حل الدولتين خديعة يهودية واطلسية

لم تفاجئنا الحرب على غزة ولم تفاجئنا الاعتداءات على الوطن السوري كله من طوروس الى سيناء، ولا الاعتداءات على حلفائنا في الجمهورية الاسلامية في إيران، وعلى دولة اليمن السعيد، لأن هذه هي طبيعة النفسية اليهودية، المجبولة بالكراهية والحقد، والمؤسسة على الجريمة والقتل والنهب. هذا العدو المدعوم من الولايات المتحدةُ الأمريكانية والحلف الاطلسي ما كان يحتاج الى ذريعة 7 أكتوبر ليشن هذه الحرب التدميرية والماحقة على غزة. وان كل ما شاهدناه عقب طوفان الاقصى من اعمال حربية اجرامية بحق شعبنا في فلسطين، كان مخططا له من اجل قيام دولة عنصرية على كامل ارض فلسطين لا وجود بشري فيها إلا لليهود، وكان يأمل العدو اليهودي ان يحصل على مراده بالرياء السياسي، وبواسطة الولايات المتحدة الامريكانية والحلف الاطلسي وحلفائهم في البلدان العربية. فكان المأمول ان ترى النور تلك الدولة عبر المبادرة الامريكانية التي حملت اسم السلام على طريق الازدهار والتي عرفت بصفقة القرن. والتي باشرت الولايات المتحدة الامريكانية بقيادة رونالد ترامب العمل لتحقيقها، واعلنت في حينه ان السلام لا يتحقق إلا عبر صفقة القرن. وقد حشدت الولايات المتحدة الامريكانية كل حلفائها في الاطلسي، وكل حلفائها في المنطقة وخصوصا حكام الانظمة العربية الذين باعوا فلسطين للبقاء في مناصبهم. ومن أبرز بنود المشروع الاستعماري الامريكاني- الاطلسي- اليهودي. 1تنازل مصر عن ارض في سيناء لإقامة المطارات والمصانع والمراكز التجارية، بتمويل دولي تسهم في توفير فرص عمل لمئات الآلاف.2 تهجير اهل غزة واهالي الضفةالاردن والى سيناء التي هي تحت سيطرت السلطة المصرية.3 جعل غزة والضفة تحت سيطرة السلطة اليهودية. 4 القدس عاصمة ابدية للعدو اليهودي. 5 الوعد بتأسيس دولة فلسطينية مستقلة في سيناء، محدثة وفق نموذج السلطة الفلسطينية الحالية.6 نزع كافة السلاح الفلسطيني، ليس من المقاومة بل من الدولة المزعومة. 7 الغاء جميع النصوص بما فيها حتى النصوص الواردة في القرآن الكريم، كما النصوص الموجودة في المناهج التربوية والتعليمية وخصوصا التاريخية والجغرافية منها والتي تشير الى حقيقة سورية فلسطين وحقيقة شعبنا السوري في فلسطين، والغاء كل ما يشير ان اليهودي محتل غاصب لفلسطين، والذي يدلل علميا ان اليهودي لا يملك حقوقا في اي ذرة تراب في فلسطين، كما هي الحقيقة العلمية. هذا ما كانت تعمل له ادارة رونالد ترامب والحزب الجمهوري. اما في زمن بايدن والحزب الديمقراطي لم يتغير بالحال شيء، بل وقع ما هو اشد وأخطر، وقع ما هو أكثر دموية ووحشية، وكل ما يطرح اليوم من قبل الولايات المتحدة الامريكانية وتحت عنوان ما يسمى ضغوطا على العدو لأحلال السلام واقامة الدوليتين، ما هو إلا كذب ووهم ويطمح بايدن من التنصل هو والحزب الديمقراطي من اعمالهم الاجرامية والدموية في غزة. الى الاكثار من التصاريح السياسية الغشاشة، التي يستدل منها ان بلادهم تريد السلام الدائم والهدوء في فلسطين والمنطقة. ويعتقدون ان هذه الكذبة الجديدة قد تجمل صورة قذائفهم الفتاكة التي احرقت كل شيء في غزة، إلا الشرف المقاوم في فلسطين الذي ابى الاحتراق.
وتعتقد الادارة الامريكانية ان عناوينها البراقة ستغشي على عيون الشعوب في الشرق الاوسط. لذلك نجد الادارة الامريكانية والحزب الديمقراطي ومعهما الحلف الاطلسي ،يعملون بالليل والنهار ،وبمختلف الوسائل السياسية والحربية، على تقديم دولهم لشعوب الشرق الاوسط والقرن الافريقي وبقية العالم ، على انها راعية سلام ،ومصدر حماية واستقرار وديمقراطية .ولكن الحقيقة ان هؤلاء (الامريكاني و الاطلسي واليهودي )، لا هم لهم إلا حماية قاعدتهم العسكرية التي تسمى” اسرائيل” ، وحماية مصالحهم بالمنطقة ، وأيضا تثبيت عدم زعزعة الانظمة الموالية لهم في بلدان الشرق الاوسط وغيرها، لان الوعي الشعبي المتصاعد في هذه البلدان اخذ يسلك طريقه التحرري، وخصوصا بعد طوفان الاقصى. فالشعوب أيدت محور المقاومة وعلى رأس هذا المحور الجمهورية الاسلامية في إيران. وهمهم كذلك قطع كل الجسور، التي مدت بين الصين وروسيا وبعض بلدان الشرق الاوسط والقرن الافريقي. هذه هي أولويات العدو سواء كان الامريكاني او الاطلسي أو اليهودي، مما يحتم عليهم ان يحصنوا الدولة اليهودية المزعومة الزائلة، من اي خطر لأنها هي الركن الاساس في بنائهم الاستعماري. وكذلك يعملون على تماسك وقدرة استمرار الانظمة الموالية لهم. وكما يعملون على اقامة حلف عربي – يهودي بوجه محور المقاومة والدولة الاقوى فيه الجمهورية الاسلامية في إيران، وبالتالي بوجه التمدد الصيني والروسي عمليا. كل هذا لا يمكن ان يتحقق بدون الكيان اليهودي الغاصب القوي. ومعه الامريكاني والاطلسي..
وبالتوازي تعمل الولاياتُ المتحدة الامريكانية وحلفائها على غسل وجوه الحكام العرب المتآمرين على فلسطين وعلى شعوبهم، فرفعت شعار عنوانه السلام والتطبيع مقابل الخديعة الاطلسية -اليهودية ” حل الدولتين”. واية دولة فلسطينية مستقلة. وكيف شكلها وكيانها؟، هي نسخة أكثر ذلا من نسخة دولة دونالد ترامب والحزب الجمهوري وأكثر ذبحا لفلسطين واهلها ومناصريها. هذه شذرات لطيفة مما يعده لنا التحالف الامريكاني- الاطلسي- اليهودي. فإذا كان هذا هو الوجه الجميل من المخطط الاستعماري الدموي فكيف يكون الوجه القبيح الحقيقي، المستمد ثقافته من التوراة والتلمود. فالواجب على كل السوريين، وعلى كل ابناء المنطقة، ان يختاروا بين وجودهم وحريتهم واستقلالهم وكرامتهم، وبين الاستسلام والفناء. فالواجب ينادي كل سوري قادر على حمل السلاح ليتجند في محور المقاومة ويقاتل ببسالة، حتى يحبط هذه المشاريع الاستعمارية المرسومة لبلادنا، ولكي تبقى فلسطين لسورية والسوريين، وكل عمل يناقض فعل المقاومة هو عمل باطل وخيانة.