بدعوة من دار نلسن ودار أبعاد عقد في قاعة ملتقى السفير ندوة بعنوان “جان داية وتراث سعيد تقي الدين.” وشارك فيها د. حسن حمادة ود. اكرام الأشقر ورمزي علم الدين وأياد موصللي وسليمان بختي
قال سليمان بختي في افتتاح الندوة.: “نرفع التحية الى باحث غواص نادر الريش هو جان داية احترف نبش الكنوز والبحث عن الدرر مهما كانت الصعوبات والعوائق. أمضى الوقت الطويل في المكتبات وأرشيف الصحف. قدم نموذجاً فذا في التعامل مع تراث نهضوي كبير من طراز سعيد تقي الدين. انجز جان داية 12 كتاباً بعد رحيل تقي الدين عام 1960. وكان يعكف على كتاب عنوانه “الأسماء المستعارة” وآخر بالإنكليزية يضم رسائل ومقالات. قبل ان تصيبه جلطة دماغية يتعافى منها ولو ببطء. تحية الى النبل والوفاء والدقة بالتعامل مع التراث.”
وتحدث الدكتور حسن حمادة سائلاً كيف يكون الموضوع عن جان داية وسعيد تقي الدين. عن القامة الأدبية العملاقة التي تتناول القامة الأدبية العملاقة من وزن سعيد تقي الدين. ان سيرة سعيد تقي الدين استقرت في عقل وقلب ووجدان جان داية الرقيق والدقيق والمحب والناقد. وكم من النصوص الرائعة والبديعة كان سيطويها النسيان لولا جهود الباحث العملاق المحترم بكل المقاييس الأخلاقية والعلمية والوطنية.
وقال رمزي علم الدين (ابن شقيقة سعيد). عرفته عن قرب ونشات في كنفه خلال أجمل عشر سنوات في حياتي. هو عاصفة في إنسان. كل شيء في حياته بلا حدود. ساعدني في صقل شخصيتي وانار لي الطريق. عندما أنجزت كتابي “احكي جالس”. كتب لي الصديق جان داية هذه الكلمات “ندر ان خلا أحد الفصول من قفشة ساخرة. والنكتة ليست حكراً على مشايخ ال الخازن بل ان مشايخ ال تقي الدين وال علم الدين بارعون في حبكها وخصوصاً سعيد تقي الدين وابن اخته رمزي علم الدين”.
وختم: جان داية لم يعرف خالي سعيد شخصياً ولكن عرفه أكثر مني بلغة القلب والضمير وتوق النهضة.
ثم تحدثت د. اكرام الأشقر وقالت:”. لا يزال جان داية ينحت في الصخر ويرصد أي ورقة لإحياء تراث سعيد تقي الدين.” وسالت: اما ان لنا أن نحتفي بمخرج قدم للمسرح اللبناني تحفة من إبداعات سعيد تقي الدين المسرحية. وهي مسرحيات متقنة ومبدعة نصاً وحواراً ودراما. مواضيعها تنطبق علينا اليوم ونعاني منها مثل الفساد والطائفية والتعصب والاغتراب والاقطاع.
وختمت بما قاله غسان تويتي عن مسرح سعيد تقي الدين “إنك لم تنزل لحظة عن خشبة المسرح الذي يعود بنا الى رائعتك “نخب العدو” لأنك كتبت مسرح الرؤية وليس مسرح الرواية. وهل سيبقى مسرح سعيد تقي الدين في دائرة الإهمال؟ ومتى يستعيد دوره الكبير على الخشبة وأمام الجمهور؟
والكلمة الأخيرة كانت لأياد موصللي الذي تذكر. سعيد تقي الدين في اطلالاته الكثيرة وفي مقالاته النارية التي كنا نقراها ونستعيدها ونعيشها في ظلام السجون. كتب سعيد تقي الدين كثيراً واستطاع جان داية ان يجترح هذه الكتابات ويحولها الى مؤلفات لا تندثر ولا تضيع.
وختم أتذكر سعيد تقي الدين بالحب الذي كان يجمعنا والامل الذي كان يشرق رغم الحلكة.