لا بُدّ أنّ 7 أكتوبر من التواريخ المفصليّة الّتي انقسمت حولها الكُرة الأرضيّة. فمع اندلاع “طوفان الأقصى” سجّل العالم في عشرين يوماً 4385 مظاهرة! 86% منها مؤيّد لفلسطين و12% منها داعمة لكيان الاحتلال (الدولة اليهودية الزائلة). 5% فقط من هذه المظاهرات كانت تدعو للحياد! يعني أنّ 5% فقط من كُلّ المعنيّين بتاريخيّة صراع الفلسطينيين لتحرير أرضهم، وللمتأثّرين بالبروبغندا المهولة اليهودية، وقفوا على الحياد! أمّا مصيرُ تظاهرات الحياد الـ 95 التي خرجت تُعلن حيادها، قمع الأمن أفرادها جميعاً. أعادوهم الى منازلهم باستخدام القُوّة.
هذه الأرقام هي شاهد على فشل نظريّة “الحياد” عالميّاً. فحتّى الدول الّتي ادّعت حياديّتها حينما مسّ موضوع الحياد بمصلحتها داست عليه وانتفضت. سويسرا مثلاً، أُمُّ الحياد، في حرب أوكرانيا وروسيا لم تَحِد!
تخلّى العالم أجمع عن مفهوم الحياد، إلّا رجُلٌ واحدٌ. يعيشُ في بكركي-الجزيرة المعزولة. يحمل صليباً مُذهّباً من نقود فقراء الديانة المسيحيّة. يخطب بهم كُلّ يوم أحد. يعظُهُم بالأحرى. بالحياد. وحده صوتُ قطرات دمِ يسوع النّاصري يقطعُ صمت جميع المُصغين بإمعانٍ، وصوت البطريرك غير الجهوريّ. قطراتٌ تهطل من جسده المصلوب على مذبح الكنيسة، بعدما صلبهُ اليهود! يسوعُ ربُّ البطريرك الراعي: مار بشارة بطرس حياد.
أمّا بعد، وبالأرقام والتواريخ، على أمل أن تصل راعي الطائفة المارونية في أنطاكيا وسائر المشرق، مع جملة الرسائل التي تصله احتجاجاً:
- عام 1948، خرقت العصابات اليهودية الحدود المصطنعة بين لبنان وفلسطين، واحتلت نحو 15 قرية، وقامت بتنفيذ مجزرة في بلدة حولا الحدودية في الأول من تشرين الثاني والتي استشهد على إثرها 93 مواطناً.
- عام 1960، وقع اشتباك بين الجيش اللبناني وجيش العدو، وأسر اللبنانيون على أثره 4 جنود “إسرائيليين” جرى تسليمهم فيما بعد.
- في تشرين الأول 1965، أغارت الطائرات “الإسرائيلية” على منابع الحاصباني والوزاني وعطّلت المشروع الذي كان مجلس جامعة الدول العربية قد أقرّه في العام 1964.
وفي ليل 29/30 تشرين الأول 1965، اجتازت قوّات العدو خطوط الهدنة مسافة 3 كلم. ودخلت قريتي حولا وميس الجبل، ونسفت منازل فيها وخزانات مياه عامّة. - في 16 نيسان 1954، يوم الجمعة العظيمة، قام “مدنيون” “إسرائيليون” بتدنيس المقبرة المسيحية (تابعة للكنيسة الكاثوليكية) في حيفا و تكسير الصلبان.
هؤلاء مسيحيون كذلك ولو لم يكونوا لبنانيين! - في 17 أيلول 1948، اغتالت مجموعة “إسرائيلية” وسيط السلام من الأمم المتحدة في فلسطين السويدي الجنسية فولك برنادوت Folke Bernadotte.
“إسرائيل” لا تريد السّلام ولن تتركنا ننعم به! - بعد فترة من توقيع إتفاقية الهدنة بين لبنان و”إسرائيل” في آذار الـ 1949، قامت “إسرائيل” بغزوعيتا الشعب وأرهبت الناس وسرقت البيوت والمواشي.
لا تحتاج شرحاً! - في 18 شباط 1999، وجد الطفل ابن الـ 14 عاماً حسن من معروب لعبة، وحينما عاد بها الى منزله انفجرت وأحرقت وجهه حروقاً خطرة.
لم يخرق فنيش القرار 1701! - بعد حرب 1967 وحتى 1972، احتلّت “إسرائيل” مزارع شبعا وطردت أهاليها ودمرت 1200 منزل.
لا تحتاج شرحاً! - مساء 28 كانون الأول 1968، هاجمت قوة كوماندوس “إسرائيلية” مطار بيروت ودمّرت 14 طائرة مدنية (ركاب وشحن) وغادرت من دون اي اشتباك. وقدّرت خسائر لبنان حينها بأكثر من 40 مليون دولار!
المطار دُمّر قبل اتّفاق القاهرة! - 30 الف خرق “إسرائيلي” للقرار 1701
- 8 سنين طيران متواصل
- 4.6 مليون قنبلة عنقودية
- مبعوث الأمم المتحدة يصدر سنويّاً 3 تقارير عن 1701 والخروقات وكلها تدين “إسرائيل” لا لبنان!
هذه الأرقام مُتاحة بين أيدي الجميع. نشرها سابقاً الباحث الإحصائي عباس الطفيلي، مع عددٍ كبيرٍ من الأرقام والتواريخ. وهي ليست أسراراً ولا بُدّ وأن يطّلع عليها أيّ مُنظّرٍ بالحياد قبل أن يطالب به!
مُلاحظة: 13في شباط 1997، وفي مؤتمر صحافي بين الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ورئيس الوزراء “الإسرائيلي” بيبي نتانياهو، ربط نتانياهو الإنسحاب من لبنان بتفكيك سلاح المقاومة من الجنوب والقضاء على الحزب.
الاحتلال “الإسرائيلي” انسحب من لبنان والمقاومة توسّعت وطوّرت إمكانيّاتها وسلاحها.
ملاحظة 2: في الـ 2004 هدّد قائد المنطقة الشمالية حينها بيني غانتس بأن يمحو لبنان. ولبنان ما زال موجوداً حتّى اليوم بفضل قوّة المقاومة لا غير.