وقفة عزّ

وقفة عزّ

وطني..
لا تقل غابت وراء العتم شمسك
لا تقل جفّت شرايين الضيا
وانهار أمسك
لا تقل متنا وكفّنا وغبنا
لم نزل نحيا لنغدي
لم نزل نغدي لتحيا
نحن من حق وخير وجمال
وقفة العزّ المفدى
نحن قوس النصر قوسك
غدك الأسمى وقدسُك
زوبعتنا الريح جئناك سرايا
من حدود الخصب والتاريخ
في ساحاتنا يختال عرسُك
لا تقل غابت وراء العتم شمسك
نحن صدرك

نحن سيفك
نحن ترسُك..!

الطفل ينام
الرفيق الشاعر الراحل ميرزا ميرزا
ريحانة لروحك..البقاء للامة

يرحلُ ميرزا دون بيارق أو ضوضاء
وكما يمضي في النسغ الماء
يمضي في صمت وضّاء
يرحل ميرزا بهدوء تام
كرحيل العطر من الوردة في الأنسام؟
ميرزا في المقهى؟
أهلاً بو الخنس هلا ما تكتب هذي الأيام؟
أكتب يا ميرزا عن مطر عار لا يلتاث ولا يتلوث بالآثام..
عن قبلة حب نائمة في ثغر حال بسّام!
عن قمر يحرس نجمته في ليل دام
أكتب عن وطن حر في الزمن الداعر
عال عال…
أمنع من أن يركع
اقوى من ان يتقزم
أعصى من ان يصبح ملجأ أيتام!
وطن بالعزة يزدان
وطن الأبناء الشجعان
وطن لا يخلط بين الكفر وبين الغيمان
يعرف ما الفارق بين الشوك وبين الاغصان
ما الفارق بين الجود وبين الإحسان
وطن باسم الشمس تسمى
كان وما زال ويبقى وطن الإنسان!
وطن للحق والخير
جمالاً يتقلده السوريون وساماً وحسام!
يتبسم ميرزا
يتهجاني شعراً.. يقرا سوريا في عيني
يتهجّا ألمي هذا السّوري الآلام!
مرضاً.. ميرزا ينأى
يتأبط غربته متكئاً جلد حقيبته والناس نيام!
يتلمس مقعده يودعه بعض قصائده
وعليها حبر القلب وعطر القبلة
ما يكتب ميرزا هذي الايام؟
يتذكر دميته الاولى
يلتف بشال حبيبته الممتد من المقهى الملكيّ بسلمية
حتى آخر مقهى منزرع ببلاد الشّام!
يتلمس موسيقاه السارية الانغام!
يسري في ترتيلة قرآن
أو في ترنيمة قداس يسري بسلام!
يتسامى للملكوت ملاكاً
يتماهى غجري الأحلام
ما بين يديه قصيدته
دمع ما فوق وسادته
الطفل ينام!
الشاعر أحمد خنسا : هو شاعر ومؤلف ومخرج مسرحي ومدرس لمادة اللغة العربية يحمل إجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق بالإضافة لدبلوم تربية. عشق المسرح منذ يفاعته واشتغل به بعد ذلك في المرحلة الجامعية متعاوناً مع الراحلين ممدوح عدوان مؤلفاً وفواز الساجر مخرجاً وولج عالم الشعر عند اغتصاب القنيطرة حيث نشر في جريدة الثورة قصيدة عرض فيها بطولة طفل جولاني فجر دبابة إسرائيلية . ترجمت القصيدة بعد ذلك إلى الإنكليزية كتب الشعر والمسرح للأطفال مدفوعاً بمحبته لهم ولطفولتهم الشقية. حاز على الجائزة الأولى في المهرجان الشعري الجامعي 1970 والجائزة الثالثة عن مجموعته الشعرية الطفولية ( ألوان ) في الإمارات العربية المتحدة والجائزة التقديرية للمعلمين لعامي 1997 – 1998 وشهادات تقدير من منظمة طلائع البعث لأكثر أعماله المسرحية والشعرية . كرم أكثر من مرة في مدينته سلمية وآخرها عند صدور مجموعته الشعرية الأولى ( كتاب المواجع ) عام 2016 عن عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الإجتماعي .
من شعره: لن أستسلمَ فأبي علمني من صغري أن أقضم حجر الصوانْ إن جعتُ .
وآكل لحم الذئبان علمني ما معنى أن يسقط شهمٌ في الميدانْ يا ولدي انهض انهض وتزنرْ بالإيمانْ فالعزة للنسر ستبقى مهما استنسرت الغربان
توفي في سلمية 3 آذار 2022 إثر أزمة قلبية عن عمر 74 عاماً.