ملة الكفر واحدة

من فضائل الازمات والحروب انها تكشف المواقف على حقيقتها فيعرف العدو من الصديق ويصنف كلاهما v درجات ومستويات العداء وكذلك الصداقة، خاصه عندما تطول الحرب وتصل الى مديات صفريه وعلى طريقه غالب ومغلوب فيضع كل منهما لدعم حليفه وهذا ما نراه في حرب تشرين الثانية والتي يجوز تسميتها بحرب اكتشاف المواقف خاصه ونحن على ابواب معركة رفح التي ستكون من معارك الحرب الفاصلة التي تتبدى مع اقترابها مجموعه من الاكتشافات.
قد يستطيع من يريد ان يناظر القول ان (اسرائيل) قد احتلت واجتاحت معظم قطاع غزه وانها حققت انتصارا الامر الذي قد يكون صحيح من الناحية التكتيكية و الشكلية، اما من الناحية الاستراتيجية فالأمر مختلف، فالذبح والقتل لا يأتي بانتصار واحتلال الارض و السيطرة الجغرافية في الحروب غير المتناظرة بين جيش نظامي وميليشيات غير نظاميه كذلك لا يعني الانتصار، فتلك الحروب لها معاييرها و قوانينها الخاصة و المختلفة عن الحروب بين الدول، تلك القواعد التي تقول: طالما المقاومة موجوده ولم تنكسر ارادتها فأنها لو اكتفت بإطلاق ولو رصاصات قليله فهي اذا غير مهزومة ومن الطبيعي ان لا يستطيع الاقل قوه في مثل هذه الحروب الاحتفاظ بالجغرافيا.
في هذه الحرب نرى ان اسرائيل ليست وحدها وانما وراءها تحالف كبير تقود الولايات المتحدة التي تغض النظر عن كل ما يحصل من مجازر وأباده جماعية، فالعلاقة عضويه ولا فكاك منها والولايات المتحدة وان اختلفت مع رئيس الحكومة الحالي في تل ابيب الا ان التزامها بحمايه اسرائيل ودعمها مساله تستقر عميقا في العقل السياسي الامريكي وذلك يشمل الغطاء الممنوح (لإسرائيل) حتى في معركه رفح القادمة وقد اعلنت الولايات المتحدة ارسالها اسلحه متطورة جديده لاستخدامها في معركه رفح مع اجراء احترازي من الإدارة الأمريكية بتكرار الحديث الممل عن حل الدولتين وانها طلبت من (الاسرائيلي) شيء من الرفق في التعامل مع المدنيين.
كشفت الحرب ان الحلفاء المفترضين او من نشترك معهم في خصومه التحالف الغربي يقفون على قدر من الحياد مثل الصين وروسيا وان مصالحهم لا زالت لا تتعامل معنا بالجدية المطلوبة وهو ما كان واضحا من قبل في الحرب على سوريا اذ لا تعترض العدوان الاسرائيلي في الشام وتدين اليمن في نشاطها ضد (اسرائيل) في البحر الاحمر.
كشفت الحرب ان نظام العربي الرسمي قد اعلن عن حقيقته مواقفه اذ اصبح منحازا (لإسرائيل) بشكل معلن لا بل ان بعضه يقدم من الدعم والاسناد والمشاركة ربما بما يفوق ما تقدمه الولايات المتحدة، اذ كيف يمكن فهم اغلاق معبر رفح ومع دخول المساعدات الإنسانية و الغذائية و الطبية لغزة وكيف يمكن فهم وجود المواد اتلك في السوق المصرية، او التي بدل ان تذهب الى غزه نراها تذهب لإغاثة منكوبي الفيضان في كينيا، و كيف تطلق الحكومة المصرية ذبابها الالكتروني والعشائري ليهاجم الشعب الفلسطيني متهما اياه ببيع ارضه، او بالتهديد بالذبح والسلخ الامر الذي يعتبر جريمة التهديد بالقتل التي يعاقب عليها القانون المدني، وهذه مساله يفترض بالقضاء المصري ان يعالجها فهنالك من يعلن على شاشات الفضائيات عن نوايا بقتل وذبح اي فلسطيني من غزه تطآ قدماه ارض سيناء، ماذا يعدون للفلسطيني؟ بعضهم قبور وأكفان وبعضهم قتل وذبح.
كشفت الحرب الدرك الذي وصلت اليه القيادة الرسمية الفلسطينية التي شاركت في حصار غزه منذ عام 2007 وقال الناطقون الرسميون في حينه انهم يودون لو استطاعوا ان يمنعوا الهواء عن غزة، اما اثناء الحرب فصرح وزير الاعلام ان لا علاقه لمنظمه التحرير وللسلطة الفلسطينية بما يجري بين (اسرائيل) وحركه حماس فيما يذرف اخرون الدموع على ماساه غزه الإنسانية محملين المقاومة لا (اسرائيل) المسؤولية عن المأساة الانسانية هناك، معتبرين ان لا تخويل للمقاومة في الدخول في هذه الحرب والتسبب باعتبار ان هنالك من خولهم التسبب في هدم بيروت عام 1982 او ان هنالك من خولهم التنازل عن 78% من ارض فلسطين وابقاء 22% للتفاوض يلتهمها الاستيطان، الامر الذي لم توافق عليه حينها لا اللجنة التنفيذية لمنظمه التحرير ولا حتى اللجنة المركزية لحركه فتح.
وعلى حسب القاعدة القائلة: ان مله الكفر واحده، فان هؤلاء من بين ظهراننا من اعاريب البترول- دولار و ذيول الغرب في الاقليم الذين يساهمون في قتل الشعب الفلسطيني اليوم ويمثلون الظهير الحقيقي لدوله الاحتلال هم انفسهم من تامر على العراق وعمل على تدميره ومن شارك في الحرب الكونية الظالمة ضد الدولة السورية ولا يزال.
في حين يرى (الاسرائيلي) ان هذه الحرب هي حرب وجوديه وانها حرب الاستقلال الثانية يرى النظام العربي ان القضاء على المقاومة هي ايضا مساله وجوديه للحكام ومن يستولي على الحكم، هؤلاء الذين لا يرون لبلادهم امنا قوميا وانما امن شخص الحاكم و ما يتعلق ببقائهم في مواقعهم وان انتصار المقاومة سيعيد عشريه السنين السابقة التي تهدد نظام العربي الرسمي لذلك يجب ان تنتصر (اسرائيل) برايهم وان تسحق المقاومة، و يتناسى هؤلاء ان انتصار اسرائيل) ان حصل فهم من سيدفع الثمن عندما تأتي الخطوة (الإسرائيلية) الثانية بإطلاق مشروع التهجير..
ما يجب ادراكه في هذه المرحلة الدقيقة هو مساله اساسيه، ان الانتصار ممكن ومتاح وهو الذي سيعلن بداية العد السريع لتدهور المشروع المعادي ولحلفاء المشروع المعادي من بين ظهرا نينا، وان كان هؤلاء الاخرون يرون ضرورة هزيمه المقاومة فعلينا ان نؤكد كما قال امين عن حزب الله ان من الممنوع ان تهزم المقاومة، وانهم من ستلحق بهم الهزيمة باعتبارهم جزء لا يتجزأ من المشروع المعادي
سعادة مصطفى ارشيد
جنين – فلسطين المحتلة