ما يجمع ويآلف بين النفوس التوّاقة للحرية والكرامة والسيادة ،الثبات على مبدأ الصراع، وأن تشكّل أجيالًا تحمل هذا المبدأ بالرغم من كل ما يحيط بنا من تداعيات وتغيرات وايديولوجيات، بين الليبرالية والعولمة والفردية، أمر يقترب من المعجزة.
فما زال أبناء شعبنا على اختلاف عقائدهم وانتمائهم متمسكين بقضايا أمتهم على تعدد وجوهها، ويأتي في المقام الاول صراعنا الوجودي مع عدونا الأوحد.
فما بدأه الزعيم ومن بعده مؤسسته وأبناء عقيدته نراه اليوم في صفوف محور المقاومة على تنوّع فصائلها، فهولاء هم من خاطبهم الزعيم قائلًا: “إنّي أخاطب أجيالًا لم تولد بعد”.
شكّل الحزب السوري القومي الاجتماعي في المجتمع عامّة مدرسة فكرية للمقاومة والصراع، ما لبثت بإعداد جيل بعد جيل وبمختلف شرائح مجتمعنا وعلى امتداد أمتنا، أعطى دروسًا عمليّة من خلال أبنائه، وشهدائه أحدثت فرقًا في تاريخ المنطقة ومجرى الأحداث، وظلّت فاعلية البطولات تستنهض الهمم، فنشر فكر المقاومة ورفع مفهوم الصراع الوجودي مبدأ وعقيدة، فأضحت المقاومة (قوى)، والمقاومون محورًا كاملًا، فشاركونا وحدة المصير كما شاركناهم الدم والبطولة بعد عودة الحزب لساح الجهاد ليتابع واجبه ميدانيًا،
وقد أكد محور المقاومة أنّ رسوخ المبادىء والتمسك بالثوابت حقيقة غير قابلة للتجزئة، وما يجمع قوى المقاومة هو وحدة الاهداف والغاية وتماهي المواقف تجاه قضية أمّتنا المصيرية، وعدونا والوجودي،
فلم يعد مجال لأي مساومة بعد ما أثبته المحور من قوة وفاعلية وتكامل تزداد يوما بعد اخر ،بفضل صلابة وتضحيات ابطاله وعزيمتهم الصادقة في تحقيق الانتصارات واسترجاع حقوقنا التاريخية المشروعة، بالإضافة إلى قوة القيادات واستراتيجيتها في صنع القرارات في الوقت المناسب والمكان المناسب.
وما أعلنه سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه ما قبل الأخير أكد على وحدة الفصائل، (حزب الله، الحزب السوري القومي الاجتماعي “نسور الزوبعة”، حركة أمل) ودورهم بالتصدي للعدو الصهيوني في جنوب لبنان كجبهة مساندة للمقاومين في غزة وتكامل حرب طوفان الأقصى.
لذلك فإنّ تلاحم جميع فصائل المقاومة وتناسقها على امتداد ساحة الصراع تجعل من الانتصار مسألة حتمية، رغم الشيطانات الصهيو-امريكية وجرائمها وإبادتها اليومية، التحالفات والسياسات الدولية، وبعض حكومات دول العالم العربي وسياستها ومخاوفها تجاه تأثر جيل الشباب لديها بفكر وحركات المقاومة بعد كل محاولاتها لدمج إسرائيل في مجتمعها والتطبيع معها.
إنّ الايقونات الثلاث التي ذكرها سماحة السيد تؤكد على أهمية وفاعلية وبطولات كل فصيل، وشهادة صادقة من قائد محور المقاومة لأبطالنا في نسور الزوبعة على حد سواء مع أمل، وحزب الله، ولا شك أنّ ما نقدّمه هو واجبنا تجاه أمّتنا وشعبنا ولا ننتظر عليه شكرًا ولا مديحًا، ولكن نفتخر بكل من يشيد، ويسجّل للتاريخ في أنصع صفحاته ما يقدّمه نسورنا من بطولات ودماء.
إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يجلّ ويحترم كل قطرة دم وعرق سالت من أجل قضية تساوي وجودنا فهذا حقهم علينا وواجبنا تجاههم، ويعتز ببطولات وتضحيات مجاهدي حزب الله، ويفتخر بدماء شهدائه الذين هم أبناء شعبنا ويحيي ذكرى القادة الشهداء، ويحيي ويقدّر دماء أبناء حركة امل الذين استشهدوا في الأيام الماضية، ويؤكّد الحزب على عمق تحالفنا الذي تعمّد بالدم في أرض تآخى أبطالها وشهداؤها، ليكون الانتصار قدرًا عليها.