في رصد لما صدر عن حزب “القوات اللبنانية “من مواقف وبيانات منذ بداية معركة” طوفان الأقصى ” كان واضحا منها انها دعوات يقصد بها ما اسموه عدم الانجرار إلى حرب مع العدو المحتل.
كما شهدنا الحملة الضخمة التي شاركوا فيها وعنوانها «لبنان لا يريد الحرب» وهي حملة مكلفة جدا إعلاميا، كما ظهر واضحا دور جيشهم الالكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هذا العنوان وأيضا عناوين «الحياد» و«السلام» وغيرها.
جاء هذا الشعار مع التركيز على عنوان «ثقافة الحياة»، متهمين الأحزاب الوطنية والمقاوِمة بأنهم يتمسكون” بثقافة الموت “والحرب والسلاح وإلا ما هنالك.
مؤخرا وفي اعقاب الجريمة التي طالت منسق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان تبدّل الجو عند القواتيين ومسؤوليهم ونوابهم، بعدما كشفت التقارير الأمنية لمخابرات الجيش اللبناني أن سبب الجريمة هو سرقة سيارة المغدور من قبل عصابة لسرقة السيارات. فجأة تحوّل الحديث عند القوات من لبنان لا يريد الحرب إلى «بدنا حرب أهلية بلبنان» وهنا السؤال وهذا ما يثير الجدل، فلماذا يحلّلون الحرب الأهلية ولكنهم يحرّمون الحرب بوجه العدو؟
وقد أدت هذه الدعوة الى فوضى في الشارع اللبناني بعدما أدى الامر الى اعتداءات عشوائية بحق أبناء شعبنا الشاميّين، كما رأينا في بعض المناطق السلاح المتفلّت، والتهديد بالقتل ومظاهر كثيرة من أشكال «ثقافة الحياة» التي يتغنّى بها القوات اللبنانية، والى توتر هدد بالفعل بالانتقال بالبلد الى حرب داخلية.
لا بد من الاستخلاص من ذلك انه فيما يشهد الجنوب اللبناني حربا تأخذ من بالنا واهتمامنا الشيء الكثير فأن أي استثمار سياسي من فتنة داخلية قد يستفيد منها «الإسرائيلي»، وهي لن تكون مجرّد شد عصب حزبي للبعض وحسب كما قد يظن أحدا.