مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم

نقلاً عن موقع لجان العمل الفلسطيني في لبنان

نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار
هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.

أسبوع 28 كانون الثاني/يناير-3 شباط/فبراير 2024

اللوبي اليهودي في الأرجنتين
رئيس أساقفة مقاطعة لابلاتا يشكك في ولاء الرئيس الأرجنتيني الجديد لدستور البلاد بسبب صلته الوثيقة باليهود
شكك غبطة رئيس أساقفة مقاطعة لا بلاتا – التي تضم العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس- هكتور أعوير Héctor Aguer في صدق وحقيقة ولاء الرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير ميلاي Javier Milei لدستور الجمهورية الأرجنتينية، وذلك بسبب الميول اليهودية الشديدة للرئيس الأرجنتيني الذي فكر جدياً في إعتناق الديانة اليهودية – مع تلميح البعض أنه إعتنق هذه الديانة فعلياً بالسر…
وقد نص الدستور الأرجنتيني 1994 على أن رئيس البلاد يجب أن يكون مسيحياً كاثوليكياًً وأن يلتزم بالقيم لمسيحية ويدافع عنها، في حين أن “العهد الجديد” اليهودي المعروف بالـ”تلمود” يشدد على معاداة المسيحية ومحاربتها (التلمود وثيقة يهودية شبه سرية ينحصر الإطلاع عليها من الناحية المبدئية بالكهنة اليهود، وقد تم جمعها بعد نشوء المسيحية وظهور السيد المسيح يسوع الناصري – ع-، ويمكن إعتبار هذا التلمود بمثابة الرد اليهودي على الأناجيل المسيحية المقدسة من أجل إنكار أن يسوع الناصري هو المسيح المنتظر الذي بشر الأنبياء بمجيئه…).
وقد جاء هذا التشكيك في بيان علني نشرته بعض وسائط الإعلام الكاثوليكية.
هذا، وقد لا يقتصر تحذير غبطة رئيس الأساقفة أغوير على الناحية الدينية و”الكاثوليكية” فقط، وإنما يُحتمل أن تجذيره من الصلات اليهودية للرئيس الأرجنتيني الجديد ناجم أيضاً من أن كبار الأثرياء اليهود قد إشتروا في العقود الأخيرة مساحات شاسعة من الأراضي في مقاطعة باتاغونيا الأرجنتينية التشيلية، ويتم الحديث همساً أن هذه الأراضي قد تشكل موطناً لإنشاء “إسرائيل” جديدة أو بديلة في أميركا الجنوبية، بعد أن إستحال على اليهود الإقامة بفلسطين… مع العلم أن “أولاد الأفاعي” – التسمية التي أطلقها السيد المسيح يسوع الناصري –ع – على اليهود قد إشتروا أراضٍ أخرى في بلدان متعددة من أميركا اللاتينية، وخاصة في كولومبيا وربما غواتيمالا.

مال وأعمال
إستثمار يهودي أميركي سعودي في شركة “إسرائيلية”
تم الإعلان مؤخراً عن صفقة تشتري بموجبها شركة “شركاء النقارب” Affinity Partners 15% من مجموعة شلومو Shlomo Group “الإسرائيلية” مقابل 110 مليون دولار أميركي. وكانت الصفقة قد تمت في شهر أيلول/سبتمبر 2023 على ما كشفته مصادر يهودية، غير أنه لم يتم الإعلان عنها إلا مؤخراً بسبب نشوب حرب غزة بعد ذلك بقليل.
الذي يهمنا من الموضوع أن “شركاء التقارب” هي شركة إستثمارية أنشأها ويترأسها جاريد كوشنير Jared Kushner، الصهير اليهودي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب Donald Trump، وهذه الشركة متخصصة في الإستمثارات بالعالم العربي، وتحديداً في تشجيع الإستثمارات العربية “الإسرائيلية” تفعيلاً لإتفاقات أبراهام المشؤومة المعقودة بين “إسرائيل” وبعض البلدان الغربية بعد تفجير مرفأ بيروت بقليل في آب/أغسطس 2020. وقد ساهم في تأسيس “شركاء النقارب” “صندوق الإستثمارات العامة” Public Investment Fund في السعودية بـ2 بليون دولار، مع التذكير هنا بالعلاقة الوثيقة التي تجمع بين جاريد كوشنير وولي العهد السعودي، وبأن “صندوق الإستثمارات العامة” تابع للدولة السعودية من الناحية العملية…
بالنسبة إلى مجموعة شلومو، فهي متخصصة في تأجير السيارات بالتعاون مع مجموعة سيكست Sixt الألمانية، وهي تعتبر من أهم الشركات في الكيان الصهيوني، ويعمل فيها نحو 5000 شخصاً، والشركة تعتزم توسيع أعمالها بعد وبفعل هذه الصفقة، وبصورة خاصة في العالم العربي، وفي السعودية تحديداً…
لا تعليق سوى بتذكير من يجب تذكيرهم بالسيرة النبوية الشريفة بأن النبي محمد (ص) كان قد أقصى اليهود من الإقامة في شبه الجزيرة العربية إثر معركة خيبر بعد أن غدر يهود يثرب – المدينة المنورة – بالمسلمين…

