إنها الوردة الدمشقية. اكتسبت اسمها من موطنها الأصلي دمشق..
هي نوع نباتي ينتمي إلى الفصيلة الوردية. الاسم العلميRosa damascene. عرفت منذ آلاف السنين وتعرف محلياً بالوردة الدمشقية.
أن العلماء الأوروبيين لم يستطيعوا الاتفاق على اسم لها فقالوا تبقى وردة دمشق. سماها اليونانيون في مؤلفاتهم القديمة Rosa Damascena وانتشرت إلى العالم من خلال الغزوات التي تعرضت لها بلاد الشام.
لقبتها الشاعرة الإغريقية سافو بملكة الأزهار وذكرها المؤرخ الإغريقي هوميروس في ملحمتي الإلياذة والاوديسيا، كما ذكرها الشاعر الانكليزي شكسبير في إحدى مسرحياته بقوله (جميلة كجمال وردة دمشق) وكتب عنها الشاعر الكبير نزار قباني في رائعته (القصيدة الدمشقية).
في القرن الثاني عشر، نقل الكونت روبرت دي بري الوردة إلى فرنسا، ومنها انتشرت في بقية دول العالم. وانتشرت إلى العديد من المناطق في العالم بفعل قوافل الحج والحملات الصليبية على بلاد الشام، واستطاع السوريون بإبداعهم أن يستخرجوا منها العديد من المنتجات، منها الزيوت التي يفوق سعر الغرام فيها سعر الذهب لاحقًا صارت الوردة الدمشقية رمزًا للعائلات الملكية في بريطانيا، وفي القرن التاسع الميلادي أدخلت وطورت الجاليات السورية في الأندلس الوردة الدمشقية، حيث صنعت منها زيوتًا ونشرت من خلالها استعمال “ماء الورد” في جميع الحلويات الأندلسية، كما صارت رائحة “ماء الورد” الرائحة الرسمية لمجالس الملوك والأمراء، وأصبحت الوردة الدمشقية الحمراء رمزًا سياسيًا لإشبيلية وغرناطة وعنصرًا أساسيًا في تصميم ثياب الفلامنكو. وللوردة الدمشقية تاريخ طويل من التبادل الثقافي، ما دفع منظمة اليونسكو إلى إدراجها على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وهي ذاتها الوردة الدمشقية التي ذكرها الشاعر الإنجليزي شكسبير قائلًا: “لقد رأيت ورد دمشق”،
ففي اللّغة المحليّة لجزيرة هواي في المحيط الهادئ، تُعرف الوردة الدمشقيّة منذ آلاف السنين باسم لوكِلَني Leilani وهي الزهرة الرسميّة لجزيرة ماوي ورمزها الوطني، نسبة إلى ديانة قديمة كانت تنتشر على الجزيرة وتتّخذ من وردة لوكِلَني رمزاً للمعبودة الأنثى.
وصلت صناعات زراعة الوردة الدمشقيّة وسط آسيا قبل الإسلام، وعلى الأغلب أنّها وصلت خلال حياة المملكة السلوقية أو قبلها خلال حياة الإمبراطورية الأسوريّة-الأخمينيّة قبل 2600 سنة. ونتج عن زراعة الوردة الدمشقيّة في وسط آسيا الوردة البخارية، المعروفة اليوم باسم وردة فِدچِنكوانا fedtschenkoana نسبة إلى اسم العالمة الروسيّة التي صنّفتها. وانتشرت زراعة هذه الوردة في تُركستان على جميع جبال وسط آسيا وشمال غرب الصين.
ومن سوريا، وخلال القرن الثاني خلال فترة الحكم الروماني لبريطانيا؛ نقل جنود الكتيبة الرومانيّة الحمويّة معهم الوردة الدمشقية إلى وسط بريطانيا. وكانت المملكة الحمويّة آنذاك تسيطر على وادي العاصي وجبل سمعان وجبال تدمر وجبال قلمون وصولاً إلى دمشق. ويشير المستكشف الأميركي جورج پُنتَم George P. Putnam إلى أنّ الحموية نشروا زراعة الوردة الدمشقية في مستوطناتهم الرومانية جميعاً في إنكلترا كنبتة منزلية. لاحقاً، صارت الوردة الدمشقي رمزاً للعائلات الملكيّة في بريطانيا، تتداولنها على المستوى السياسيّ.
