في مواجهة الأكاذيب الصهيونية

كنا ذكرنا في المقال السّابق عن وقائع من التاريخ القديم التي تنسفُ بدعة التصاق السّاميّة باليهوديّة، نحنُ لم نتكلم عن السّاميّة من أرضيّة دينيّة ابداً بل تكلمنا عنها من وقائع التاريخ القديم لنحاصر الفكر الاسرائيلي المحتل بالحقائق منذُ بدء العصور، أما ما هي الاستراتيجيّة التي اتبعها الباحثون لكتابة التاريخ القديم هوَ موضوع يطولُ شرحه ولن تفيدنا الإطالة في شروحاته في خضمّ المأساة التي يعاني منها شعبنا السوري الفلسطيني في غزّة.

“أرضٌ بلا شعب لشعبٍ بلا أرض”!! …. تلكَ العبارة التي نُسبت في التاريخ الحديث الى (إسرائيل زانج ويل وثيودور هرتزل)، ومن هناك يصفُ التاريخ القديم.
بدأت القضيّة الصهيونيّة بالتبلور داخل إطار الشعب اليهودي، لكنّ التاريخ الحديث لم يذكر ما ذكرهُ التاريخ القديم هي حقيقة تلكَ العبارة “أرضٌ بلا شعب لشعبٍ بلا أرض” ومن أينَ بدأت وكيف رُسخت في عقل اليهود؟؟¡¡¡

(الروهينجا) ، دولة ميانمار التي احتلتها بريطانيا عام 1824، بحجّة حصار الإرهاب لأنّ الجماعات الموجودة هناكَ رعاة لتطرَف ديني، لن نذكرَ المجازر التي ارتكبتها بريطانيا هناك، لكن يكفي أن نعلم أنّ فكرة شعب بلا أرض بدأت من قلبِ الجماعات المتطرّفة التي سبقَ ان حاربتها الدول الأخرى ، سّكان دولة ميانمار اوّل من طالبَ بأرضٍ لتقامَ عليها دولة دينيّة متطرفة، ليست صدفة أن يتشابه التطرف بالأفكار والأفعال لأنّ التطرّف مهما تلون يبقى من اصولٍ واحدة تَبثُّ الدمار اينما وجدت، ميانمار أو بورما مهما تغيرت الاسماء عبرَ العصور، كانت المسكنَ الأوّل لليهود الذين يستوطنونَ فلسطين !! كما أنّ اهم تجارة اليهود بدأت وازدهرت في تلكَ البلاد (المتطرفة دينياً ومنبع الارهاب الأساسي حسبَ تعبير الدول الاوروبيّة) استمرّ وجود اليهود في ميانمار الى سنة 1940، ثمّ بدأت هجرة اليهود بالتدريج الى فلسطين ثمّ هاجرَ 90 بالمئة منَ اليهود الى المستوطنات التي احتلت فلسطين!!
إذاً … اليهود الذين عاشوا قروناً في أحضان الجماعات الارهابية المتطرفة في ميانمار وساهموا في شراء الأسلحة وتمويل الجماعات الارهابيّة التي عانت الشعوب من ويلات أفعالها لاحقاً، هم الآن في الكيان الفلسطيني!! هل هي مصادفة!! تدمير الكيان الشامي والعراق ولبنان على ايدي الارهابيين، ثمّ ترتكب مجازر بحقّ المدنيين في ميانمار بحجّة الإرهاب، هل هي مصادفة أن يوّجه الدمار إلى كيانات الأمّة السوريّة؟؟ أم أنّ اصول الشعب السوري وحقيقة الأمّة السوريّة القوميّة هي اكبرُ المخاوف عند الدولة الإسرائيلية ومن ورائها الجماعات الارهابيّة التي تتشابه أفعالها الوحشيّة مع بربريّة الصهاينة ضدّ الشعب الفلسطيني ويعلل الكيان المحتل أنهُ يحارب الإرهاب في حماس!! ماذا عن صداقة الدولة الإسرائيلية مع التطرف في ميانمار!! استمرت الصداقة الحميمة بينَ الطرفين وكانت أوّل زيارة لأول وزير خارجيّة إسرائيل الى ميانمار والتي بدورها قدمت خدماتها لدولة الصديقة ومدّت إسرائيل بأطنان من القمح وبدورها إسرائيل تبادلت التدريبات العسكريّة مع دولتها الصديقة ومددتها بالأسلحة والتدريب الميداني وكيفَ لا تتبادل دولُ الإرهاب المصالح المشتركة، حيث كانت دولة ميانمار أو بورما هي أوّل دولة تدعم الوجود الإسرائيلي واعترفت بدولة اسرائيل في فلسطين ووقعت السلام مع إسرائيل!!

