لا اظن أحد يجهل الاطماع الامريكية والاطلسية واليهودية في العالم وتحديدا في اسيا وأفريقيا وعمليات السطو على موارد هاتين القارتين، غير مخفية وظاهرة للعيان ولا نبالغ إذا قلنا ان محور عمل السياسة الخارجية للأطلسي وثقل عملها هو كيف تبقي على استعمارها والذي نشاهده في التسلح والجيوش والانتشار بالبحار واقامة القواعد العسكرية للدول الاطلسية ما هو الا دليل ساطع على انهم يبذلون كل جهدهم للحفاظ على استعمارهم وبسط هيمنتهم وسرقة خيرات الدول التي اصطلح على تسميتها نامية. اما في بلادنا السورية والعالم العربي فالولايات المتحدة الأمريكانية وحلفائها الأوروبيين وقاعدتهم العسكرية المزروعة في الجنوب السوري فلسطين والتي اطلقوا عليها الاسم الوهمي “اسرائيل” يعملون بكل الاساليب وبكل الخدع السياسية وبكل ما يملكون من قوة عسكرية همجية مجرمة كما يضعون كل امكانياتهم الثقافية المزورة والاعلامية التضليلية لتثبيت الانقسام والتجزئة داخل امتنا وامم العالم العربي ولقد نجحوا في تقسيم البلاد وجعل ابناء الامة الواحدة اعداء لبعضهم البعض ونجملها ونقول خصوم لبعضهم البعض وهذا لا نسوقه كلاما عشوائيا فالاستعمار هو الذي جعل لبنان دولة مستقلة وهو الذي جعل الشام دولة مستقلة كذلك جعل العراق والاردن كلٍ منهما دولة مستقلة و جعل من فلسطين دولة محتلة وكل هذا كان بفضل السياسيين تجار الوطنية في بلادنا اذناب المستعمر ، فأصبح عدد غير قليل من اللبنانيين يكنون العداء للشام وكثير من الشاميين يخاصمون العراقيين والعكس صحيح والعراقيون يكنون العداء للكويتيين والعكس صحيح والاردني يرى بالفلسطيني خصما غير مرغوب فيه وفي المحصلة الكل يكره الكل ولا عمل جاد على توطيد الوحدة بالأمة بل حوربت الحركة الوحيدة الجادة الوحيدة القادرة بمبادئها بالنهوض بهذه الامة السورية وهي الحركة السورية القومية الاجتماعية.
هذه الكيانات السياسية ما اكتفت بالخصومة ورفع السياج بين بعضها بل سفكوا الدماء واكلوا لحوم بعضهم ونسأل هل هذه الاستقلالات كانت عن المحتل التركي او الفرنسي او الانكليزي يومها أم هي بالحقيقة استقلالات المدن والقرى السورية بعضها عن بعض .عجب لشعب لا يعرف معنى الامة ولا ماهية البيئة الجغرافية – الوطن ولا يعرف معنى الاجتماع الانساني و لا معنى دورة الحياة و التفاعل الاجتماعي الثقافي الاقتصادي والحربي وما صنعه المستعمر في الامة السورية صنعه في الامم المجاورة لسورية فهو نفسه المستعمر صنع الكيانات والالقاب فجعل من الامة الواحدة مجموعة ممالك وامارات ومشيخات فهذا هو الحال في الجزيرة العربية، من فرق امتهم الى ممالك وامارات ومشيخات؟ أليس المستعمر المتوحش الناهب السارق. نراهم اليوم ابناء الجزيرة كتل متباعدة تتربص ببعضها خوفا من الابتلاع او خوفا من التبعية ونراهم شعوبا متباعدة عن بعضها متحاربة لا تأمن لبني جنسها او امتها ولكن كلٍ على حدٍ على اعلى درجات التنسيق والمشورة وعقد الاتفاقات مع المستعمر السارق لخيراتها سواء كان الامريكي او الداخلين في فلك الغول الامريكي ومنهم اليهود وما جرى ويجري في الامة السورية وامة الجزيرة العربية ينسحب على امة وادي النيل وامة المغرب العربي نجد الخصومات حادة بينهم والنزاعات على الحدود في اعلى درجاته والمستهجن ان كل دولة من الدول المستعمرة تنصر دولة من هذه الدول العربية المتخاصمة .معيب ولا اخلاقي ما وصل اليه الدجالين المشتغلين بالسياسة في العالم العربي الذين باعوا شرفهم وشرف وطنهم وامتهم بمنصب ملك او رئيس او امير او شيخ الخ من الالقاب الزائفة . هذه حقيقة وواقع العالم العربي في اممه كلها مثبتة بالوثائق والبراهين منذ الحرب العالمية الاولى حتى اليوم ومن عنده حقيقة اخرى فليأتينا بها. نعود للجرح الاخلاقي المفتوح وللشرف المنتهك في فلسطين والذي قصد منه الغرب المستعمر جعله قاعدة عسكرية مساندة له في منطقتنا، فسكت العالم اجمع وتحركت حركة مقاومة شريفة قاتلت العدو اليهودي بسلاح شبه بدائي وفي امكانيات محدودة. اما الدول المصطنعة فاحتشدت جيوشها يومها ليس لقتال اليهودي المغتصب بل لتأخذ حصة من فلسطين لا الحكومات السورية تحركت بهدف القتال والتحرير ولا باقي العالم العربي اهتم لهذا الخطر المزروع في فلسطين وكي لا نبقى نتحدث في الماضي على اهميته واهمية حقائقه التاريخية.
