فشل اهداف قصف القنصلية الايرانية بالشام

ان العدو اليهودي المحتل المزروع من قبل الاستعمار الغربي في الجنوب السوري- فلسطين يعمل على استثمار كل لحظة وكل حدث في بلادنا والعالم ليستكمل خطته التوسعية الهادفة الى احتلال المزيد من بلادنا، ويرمي بكل خبثه هو واربابه لتحقيق سطوته على بلادنا واخضاعها، عدا تمدد الاطماع اليهودية، هناك المشروع الاطلسي الذي غايته تثبيت هيمنته على كامل المنطقة الاسيوية والافريقية. وما الاعتداء على القنصلية الايرانية في الشام إلا من ضمن سياق المشروع الاطلسي واليهودي. على عكس ما يشاع في الاعلام الاطلسي المعادي بأن الاعتداء على القنصلية هو عمل قام به العدو منفردا دون التشاور مع حلفائه، ولكن أصبح من المؤكد ان القرار كان مشتركا بينهم وتلك الافعال الحربية الاطلسية واليهودية المشتركة لصد الرد الايراني كانت واضحة لكل المتابعين. فبات جليا ان ضربة القنصلية كان مخططا لها من قبل الحلف الاطلسي واليهودي. فكل التصريحات الانكليزية والفرنسية والأمريكانية غير مخفية، فهم أنفسهم يقولون نحن على اعلى درجات الدعم للكيان اليهودي، وهم يقولون كل مقدراتنا العسكرية موضوعة في خدمة حماية وامن الدولة الزائلة (اسرائيل). دون ان نحسب التعاون الاستخباراتي الذي هو على قدم وساق بين الموساد والسي اي ايه وباقي دول الحلف الاطلسي وعضوية العدو اليهودي في المنطقة العسكرية الوسطى الأمريكانية.
ان اهداف العدو الاطلسي واليهودي من الاعتداء على القنصلية الإيرانية في الشام يهدف الى التالي:
1 ضرب قيادة محور المقاومة واغتيال قائدها الشهيد اللواء محمد رضا زاهدي الذي مرغ أنف العدو بالتراب على امتداد جبهات محاور المقاومة كافة
2- اعلان الحرب على طهران ،وارسال رسالة الى الجمهورية الاسلامية في ايران ان هذا القصف طال السيادة الإيرانية وانه لا يتردد في النيل من السيادة الإيرانية في العمق.
3- جر ايران الى الرد ودخولها الحرب من اراضيها
4- تحويل الانظار عن اجرام العدو في غزة واظهار الحرب كأنها بين ايران و”اسرائيل “على المنطقة بمعزل عن القضية الفلسطينية
5- استدراج عطف شعوب الدول الغربية. بعد ما فقده العدو بسبب ممارسته كل هذه الاعمال الوحشية الدموية في فلسطين والوطن السوري عموما
6- تحرير الحكومات الاجنبية الاستعمارية من ضغط شعوبها حول دعم العدو اليهودي.
7- اظهار قوة وهيبة الاطلسي بالحماية في المنطقة

من المؤكد ان الهدف الاول في اغتيال الشهيد القائد زاهدي كان فاشلا لان زاهدي يتمنى الشهادة واستشهاده أردف محور المقاومة بإرادة شعبية ايرانية لا ترد بل مصممة على انهاء الوجود اليهودي في فلسطين، وانهاء الوجود الاطلسي في المنطقة. وبدلا من ان تنكفئ وتتراجع إيران تقدمت الى الامام وردت بصواريخها على مواقع العدو اليهودي بقوة.

اما اعلان الحرب على إيران فقد فشل أيضا لان الشعب الايراني لم يطالب حكومته بتخفيف دعمها للمقاومة بل زادهم ايمان بصوابية هذا الدعم، ووقف صفا واحدا خلف قيادته الحكيمة في مواجهة العدو اليهودي والاطلسي
اما عن هدفها بضرب القنصلية فهو جر إيران للرد من اراضيها، رد هذا الهدف الى نحر العدو، فالعدو خالف بوقاحة القوانين والاعراف الدولية الناظمة للبعثات الدبلوماسية، مما استجلب غضب دولي على العدو نتيجة جريمته في قصف القنصلية. اما اجبار إيران لإعلان الحرب على العدو اليهودي فهذا غباء استعماري، لان منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران اعلن قائدها الامام الخميني الحرب على الاستعمار وعلى العدو اذا قال “لا شرقية ولا غربية ” وقال “اسرائيل غدة سرطانية يجب ان تزول”. ولان إيران معلنة الحرب فمنذ ثمانينات القرن الماضي هي التي تسلح وتمول وتدرب وتؤمن الخبرات للمقاومة في لبنان والشام والعراق وفلسطين كذلك في اليمن. مشكورة على عملها، ولن ننكر جميل مساعدتها.
اما عن تحويل انظار العالم عن الجرائم التي يرتكبها الاعداء في غزة هذا ضرب من ضروب الخيال فشعوب الارض كلها أدركت وشاهدت بشاعة الهمجية الاطلسية واليهودية في فلسطين بالصوت والصورة، ولان شعبنا في فلسطين وفي بقية الوطن قرر المقاومة والتصدي واختار الكفاح المسلح لتحرير فلسطين وانهاء الوجود اليهودي في بلادنا لذلك لن تنحرف الانظار عن حقنا، طالما بقي نبض حياة في سورية

اما عن استدراج العدو عطف شعوب الارض فهو لن يحصل لان كل شعوب الارض تيقنت مدى حقارة النفسية اليهودية الاجرامية
اما هدف تحرير الحكومات من ضغط شعوبها، مازالت هذه الشعوب تمارس الضغط على حكوماتها لتوقف الدعم عن العدو. ولان هذه الحكومات لا تلتفت لرأي شعوبها ولان عقيدتها الاستعمارية والعسكرية اولويتها تأمين مصالح بلادها، ولو على حساب قتل أطفالنا ونسائنا وابادة شعبنا.

اما اظهار قوة الاطلسي وقدرته على حماية المنطقة والانظمة العفنة التي فيها فالقرار الجريء الذي اتخذته الجمهورية الاسلامية في إيران سحق هذه القدرة وهذا الدور للأطلسي واليهودي في المنطقة، عندما اتمت قصف الكيان اليهودي، فزلزلت الوجود اليهودي، وقهرت العنجهية الأمريكانية والفرنسية والانكليزية وحلفائهم التبع العرب.
وعندما اعلنت إيران انها ستضرب وستسحق من يشارك اليهودي في القصف على اراضيها، وكان التهديد واضحا ومسموعا ومفهوما من الانظمة العربية الخائنة
فالعدو الاطلسي حشد كل قواه لتثبيت سيطرته على المنطقة.
فالواجب على حكومات هذه المنطقة ان تنسج تحالف دفاعي استراتيجي، للدفاع عن مواردها وحقها بالحياة. والواجب القومي على الكيانات السورية ان تبرم معاهدة دفاع واحدة وانشاء جيش واحد لتحرير فلسطين وكبح الهيمنة الاطلسية وغيرها.
واقل الواجب ان تؤلف احزاب المقاومة قوة عسكرية شعبية من كل الامة تكون لها قيادة واحدة، تعمل على تحرير الارض وضرب المصالح الاستعمارية الاطلسية واليهودية في المنطقة.
لأننا إذا بقينا ساحات ومقاومات لن ننال الحرية المرجوة وبالسرعة المطلوبة. مع تقديرنا واجلالنا لكل عمل مقاوم كبير كان او صغير لأنه هو الضوء الآتي