أيّام قليلة تفصلنا عن انطلاق بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢، حينها ستشخص أنظار عشاق كرة القدم في العالم أجمع إلى بطولة تعدنا كالعادة بالمتعة والإثارة والحماس.
وقبل صافرة البداية التي تسقط معها كل الاحتمالات والتوقعات ويصبح الواقع سيّد الموقف لا بدّ من نظرة نحاول من خلالها تحليل مجموعات البطولة، وتوقّع المنتخبين المتأهلين من كلٍّ منها.
المجموعة الأولى تضمّ منتخب قطر المضيف والمصنّف (٥٠) عالميًا، رفقة منتخبات الإكوادور المصنف (٤٤)، والسنغال (١٨)، وهولندا (٨). وبالنظر لتصنيف المنتخبات والفرق الكبير بينها من البديهي القول أنّ منتخبي هولندا والسنغال سيتأهلان إلى الدور التالي، لكن المهمة لن تكون سهلة أمام قطر المعزّزة بخبرة خوضها لكوبا أميركا ٢٠١٩ ومشاركتها في تصفيات أوروبا وعامل الأرض والجمهور.
المجموعة الثانية تضمّ منتخبات انجلترا المصنف (٥) عالميًا، وايران المصنف (٢٠)، والولايات المتحدة صاحب المركز (١٦) في التصنيف، وويلز المصنف (١٩).
وإذ يتوقع تأهّل منتخب إنجلترا المرشح للذهاب بعيدًا في البطولة فالمهمة لن تكون سهلة أمام المنتخبات الأخرى نظرًا لتقارب مستوياتها مع أفضلية بسيطة للمنتخب الأميركي.
المجموعة الثالثة تبدو سهلة على الورق لكنّها لن تكون كذلك على أرض الواقع، فإذ تضم منتخبات الأرجنتين المصنف (٣) على العالم، والمكسيك (١٣) والسعودية (٥١) وبولندا (٢٦). تشير كل التوقعات إلى تأهل منتخبي الأرجنتين والمسكيك ولكن هناك خشية من منتخب بولندا على الرغم من أنّه لم يتأهّل من دور المجموعات منذ العام ١٩٨٦ مجموعة تعد بالإثارة بانتظار ما سيقدّمه ميسي ورفاقه، أبطال كوبا أميركا لتحقيق لقب طال غيابه.
المجموعة الرابعة قد تكون الأسهل إذ تضمّ منتخب فرنسا بطل النسخة السابقة والمصنّف (٤) عالميًا ومنتخب الدانمارك المصنف (١٠)، إضافة إلى منتخب أستراليا (٣٨) ومنتخب تونس (٣٠)، وطبعًا من المنطقي القول أنّ المنتخبين المتأهلين هما الفرنسي المرشّح لتحقيق اللقب للمرّة الثانية تواليًا، والدانماركي.
المجموعة الخامسة هي أكثر مجموعة تعد بالإثارة إذ ستشهد مباراة نارية بين منتخبي إسبانيا وألمانيا المصنّفين في المركزين (٧) و(١١) تواليًا من الفيفا، مع ترشيح المنتخب الإسباني للذهاب بعيدًا في البطولة ولكن تبقى نقطة ضعفه صغر سن لاعبيه، أمّا المنتخب الألماني فهو يبحث عن تعويض خيبة الخروج من الدور الأوّل في نسخة روسيا ٢٠١٨، يرافقهما منتخبا كوستاريكا (٣١) واليابان (٢٤). وبالتالي فالمنتخبان الأوروبيان مرشّحان للتأهّل من المجموعة على أن يحسم اللّقاء بينهما الصّدارة إذا ما استبعدنا حدوث أي مفاجأة.
المجموعة السّادسة تضمّ المنتخب البلجيكي المصنّف (٢) وكندا (٤١) وكرواتيا (١٢) والمغرب (٢٢).
ويُتوقّع تأهل المنتخب البلجيكي الذي لازمه وصف “الحصان الأسود” لفترة طويلة والذي يقدّم مستويات ترشّحه للذهاب نحو دور متقدّم والكرواتي، مفاجأة ووصيف النسخة السابقة، لكن المنتخب المغربي لن يجعل مهمّتهما سهلة وهو الذي وصل إلى ربع نهائي بطولة الكأس الإفريقية الأخيرة بانتظار ما سيقدّمه المنتخب الكندي الذي يشهد تطوّرًا ملحوظًا مؤخّرًا أيضًا.
المجموعة السّابعة تضمّ المنتخب صاحب المركز الأوّل (١) في تصنيف الفيفا، البرازيل، ومعه المنتخب الصربي (٢١) والسويسري (١٥) والكاميرون (٤٣).
والبرازيل يجب أن تتأهّل بسهولة من هذه المجموعة نحو دور ال١٦ ولكن يبقى من الصّعب توقّع من سيرافقها مع أفضليّة بسيطة لسويسرا لكن يبقى منتخبا صربيا والكاميرون طرفين قويين قادرين على إحداث المفاجاة وتأهّل أحدهما .
المجموعة الثّامنة والأخيرة تضمّ المنتخب البرتغالي التّاسع (٩) عالميًا إضافة إلى منتخبات الأوروغواي (١٤) وكوريا الجنوبية (٢١) وغانا (٦١).
رونالدو ورفاقه يجب أن يتأهلوا بسهولة من هذه المجموعة على الرّغم من خوضهم الملحق للوصول إلى البطولة، وكذلك الأوروغواي على الرغم من أنّ مستوى المنتخب الجنوب أميركي بعيد كل البعد عما كان عليه في النسخات السابقة، لكن وعلى الرغم من تصنيفهما المتأخر نسبيًا إلا أنّ منتخبي غانا وكوريا الجنوبية لن يكونا سهلين، فالمنتخب الإفريقي عوّدنا على مستوى مميّز في البطولة العالمية، أمّا المنتخب الآسيوي فيكفي تذكّر إقصاءه ألمانيا في النسخة السابقة لمعرفة مستوى القتالية عنده.
الجميع يدرك أنّ مباريات كرة القدم لا تحسم على الورق ولا ترضخ لأي منطق ولا تخضع لأي تحليل وفي بطولة ككأس العالم حيث لا مجال للتعويض، يكفي خطأ من مدافع هنا وتألّق مهاجم هناك، وركلة جزاء أو حتى خطأ تحكيمي لتغيير مجرى أي مباراة ونسف أي توقّع مهما كان منطقيًّا لتحديد الطّرف الفائز.
ريتا الصياح