مع ذلك، وعلى الرغم من انتشارها في بريطانيا، لم تصل زراعة الوردة الدمشقيّة فرنسا حتى القرن الثاني عشر، حين نقلها معه الصليبيّ روبرت دي بري Robert I, Count of Dreux بعد المشاركة في حصار دمشق سنة 1148. ومن فرنسا انتشرت زراعة الوردة الدمشقيّة في العالم الكاثوليكيّ حتى صارت صناعةً ذات أصول في مملكة قشتالة الإسبانية، فنتجت عنها الوردة القشتالية المتطوّرة عن الوردة الغالية (گالّيكه). وهي ما نعرفه اليوم شيوعاً باسم الوردة الفرنسية
لكنّ الجالية السوريّة المسلمة في الأندلس ومنذ القرن التاسع، كانت قد طوّرت صناعة عظيمة لزيت الوردة الدمشقيّة الأصليّة، وخاصة في طائفة (مملكة) سَرَقُسطة. فانتشر استعمال الماورد في جميع الحلويّات الأندلسيّة على الإطلاق، وصارت سرقُسطة، ثم مملكتيّ إشبيليّة وغرناطة، أهمّ المصادر الصناعية للماورد. حتّى أنّ رائحة الماورد صارت آنذاك الرائحة الدبلوماسية الرسمية لمجالس الملوك والأمراء، وصارت الوردة الدمشقيّة الحمراء رمزاً سياسيّاً لإشبيليّة وغرناطة، وعنصر أساسيّ في تصميم ثياب الفلامنكو لاحقاً
يوحي مظهرها التعبيري بالأمل والثقة بالنفس والانسجام والسكينة وعمق التأمل، وترمز الوردة إلى مفاهيم الحب والعواطف الصادقة، وتدل على مشاعر النبل والخلود.
هي وردة عطرية تمتاز برائحتها النفاذة القوية وتعتبر من أهم ورود الشرق وتدخل في تركيب العطور الشهيرة والنفيسة والثمينة، تمتاز رائحتها بالنعومة والعذوبة التي تمثل الرمز لرائحة الورد الحقيقي والتأثير والجذب والعطور التي تستخلص من الورد الجوري أو الوردة الدمشقية من أفضل الأنواع في العالم.
تنشر شجيرة الورد الشامية في لبنان وسورية وبخاصة في غوطة دمشق ومحافظة مدينة دمشق ومحافظة ريف دمشق، وهي من الشجيرات المهددة بالانقراض بسبب قلة الاهتمام بها ولدخول أصناف عديدة من الورد الحديث.
هما R. Canina و R. Gallicax وهي شجيرة صغيرة الحجم متعددة السوق لها أشواك معكوفة الورقة ملونة من 5-
ويعتقد أن الوردة الدمشقية هي ناتج عملية تهجين بين نوعين من الورد 7 وريقات مسننة جرداء من الوجه العلوي وقليلة الأوبار على الوجه السفلي وهي ذات أذينات بسيطة وحامل الزهرة ذو أشواك خشنة ولون الزهرة وردي فاتح.
تنتشر هذه الشجيرة في لبنان، وفي سورية في غوطة دمشق، القلمون، المراح، رنكوس، عسال الورد، سرغايا. ضمن مجموعات وأعداد قليلة محدودة، لذلك فهي من الأنواع المهددة بالانقراض، وقد اعتمدت شعاراً لمعرض الزهور الدولي الذي يقام سنوياً في مدينة دمشق.
يتشابه هذا النوع في صفاته مع ورد فرنسا R. gallica وذكر أن هناك عدة هجن ابتداءً من الوردة الدمشقية منها هجين الوردة الدمشقية XR. Damascena. Mill ويسمى Rose de damas وهو هجين نتج عن تهجين R. gallica X R. canina ووصفت بأنها شجيرة صغيرة تبلغ 2م أو أكثر متعددة السوق، مستقيمة ذات إبر معكوفة متماثلة ذات نسيج حريري صلب وأوبار قاسية مفرزة، الورقة المركبة مؤلفة من 5-7 وريقات ذات أسنان بسيطة جرداء، من الوجه العلوي، وأوبار قليلة على الوجه السفلي ذات أذينات بسيطة مشطية الشكل، حامل الزهرة ذو أشواك خشنة ولون الزهرة زهري.
