أحيا أهالي الجولان السوريّ المحتلّ هذا العام ذكرى الإضراب الكبير ( 14 شباط 1982) رفضاً لقرار «الضم». والتزم سكان القرى الأربع، بقعاثا ومسعدة وعين قنيا ومجدل شمس، بالإضراب أول من أمس، وأغلقوا محالّهم التجارية رغم كل ضغوط الاحتلال.ومساء أمس، أعلن أهالي الجولان مواقف على أثر التطورات الأخيرة، ولا سيّما انخراط البعض في جيش الاحتلال، خلافاً للإجماع العام في الهضبة المحتلة المتمسّكة بالهوية العربية السورية. فبعد اجتماع عقده المشايخ والوجهاء في مقرّ أبي ذر الغفاري، صدر بيان يؤكّد على «رفض مشاريع الأسرلة وعلى رأسها تطوع أفرادٍ قلائل في صفوف جيش الاحتلال وأذرعه، الأمر الذي يمسّ صميم وجودنا وهويتنا السورية في الجولان المحتل». وأعلن المجتمعون عن اتخاذ قرارات تجاه هؤلاء الأفراد «المتورطين في مشروع التجنيد، وحمل السلاح وارتداء زي العدو» باعتبارهم «مغرّراً بهم»، و«ندعوهم إلى التراجع وإعلان العودة إلى مجتمعهم خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع من يومنا هذا»، كما «نعلن رفضنا التام وتبرّؤنا من كل من تسوّل له نفسه خيانة أهله وتاريخه، والانخراط في مشاريع مدمّرة لمجتمعنا وإرثه الكريم».
وشدّد البيان على إعلان «الحرم الديني والمقاطعة الاجتماعية لكل المتورطين في هذا المشروع الأثيم المتمثل بقبول التطوع في جيش العدو المحتل وأذرعه»، وأن «قرار المقاطعة والحرم الديني يطاول المتورط نفسه، وكل أفراد أسرته، ما لم يبادروا لرفض سلوكه والتبرؤ منه علانية»، وكذلك «إغلاق بيوت ومراكز الشعب في وجوههم، وتحريم المشاركة في جنازاتهم، أو الصلاة على قتلاهم، أو دفنهم في مدافننا، ونرفض أن يقوم أي من هؤلاء الأفراد المتورطين في خيانة مجتمعهم وأهلهم، أن يأخذوا أي دور تربوي في مدارسنا، مدرسين أو حراساً أو عاملين».
وأكد البيان ختاماً على «اجتثاث كلّ نماذج هذه الظاهرة المدمّرة من مجتمعنا، وعدم القبول بها حاضراً ومستقبلاً، تماشياً مع روح وبنود الوثيقة الوطنية التي تجسد انتماءنا وهويتنا السورية، حفاظاً على إرثنا الوطني وعلى مستقبلٍ آمنٍ لأبنائنا من الجيل الشاب».