مذابح الأطفال في يوم الطفل العالمي

مذابح الأطفال في يوم الطفل العالمي

تتزامن المذبحة الهمجية الصهيونية ضد أطفال فلسطين في غزة مع يوم الطفل العالمي الذي أقرته الجمعية العامة عام 1954 وكرسّته في إعلان حقوق الطفل عام 1959، ولم يتعرض الأطفال عبر التاريخ من جرائم وحشية مروعة كما تعرضوا ويتعرضون لها من قبل القطيع الصهيوني المسعور، الذي لا يقيم أدنى اعتبار للإنسان، وخاصة الأطفال، حيث استشهد حتى الآن حوالي 13 ألف طفل في أكبر مذبحة جماعية في التاريخ، كما نعرف أن السلوك الحاخامي الربوي تحول عند معظم شعوب الأرض إلى ما عرف بفطير صهيوني (مزج الفطير بدم أحد الأطفال الأغيار أو الغوييم من غير اليهود والذين يساوون البهائم وكذلك دمهم الذي لا يشبه دم اليهودي).
وبخلاف محاولات كتّاب عرب ويهود نفي ذلك واعتباره نوعا من معاداة السامية، فإن التوراة نفسها حافلة بالنصوص التي تستبيح دم الأطفال كما ورد في سفر صموئيل الأول (حارب عماليق واقتل جميع الرجال والنساء والأطفال والرضع)، أما فطير صهيون أو فصح الدم، قتل الأطفال الأغيار ومزج الفطير بدمهم في ذكرى التأويل اليهودي لنجاة موسى من فرعون، فهو طقس تؤكده مراجع عديدة بينها المؤرخ اليهودي ارائيل طوئيف وكتاب “الجريمة المقدسة” لعصام سخنيني.
ويشار هنا إلى روايات عديدة لقيام اليهود بقتل أطفال المسيحيين في أكثر من بلد، كما يشار إلى ما قيل عن حادثة شهدتها دمشق 1840 في ذكرى عيد الفصح اليهودي (تربطه التأويلات اليهودية بنجاة موسى من فرعون) حيث اتهم اليهود بقتل الراهب المسيحي توما كبوشي (ينسب له باب توما في دمشق) ومعه بستاني الدير وهو مسلم يدعى إبراهيم عمارة، حيث مزج دمهما مع الفطير اليهودي.
بالتأكيد حالة السعار والتوحش اليهودي ضد أطفال فلسطين وخاصة في غزة، هي الأكثر إجراماً في عالم الإجرام والغابات المتوحشة، لكنها ليست معزولة عن عالم وتاريخ وطبيعة التشكيلات الطبقية التي تقوم على استعباد البشر، من العبودية إلى الإقطاع إلى الرأسمالية:
من التاريخ العثماني الإقطاعي، نعرف أن هذا التاريخ قام على الانكشارية، وغالبيتهم كانوا مما يعرف بضريبة الأطفال التي كان يفرضها العثمانيون على الشعوب المغلوبة وخاصة في البلقان، إذ كان الولاة العثمانيون يخصصون يوما في أسواق الغنم والمواشي لجمع طفل من كل عائلة وكانت الأمهات والعائلات تودّع أطفالهم في نحيب جماعي، تحت أسواط الفرسان الذين كانوا يسوقون الأطفال خلف الخيل قبل أن يضعوهم في معسكرات خاصة ويغيروا اسماءهم ويختنونهم، وسبق لروائيين، مثل اندريه ييفيتش واسماعيل كادره أن وثقوا ذلك في أكثر من رواية.
حملة الأطفال الصليبية 1212 التي ترافقت مع الجوع الكبير في أوروبا، وقد مات الآلاف منهم في الطريق فيما بيع الباقون في أسواق النخاسة.
بحسب كتاب منير العكش (أمريكا والإبادات الثقافية) كان المستعمرون الأنجلوسكسون في أمركيا الشمالية يفصلون أطفال الهنود الحمر عن عائلاتهم وينقلونهم مكبلين إلى مدارس أشبه بمعسكرات الأشغال، حيث تفك أغلالهم وتحرق ثيابهم وتحلق رؤوسهم ويعلمون أن الشعر الطويل رمز للهمجية.
