أبواق وأمر عمليات بالتحرك

ليس من باب المصادفة، أن يخرج لنا بالدور، في الإعلام اللبناني وجزئيًا الخليجي، من يتسابق بتصريحات تهاجم وتنتقد كل فعل مقاوم، وبشكلٍ دائري، سابق أو حاضر وحتى مستقبلي، يشكل خطرًا حقيقيا على هذا الكيان المؤقت والزائل وعلى مفاعيله وأدواته على الأرض.
لن أدخل بالأسماء حتى لا أعطيها قيمة وهي مجرد. أبواق دينية وسياسية وحزبية، ومن أطياف وطوائف سياسية ومذهبية-دينية مختلفة. وان كانت تحت مسميات علمانية متفرقة مثل هيئات المجتمع المدني، أو صفحات إلكترونية شتى، تسطر عشرات المقالات والآراء، وتتلطى خلف عناوين حرية التعبير والرأي والديموقراطية وحقوق الانسان وما شابه، ولكنها ليست سوى يهوذا جديد همه فقط، الثلاثون من الفضة التي دفعت ليهوذا الإسخريوطي.
هذه كلها ابواق تعمل بالريموت كونترول، أي غب الطلب، وتتنوع مروحة أسلحتها الفكرية، من الحياد الإيجابي، الى 1701، مرورًا بالسلاح الغير شرعي، الى اتهامات بولاية الفقيه، والمد الفارسي، والاحتلال الإيراني، وصولًا الى رفع لواء حب الحياة والدعوة لرفع غصن الزيتون وحمامة السلام والاستسلام …
لا بد هنا من تذكير هؤلاء بالتجربة الفرنسية في المقاومة وتحرير الأرض، لا سيما وانهم يعتبرون فرنسا الأم الحنون، هل تتذكرون الجنرال بيتان الفرنسي؟ لقد حكم عليه الجنرال ديغول بالإعدام لتعامله مع العدو الألماني، وخفض الحكم للمؤبد.
ثم أعدم 10500فرنسيا بتهم التعامل في محاكم صورية بعد الحرب العالمية الثانية، من مبدأ تنفيذ حكم الشعب بالعملاء.
وهكذا في كل أوطان العالم، الخائن له المقصلة أو المشنقة، إلا في لبنان، الخائن له حزبه وطائفته والتوازنات السياسية الهشة الداخلية.
هذا، في وقت يصارع فيه كيان العدو المؤقت سكرات الموت البطيء، وجبهته الداخلية تتآكل تحت ضغط الانقسامات الدينية-العلمانية (الأشكيناز والسفرديم)، وتحت ضغط الدم والخسائر البشرية والمعنوية والمادية في حربه ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، الذي الغت بطولاته، أسطورة أرض بلا شعب، فتبين أنه شعب لا يموت، وقد أسقط سردية العدو الأسطورية عن شعب مضطهد ولكنه “مختار إلهيا” في آن معًا…
ان هذا العدو المأزوم، الذي يبحث عن طوق نجاة او بصيص أمل ولو ضئيل، يسعى لفتح جبهات خلفية تطعن ظهر المقاومة، وتحبط معنويات شعبنا، وتتلاعب بمشاعره وتزرع بذور الشقاق بين أبنائه، كما أبناء إبليس الشياطين.
لا يسعنا الا ان نقول لهؤلاء انه، رغم سخافة وضحالة الكثيرين من سياسيينا وكذلك ضعف وجوهنا وامكانياتنا الإعلامية، لن تنجحوا في استفزازنا، فلا يستفزنا مستفز وأننا على ثقة ان نصرنا قريب، وأن لناظره قريب…