اليوم اهلنا في الجنوب السوري، فلسطين، صامدون في ارضهم، يذبحون امام اعين السوريين اولا وامام العالم العربي ثانيا والعالم اجمع ثالثا توثق ذلك الكاميرات الاعلامية دون ان نجد من بعض رؤساء وملوك الكيانات السورية وحكوماتها أي انتفاضة نخوة لنصرة اهلهم وأطفالهم في فلسطين، وما حركوا ساكناً غير الشجب والاستنكار والنصرة الكلامية.
دعوتنا اليوم الى الرؤساء والحكومات اليوم ان السكين تذبح رقاب اهلنا في فلسطين وغدا ستذبح في رقاب اهلنا في لبنان والشام والعراق والاردن ولن ترحم العالم العربي ولن يسلم منها ابناء قارة اسيا ولا افريقيا لذا لا يجب ان تدفنوا رؤوسكم بالرمال كالنعامة بل عليهم الخجل والتحرك اسوة بشباب شرفاء من ابنائها الذين شكلوا حركات مقاومة مقاتلة للعدو الاطلسي واليهودي. بعدما وعوا حقيقة الخطر اليهودي ومن خلفه الخطر الاطلسي وهي تعمل وتقاتل وتستشهد من اجل صده وهزيمته. وبالرغم من شح الإمكانات، ألا تخجل حكومات الكيانات المسخة من الامة الجارة الامة الايرانية التي انتفضت بكلها وكليلها لنصرة جنوبنا السوري فلسطين فتقدم السلاح والمال والتدريب والدعم والموقف. من المعيب ان تتجاهل حكومات الكيانات السورية المذابح في فلسطين وان تبقي الملف الفلسطيني في يد اليهودي والامريكي واذنابهم بالمنطقة اي وساطة تقوم بها حكومتي المصري والقطري أليسوا هؤلاء حلفاء للأطلسي واليهودي وهل هم لا يأتمرون بأوامرهم ؟ وهل غير حكومة مصر هي التي باعت فلسطين وكل العرب وحتى الدين في اتفاقية كامب دايفيد؟ أليست قطر على ارضها كبرى القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة ومطبعة مع العدو اليهودي؟ وهل أحد غير امريكا يقود الحرب في فلسطين؟ لقد تأكد للعالم اجمع ان امريكا تقود الحرب في فلسطين لبسط هيمنتها الاستعمارية في المنطقة واليهود هم الادوات الذين سحقتهم في ساعات معدودة عملية طوفان الاقصى.
حتى لا نبقى في توصيف الحالة الذليلة في واقع الحكومات السياسية الغبية في امتنا وحتى لا يسجل التاريخ جبن وتخاذل وتآمر هذه الحكومات في امتنا عليهم ان يتداعوا فيما بينهم لعقد مؤتمر عاجل يقرر فيه نبذ الخلافات والمصالحات ويقرر فيه التعاون السياسي والعسكري الجاد فيما بينهم لإنقاذ فلسطين وان يشكلوا فريق سياسي واحد من رؤساء هذه الكيانات للمتابعة السياسية لما يحصل في فلسطين والامة ولينتج من مؤتمرهم تشكيل جيشا بأمره واحدة دعما لفلسطين وعلى كل الجبهات سواء جبهة لبنان او الشام او الاردن
وان يستعيدوا ملف فلسطين من اعدائها وان يعلنوا ان فلسطين هي من قضية الامة السورية وتقرير مصيرها يعود الى ارادة الامة السورية المقاومة وحدها التي لا ترضى ان تبقى حبة تراب منها محتلة
وليدعي الفريق السياسي المشكل من الرؤساء، قادة امم العالم العربي الى مؤتمر للتعاون والتحالف ليكونوا جبهة واحدة في وجه الاطماع الاجنبية واليهودية وان لم يلبوا دول الامم العالم العربي الدعوة للتعاون والتحالف فلتنسحب الكيانات السورية من الجامعة العربية الكذبة وهذا الفريق الرئاسي ليتصل بكل الدول العالم الصديقة وليشرطوا صداقتهم معها على قاعدة دعم قضيتنا السورية سواء في فلسطين او في الاخطار الاخرى التي تهدد الامة السورية كلها
إن كانوا قادة حقيقين يمثلون ارادة الامة وشرفها فليفعلوها
الامم لا تحيا من فتات موائد الامم الاخرى بل تحيا من فعل نهضتها وانتاجها وجهادها