أثبت فحص الحمض النووي أنه هذا النوع نتج من تهجين ثلاثة أنواع من وردية الورد هي الورد المسكي والورد الفرنسي وورد فيدشنكو (باللاتينية. Rosa fedtschenkoana)
تعتبر الوردة الشامية شجيرة معمرة واسعة التحمل للظروف البيئية من جفاف وإجهاد، وهي شجيرة صغيرة الحجم متعددة السوق لها أشواك معكوفة، الورقة ملونة من 5-7 وريقات، مسننة جرداء من الوجه العلوي وقليلة الأوبار على الوجه السفلي، وهي ذات أذينات بسيطة، وحامل الزهرة ذو أشواك خشنة، وتتفتح أزهارها في فصل الربيع ولون الزهرة وردي فاتح وتتميز بأنها شديدة العطرية قطرها 4-5 سم، اسمها العلمي (لاروزا داماسينا) أخذت اسمها من موطنها الأصلي دمشق (الشام) حتى.
هي نبتة برية بعلية تتحمل البرد والحرارة والجفاف والكلس لذلك يمكن زراعتها في الأراضي غير المستغلة زراعياً أي الأراضي البور. تعيش هذه الوردة في المناطق التي يتراوح ارتفاعها من 600 إلى 2000 م عن سطح البحر وكلما زاد الارتفاع زاد إنتاجها وازدهارها.
أما في الكيان الشامي فهي شجيرة شوكية تنمو في المرتفعات في بلاد الشام منذ القديم حيث وجدت برياً في جبال القلمون.، وتعد بلدة المراح في جبال القلمون والتي تبعد قرابة 60 كم عن دمشق الموطن الأصلي للوردة الشامية. وقال رئيس جمعية المراح لإحياء وتطوير الوردة الشامية مدين البيطار لـ«البيان»: إن «بلدة المراح تحتوي على السلالة الأصلية للوردة الشامية، وذلك مثبت عبر الدراسات»، مشيراً إلى أن «تلك الوردة انتشرت من سوريا إلى العالم عبر الحجاج والحروب الصليبية». وعدّ البيطار أن «للوردة الشامية فوائد صحية وطبية وعطرية»، لافتاً إلى أنه «يمكن استخراج العديد من المنتجات كماء الورد وزيت الوردة الشامية
وللنبتة فوائد كثيرة منها عطرية وطبية وغذائية وتجميلية،سواء من حيث استعمالات الوردة أو ما يمكن استخلاصه كالعديد من المنتجات من كماء الورد، وزيت الورد ومربّى الورد وكريمات الورد، أما المنتج الأهم في الوردة الشامية فهو زيتها الذي يدخل في صناعة أرقى العطور وهو زيت عطري شهير وهو الذي يدخل في صناعة العطور،
وكانت سورية قدمت في العام السابق ملف الوردة الشامية لمنظمة اليونيسكو والذي يعرف ويحدد الممارسات والحرف التراثية المرتبطة بها في قرية المراح كأحد العناصر التراثية الثقافية السورية لتتم إضافته إلى القائمة التمثيلية للتراث الإنساني في المنظمة .وبتاريخ 2019-12-12، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” إدراج عنصر الوردة الشامية وما يرتبط بها من الممارسات والحرف التراثية ضمن قائمة التراث الإنساني اللامادي في المنظمة. وقالت المنظمة على موقعها الإلكتروني إن اللجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي اللامادي خلال اجتماعها الرابع عشر المنعقد في العاصمة الكولومبية بوغوتا .
. أخيرا هي الوردة التي ذكرها الشاعر الكبير نزار قباني في قصيدة الوضوء بماء العشق والياسمين، قائلًا: “جئتكم من تأنا واريخ الوردة الدمشقية التي تختصر تاريخ العطر.. ردتكم الدمشقية يا أهل الشام”.