ميانمار أو بورما هي المكان الذي دُربّت به اسرائيل عسكريّا وعقائدياً!! بينَ صفوف الإرهابيين تأهل الفكر الإسرائيلي وتبادلَ مع الإرهاب ابعادَ دولٍ للأقليات تيمناً بتطرف الأفكار الدينيّة وبعيداً كلّ البعد عن جوهر الإيمان الحقيقي، من بينِ العقائد الارهابيّة خرجَ اليهود بقول شعب بلا أر ض، من داخلِ صفوف جيوش الارهاب خرجَت ظلال الدولة الإسرائيلية التي ترتكب افعال الارهاب كلّ لحظة على أرضِ فلسطين وارتكبت الدمار والارهاب على ايدي أصدقائها الارهابين في جميع كيانات الأمّة وعانى من ويلات الارهاب كلُّ الدول في أغلب القارات.
هل يعلمُ بتلكَ الحقائق أولئكَ السياسيين (إن صحّت تسميتهم) في الكيان اللبناني وهم يرّوجونَ أنّ ما يحصل في غزّة شأن فلسطيني علينا ألا نُقحمَ أنفسنا بالتهلكة من أجله!! هل يعلم أولئك الأشخاص بالحقائق قبلَ الترحيب بأضحوكة السلام مع إسرائيل، أم هم يعلمون بكلِّ ذلك ولهذا جعلوا من الخونة ابطال، ويسخرونَ من بطولات الابطال!! هل باعوا الضمير الوطني أم تُراهم لا يملكونَ ابسطَ مقومات الوطنيّة، كم يستحقونَ الشفقة بكلِّ ما للشفقة من معنى.

إذا.. الدولة التي صدّرت الارهاب للعالم هي الطفل المدلل عنَد إسرائيل، في الوقت التي تجتاحُ الدول الكبرى كياناتنا السوريّة بحجّة القضاء على الإرهاب، تلكَ الحقائق التي يجب على الشعب السوري إبرازها بالمراجع أمام شعوبِ العالم، كما علينا تقييد الفكر الاسرائيلي بالحقائق الدامغة حتّى يتلاشى الى اللاعودة، هل نستطيع؟؟
(إنَّ فيكم قوّة لو فعّلت لغيرت وجه التاريخ … سعادة)
نعم نستطيع ولا يمكننا محاربة الفكر المتطرف إلا بالفكر الحر القائم على احترام الإنسان واحترام الوطن والمؤمن بقوّة الشعب الواحد، فكرُ أنطون سعادة أعطانا ذخيرةً كافيّة كي نستطيع دحرَ الاحتلال والإرهاب عن أمتنا، نحنُ نملكُ كلّ الحقائق وكلّ الحقوق التي جعلت منا شعباً ذو أصول يستحق أرضه ويملكُ كلّ المقومات التي تجعلُ من حقيقة وجوده محرقةً لأكاذيب الإرهاب الذي جرّب ويجرّبُ احتلال أرضنا.

المقاومة الحقيقية هي مقاومة قوميّة في الصميم، والساميّة (التاريخيّة) هي في صميم الحقيقة السوريّة، وترابط الشعب حيال مصلحته القومية هوَ الذي يصنع الانتصار … يتبع