظام القائم، ليبقى قابضًا على مصالح الشعب المستعمٓر. وهذه المخالب الجديدة أطلقها بالعالم العربي عمومًا بعنوان الربيع العربي وأصابه ما أصابه من نجاح في مكان وفشل في مكان آخر، ولكن عمله مستمر على ضرب كل التيارات والحركات الوطنية التحررية، التي تطالب باستقلالها الحقيقي الاستقلال الحقيقي هو عدا اعتراف الأمم المتحدة في الدولة، وعدا خروج الجيوش من الدولة، هو استقلال ثقافي وسياسي، والأهم الاستقلال الاقتصادي. ممًا يعني أنّ الشعب ومظهره السياسي في دولته، هو الذي يملك قراره السيادي، وهو من يملك ثرواته الطبيعية وكل موارده الانتاجية والاقتصادية. وهذا الاستقلال معني في توظيف كل ايرادات هذا الإنتاج الاقتصادي في خدمة ارتقاء الشعب وتقدّمه وحياته العزيزة الكريمة.

 نعود للمخالب الجديدة في الكيان اللبناني والذين يسمّون أنفسهم التغييريين أو النواب التغييريين، من كثرة وطنيتهم وحريتهم وسيادتهم، قاموا حديثًا بزيارة الى زعيمة الاستعمار العالمي الولايات المتحدة الأميركية، والهدف من الزيارة بحث الملفات اللبنانية في أروقة القرار السياسي الأميركي. ومن كبر صدقهم الوطني، وحرصهم على السيادة والاستقلال، ومن أجل ألّا يبقى مشعل الحرية في بلاد الفينيق فقط، آثروا أن ينشروا حريتهم الفياضة للإنسانية جمعاء، وقرّروا أن ينشروا أفكارهم النيّرة في أروقة الإدارة السياسية وغير السياسية في الولايات المتحدة الأميركيّة. ومن جملة ما كان على جدول أعمالهم، مناقشة المواصفات المطلوبة في رئيس جمهورية لبنان، وما المطلوب منه ومن الحكومة المرافقة له في هذه المرحلة، وكأنّ الولايات المتحدة الأميركيّة هي التي تحب الحرية والاستقرار للأمم، وكأنّها ليست هي التي تقود الدول الاستعمارية بهذا العصر. وكأنّ غير الولايات المتّحدة الأميركيّة يقود حملة الإبادة على أطفال فلسطين، وكأنّ غير الولايات المتحدة الأميركيّة من قاد ضرب العراق والشام ولبنان واليمن عدا ليبيا وغيرها من بلدان عديدة بالعالم. ألا يعلم هؤلاء المخالب الجدد الذين اسمهم نوّاب التغيير أنّ الحصار المفروض على لبنان والشام والعراق واليمن وإيران وباقي الأمم هو صنيعة أميركية وأطلسية. والغريب من هؤلاء النيورجعيين أنّهم سمعوا مِن مَن بيده ملف الحدود الوهمية بين لبنان وفلسطين، أنّ رئاسة الجمهورية الى ما بعد حرب غزة. السؤال الأوّل لهؤلاء التجّار الجدد هو” هل من الوطنية أن يكون ملف الحدود بيد موظف أميركي؟ وهل يناقش الوطني مسألة الحدود مع أحد وهل الحدود فيها مجال للنقاش والحوار؟ والسؤال الثاني هو: من يقرر انتخاب الرئيس ومواصفاته وشكل الحكومة وبرنامجها في لبنان، اللبنانيون الأحرار أم موظف أميركي أو غيره؟ والغريب أنّهم سمعوا أنّ انتخاب رئيس الجمهورية مؤجّل الى ما بعد الإبادة بغزة. ألم يدركوا من جوابه، أنّ العالم أجمع أدرك الترابط القومي ووحدة الحياة بيننا وبين فلسطين وباقي الأمة، إلّا التغييرين والذين من طرازهم من الطقم الرجعي القديم. ممّا يعني في الكلام الأميركي أن يكون رئيس الجمهورية أميركي-يهودي السياسة إذا حققوا اهدافهم في غزة، أو ممانع مقاوم للكيان اليهودي الغاصب وللهيمنة الاستعمارية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركيّة إذا فشلوا في تحقيق أهدافهم في غزة والمنطقة.

 نبشر الجميع مِن مَن هو بالداخل ومن هو بالخارج بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها لن ينجحوا وستسقط أهدافهم جميعها بفضل إرادة شعبنا البطل وحتمًا ستنتصر.

وعليه ليعلم كل الرجعيين أنّ مرشحنا لرئاسة الجمهورية سوري قومي اجتماعي أو وطني مقاوم صادق غيور محب للبنان والأمّة السورية كلها والعالم العربي من نسيج قماشة سليمان فرنجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *