تشرين: ثباتٌ على القسم

عندما سقط الأمين كمال خير بك شهيدا مع رفيقه الأمين بشير عبيد، اعلنت إذاعة العدو”الاسرائيلي” في بيان عاجل:
(قُتل اليوم في بيروت الإرهابي الكبير كمال خير بك، الملقب بأبي زياد، وكمال خير بك له علاقة مع عدد من “الإرهابيين” الدوليين وترأس لفترة طويلة تنظيماً يضم كارلوس وعدد من “المخربين” ويعتبر كمال خير بك أبرز المعاونين “للإرهابي” وديع حداد”) .

… اذن كمال خير بك مقاومٌ قوميٌّ، وهو الذي طارد العدو بعمليات عديدة في مختلف أنحاء العالم، ومنها عملية ميونيخ الشهيرة، وبشير عبيد الذي تولى مسؤولية عميد الدفاع في الحزب السوري القومي الاجتماعي، قاتل المشروع “الاسرائيلي”على مختلف الجبهات وكان مشرفاً وقائداً للعديد من المعارك العسكرية في مواجهة المشروع
“الاسرائيلي” وحلفائه من قوى الانعزال في لبنان، والنتيجة ان اثنين من قادة العمل المقاوم، يسقطان غدراً على أيدي ميليشيات مذهبية،
وكذلك الأمر حصل لاحقاً مع البطل المقاوم خالد علوان منفذ العديد من عمليات المقاومة في مواجهة الاحتلال “الاسرائيلي”، وآخرها عملية الويمبي الشهيرة، والذي يسقط هو أيضا مع اثنين من رفقائه شهيدا على أيدي ميليشا مذهبية…
فهل هي صدفة ان يُقتل المقاومون للعدو على أيدي ميليشيات مذهبية في بيروت والجبل؟!!!
الحقيقة الساطعة والمؤلمة ان العدو الذي لاحق أبطال المقاومة وقادتها على مدى سنوات لم يستطع النيل منهم مباشرة، فأوعز لأذرعته المذهبية في الجبل وفي بيروت لتنفيذ الجريمة التي عجز هو نفسه عنها، فنجح الوكيل حيث فشل الأصيل…
فكانت النتيجة، سقوط الأمينين كمال خير بك، وبشير عبيد، والرفيقة ناهية بجاني في بيروت، والرفيق خالد علوان، محمود التقي وكمال صالح في الجبل، بعد ذلك، لنفس السبب، وهو أنهم جميعاً مقاومون ولم يهادنوا…لا العدو ولا أذنابه المذهبية.
في الخامس من تشرين الثاني من عام 1980 كانت الجريمة الكبرى التي أودت بحياة اثنين من قيادات الحزب، ومعهما الرفيقة ناهية بجاني؛ وكل عام في مثل هذا اليوم تستصرخ دماء الشهداء ضمائر القوميين طالبة الانتقام من القتلة عن طريق الثبات على القسم والمثابرة على العمل من أجل انتصار عقيدة الحياة التي زرعها فينا باعث النهضة انطون سعاده على عقائد الموت التي تنشرها الطوائف والمذاهب في العقول لتخريب المجتمعات وجعلها أداة طيعة في أيدي المشاريع المعادية.