في المدارس تبدأ عملية سحق نفوسهم وغسيل دماغهم بدءاً من استبدال الأسماء بأخرى إنجليزية، مروراً بإخضاعهم لنظرية بافلوف (الكلب والجرس والوجبة) وليس انتهاءاً بإجبارهم على الاحتفال بأعياد الشكر وميلاد جورج واشنطن… إلخ. بعد قليل من الحساء والبطاطا صباحاً يوزعون على أعمال السخرة في المناجم والغابات (البنات يتم تأهيلهم كخادمات أو نادلات… إلخ).
وقد أظهرت تقارير أمريكية تعرضهم ذكوراً وإناثاً للاغتصاب، وإذا ضبط أحدهم يتكلم بلغته الأم يعاقب بغرس إبر طويلة في لسانه، أما قصص الهرب فمرعبة، فمن ينجو من الوحوش والتماسيح في الغابات أو من الغرق أو الموت تجمداً في صقيع الشتاء، فيتعرض لتعذيب شديد بعد توقيفه، الأمر الذي يفسر سوء التغذية ووفاة نسبة كبيرة منهم.
من كتاب عقيدة الصدمة (لنعومي كلاين) نقلاً عن بيان المؤتمر العام للأمم المتحدة حول الأرجنتين تحت الحكم الفاشي الذي استولى على الحكم من اليسار الوطني، أن الطغمة الحاكمة لم تتردد في اعتقالات جماعية شملت عائلات كاملة، وكانت تأخذ الأطفال وتعزلهم ولا يعرف أحد مصيرهم إن كانوا قد قتلوا أو استخدموا في أعمال شاقة.
من كتاب (الهند عوامل النهوض وتحديات الصعود) وكتاب ماري روبين، العالم حسب منسانتو، عرفت الهند ظاهرة انتحار عشرات الآلاف من الفلاحين بعد استدراجهم إلى قروض عجزوا عن سدادها، مما خلق ظاهرة الفلاحين الأطفال الذين كانوا يغادرون المدارس ويعملون لإعالة عائلاتهم قبل أن تشملهم ظاهرة الانتحار أيضاً.
من العالم الرأسمالي الإجرامي المعاصر وليبراليته المتوحشة، وفي تقرير لمجلة المانيفستو الإيطالية حول أفريقيا وأمريكا اللاتينية، ان الأطفال كانوا يعملون في مزارع الكاكاو في ظروف مخزية، حبة موز واحدة في العاشرة صباحا، ووجبة ذرة في التاسعة مساء وغالبا ما يكونون عرضة لشتى أنواع العنف، ويجبرون على تناول المخدرات ويتعرضون للاغتصاب، وينامون في ظروف وأمكنة تشبه الحظائر وبدون أسرّة أو حمامات.
وتقول مسؤولة المنظمة التي تعمل في إحدى الدول الافريقية، إن أرباب العمل الرأسماليين وبالتواطؤ مع قوات الشرطة يقومون بتهريب هؤلاء الاطفال في شاحنات خاصة لنقل الموتى، كلما شعروا أو عرفوا بوجود هيئات دولية للتحقيق في هذه الحالات.
يشار كذلك إلى اختطاف الأطفال وخاصة في مناطق تسيطر عليها العصابات الإجرامية والتكفيرية، وتقطيعهم وبيعهم كأعضاء بشرية.
في كتاب السر الأكبر للكاتب البريطاني ديفيد ايكيه، معلومات مرعبة عن برامج تقوم بها المخابرات الأمريكية للسيطرة على العقل من خلال مختبرات تشبه مختبرات الفئران، ولكن خاصة بالأطفال الذين يجري اختطافهم من الملاجئ وشوارع المشردين، للغاية المذكورة، كما لتلبية غرائز شاذة لسياسيين ورجال أعمال ولاهوت، ويجري التخلص من الأطفال الزائدين عن الحاجة بوضعهم في أقفاص كهربائية.
وبوسع المهتمين أكثر العودة إلى الفيلم الأمريكي، شرف ستيفين، الذي يعالج قضية التحرش في أمريكا بالأطفال مقابل الزبدة.