عن الشهيد البطل تحرير وليد محمود

هذه المرة حديثنا مختلف، عن مقاوم ومناضل مختلف.
مختلف من حيث أنّه وُلد في الجولان المحتل وقاوم وناضل من داخل الأراضي السورية، إنّه الشهيد البطل تحرير وليد محمود.
هو من أسرة تربّت على النضال من جدّه مصطفى محمود وجدّته أم الوليد سميه محمود وخاله الشهيد نزيه أبو زيد، مرورًا بوفاة والده الأسير المحرر وليد محمود وجدّه المناضل عفيف محمود، وليس انتهاءً بشقيقيه الشهيدين ثائر ونزيه محمود اللذين استشهدا في قصف إسرائيلي.
حكاية الشهيد تحرير محمود ربّما تختصر الوجع الجولاني وتختصر المأساة الجولانية. إنها حكاية تكشف حجم غيابنا جميعًا عن الوفاء لتلك الحكاية الأصدق والأطهر والأكثر وجعًا في المسيرة الكفاحية لأبناء الجولان السوري المحتل.
هو ابن مجدل شمس، والده الأسير المحرر وليد محمود، أنهى تعليمه الابتدائي في قريته وعمل في قطاع البناء وكسائق جرافة، وفي عام 1971 استُدعيَ من قبل الحاكم العسكري في القنيطرة برفقة والده بتهمة إحراق أعلام للكيان الغاصب فوق مبنى المدرسة الابتدائية. وفي عام 1981 اعتقلته سلطات الاحتلال بتهمة الالتحاق بالمقاومة الوطنية السورية ومعه المرحوم نسيب محمود وجميل عواد.

وفي عام 1984 تم استثناؤه من عملية تحرير الأسرى التي تمت في حزيران عام 1984 لغياب اسمه واسم الأسير نعيم فارس أبو جبل. في عام 1986 أُطلق سراحه بعد انتهاء محكوميّته التي قضاها في سجون الرملة والدامون وشطة،
وبعد مضايقات من قوات الاحتلال قرّر الهروب الى دمشق حيث عاش في منطقة عين التينة المقابلة لمجدل شمس.
مسيرة نضال طويلة عاشتها عائلة الشهيد تحرير، فعمه نبيل اعتقل في عام 1985 بتهمة الانضمام الى خلايا المقاومة لكنه تمكّن من الهروب من إحدى المحاكم الإسرائيلية بعملية جريئة حين كان مقتادًا اليها، وعبر الى الأراضي السورية ووصل دمشق ولا زال يعيش في السويداء.
كما اعتقل عمه الأصغر قاسم في بداية الثمانينيات لدى القوى الانعزالية الكتائبية في لبنان بعد تطوّعه في قوات الحزب التقدمي الاشتراكي إبان الحرب الأهلية اللبنانية، وبقي أكثر من تسعة لشهر مفقودًا في سجونها الإجرامية برفقة اثنين من أبناء البلدة، كما أنّ عمته أمال محمود هي الأخرى اعتقلت بتهمة الانضمام الى المقاومة الوطنية، وصدر حكم جائر بحقها قضى باعتقالها مدّة خمس سنوات ونصف.
شارك الشهيد تحرير محمود بكافة المعارك التي خاضتها بلدة حضر وكان قائدًا ناجحًا لمجموعة من الشباب الغيارى الذين قاتلوا ببسالة لرد المعتدي، وهو أمر ليس بغريبٍ على عائلة مقاومة أبًّا عن جدّ.
استشهد البطل تحرير في 17 ايار 2021 متأثرًا بجراحه بعد استهدافه بصاروخ من قبل المحتل بجانب منزل والده في موقع عين التينة

هذا هو الجولان وهذه هي المأساة.
وأنت تمشي على تراب هذه الأرض إحذر أن تدوس على تراب تخضّب بدم شهيد أو بدم جريح نزف. هنا لن تغيب الشمس، ولن يعشش فينا الظلام، هنا لن تجفّ ينابيع البطولة والفداء.
وداعًا يا أنبل صحابة العصر، وأزكى أنفس الزمن، ويا قطعة من كل أرواح التقى. رحلت عملاقًا كالجبال شامخًا، فاستشهادك كان فتحًا مبينًا.
رحلت حرًا لأنك كذلك ولدت.
وداعًا فقد خسرنا نحن وربحت أنت.
هنا الأقلام قد جفت محابرها وانتهى الكلام.
وداعًا الشهيد البطل تحرير وليد محمود.