لم تنجح مساعي توريط لبنان بفتنة من باب الحزب الوحيد الموجود في كل مناطقه، فأتى استهداف الحزب في مناسبتين متتاليتين، الأولى في جديتا والثانية في بيصور، مناسبة لتأكيد أن هذا الحزب هو ضمانة وحدة لبنان، وعدم السماح للطائفيين من تقسيمه من جديد.
آثر الحزب عدم الرد، فنهى في بيانه الأوّل محاولات استفزازه معتبرًا أنّه لن يسمح بضرب المقاومة بالخاصرة، ونهى في تصريح لعميد الإعلام بعد الإعتداء الثاني ليقول أنّ الحرب الأهليّة لن تمرّ من بيتنا، والزوبعة لا تحدث مثل هكذا انفجارات.
بهدوء، وانضباط، وعقلانية، ورويّة وحكمة تعامل القوميون قيادةً ورفقاء ومناصرين مع الاعتداءات، مؤكدين ثقتهم بالأجهزة الأمنية والقضائية لكشف الفاعلين، وهو الأمر الذي حصل بالفعل، وكان الإنجاز فيه لمخابرات الجيش اللبناني، الحريصة دائمًا على رصد وافشال مخططات الفتن.
أمّا في الماهيّة، فلماذا الحزب السوري القومي الإجتماعي والآن؟
الهدف بالطبع المقاومة، فكيف يستهدف أعوان “الكيان” من يوجع “الكيان”، من خلال ضرب ظهر المقاومة، والمقاومة اليوم احد اجنحتها الثلاثة الأساسية هو الحزب السوري القومي الإجتماعي. أتت محاولة دفع الحزب إلى ردة فعل عنيفة ودامية في منطقتين من أجل توريط المقاومة داخليًا، وحرف الأنظار عن المعركة الفاشلة التي خاضها رئيس حزب القوات سمير جعجع تجاه النازحين، والتي تبيّن بفعل تحقيقات الجيش أنّها بُنيت على باطل، ولم يستطع جعجع الغرف منها سياسيًا، وهنا كان الوعي القومي في احباط مخطط جعجع الدموي.