فكرةٌ واحدةٌ حالت دون التوصّل إلى وقفٍ لإطلاق النار في غزّة مفادها التالي: استمرار القتال يعني استمرار الأمل “الإسرائيلي” بتحصيل ولو 1% من المكاسب التي حلم بها مع مطلع طوفان الأقصى، أمّا وقف المعارك يعني الدخول بمسار طويل من هزيمة جديدة مختلفة جدًا عن الهزيمة العسكرية التي تلقّاها الاحتلال نتيجة عدم تحقيقه أهداف الحرب.
في الواقع، الكيان بحكومته وجبهته الداخلية يتّجه لتأجيل الهزيمة دون أي خطة باءٍ جاهزة لليوم التالي. كل ما حُكي عن اليوم التالي من الحرب، أكان لجهة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أو حتى معارضيه داخل الحكومة، بُني على هزيمة المقاومة. يقول الإعلام العبري أنّ كلّ صاروخ أُطلق من غزّة في فترة المفاوضات قضى على قدرة “إسرائيل” على وقف إطلاق النار لناحية أنّ خطرًا وجوديًا تضاعف في 7 تشرين الماضي ولم يتبدّل نتيجة كلّ مفاعيل العملية العسكرية التي قام بها الجيش في غزّة.
من الجهة اللبنانية يبدو أنّ المفاوضات الفعليّة لم تنطلق بعد، إذ إنّ إصرار المقاومة على جوهر “وحدة الساحات” نسف ما سعى المبعوث الأميركي-الإسرائيلي آموس هوكستين تثبيته وهو فصل الجبهتين.
وطالما أنّ المعارك مستمرّة، على الأقلّ في المدى المنظور، وأمام واقع يقول أنّ العدو عاجز بشكل فعلي عن إعادة ولو مستوطن واحدٍ إلى الشمال، لماذا لا يطرح “لبنان الرسمي” شرطًا يقول: وقف إطلاق النار مقابل تطبيق حق العودة، أي إعادة النازحين الفلسطينيين من مخيّمات لبنان إلى البلدات الشمالية الفلسطينية التي فرّ منها المستوطنون بفعل نيران المقاومة؟!! طرح غريب على من لم يكتمل لديه مشهد الانتصار، ولكنّه طرح طبيعي لمن يعلم أنّ النتيجة الحتمية التراكمية للصراع هي “العودة”.
المحرّر السياسي – صباح الخير البناء