العالم العربي
عزف النشيد “الإسرائيلي” في قطر بمناسبة رياضية…
فاز اللاعب اليهودي “الإسرائيلي” يوفال فرايليش Yuval Freilich بميدالية ذهبية في لعبة المبارزة بالسيف التي كانت تُجرى في إطار “جائزة الدوحة الكبرى” Doha Grand Prix في دولة قطر… وقد تم عزف نشيد الكيان الصهيوني بالمناسبة، مع الإشارة إلى أن علم هذا الكيان كان مرفوعاً في قاعة المباريات، وأن يوفال فرايليش كان يرتدي زياً يحمل شعار “يحيا شعب ‘إسرائيل‘” باللغة العبرية… وهذا الشعار تحول إلى أحد أبرز شعارات الحرب اليهودية ضد قطاع غزة…
وقد أعربت وسائط الإعلام اليهودية عن سرورهاا وشماتتها بالمناسبة، على إعتبار أن دولة قطر تُعتبر من البلدان المساندة لحركة حماس…
أيضاً لا تعليق سوى بتذكير من يجب تذكيرهم بالسيرة النبوية الشريفة بأن النبي محمد (ص) كان قد أقصى اليهود من الإقامة في شبه الجزيرة العربية إثر معركة خيبر بعد أن غدر يهود يثرب – المدينة المنورة – بالمسلمين…

اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
نصرة الحقوق الفلسطينية تتحول إلى إحدى أبرز قضايا الحملات الإنتخابية الأميركية
تتأكد يوماً بعد يوم تحول أكثرية الشعب الأميركي من مؤيد للصهيونية إلى إلى رافض للممارسات الهمجية اليهودية بفلسطين المحتلة، مع سعي اللوبي اليهودي الأميركي إلى التصدي لتلك الظاهرة، وخاصة في الجامعات والمعاهد. فلقد أصبح شعار “يجب أن تكون فلسطين حرة من النهر وحتى البحر” Palestine must be free from the River to the Sea من الشعارات الرائجة بأميركا، ويسعى اللوبي اليهودي إلى منع هذا الشعار، وإلى طرد الطلاب الذين يرفعونه من الجامعات الأميركية، كما أن عدة مجالس إدارة لمدن أميركية تقدمت بتوصيات – غير مُلزمة- تطالب بوقف النار في حرب غزة، خلافاً لرغبات اليهود. الأهم من كل هذا أن الرئيس الأميركي بايدن Biden إتخذ إجراءات بحق عدد من “المستوطنين اليهود” بفلسطين بسبب ممارساتهم البربرية، وذلك رغم أن بايدن المذكور وثيق الصلة باللوبي اليهودي الأميركي، وهو يسعى بكل قوته لكسب دعم هذا اللوبي له في المعركة الإنتخابية الرئاسية…
بايدن لم يفعل ذلك من جراء تعاطفه مع الحقوق الفلسطينية، وإنما لأنه أدرك جيداً أن الناخبين الأميركيين لم يعودوا يميلون إلى الصهيونية وكيانها “إسرائيل”، وبالتالي فلقد بات من المجدي له من الناحية الإنتخابية إبداء بعض “التعاطف” مع الفلسطينيين… إشارة إلى أن بايدن يملك خبرة واسعة في الشؤون الإنتخابية الأميركية تعود إلى سبعينات القرن العشرين، وهو ما أتاح له الوصول إلى الرئاسة رغم أن مسيرته السياسية والشخصية كانت – وما زالت- مليئة بالفضائح والهفوات… وبالتالي فإن من الواضح أن الدفاع – ولو بالحد الأدنى- عن الفلسطينيين بات من الأمور الرابحة في السياسة الداخلية الأميركية، على الأقل ضمن الحزب الديموقراطي…
أما من جانب الجمهوريين، فإن الإنتقاد الأبرز الذي يوجهه الرئيس السابق دونالد ترامب Donald Trump، ضد منافسته شبه الوحيدة لتيل الترشيح الرئاسي للحزب الجمهوري نيكي هالي Nicky Haley الهندية الأصل هو أن المذكورة تتلقى الدعم من جهات يهودية وأنها مرشحة “العولميين” globalists ، أي بكلام آخر مرشحة المافيا الإحتكارية اليهودية… ترامب لم يقل هذا الكلام صراحة، لكن بعض أنصاره قالوه بوضوح، والكل فهم تلميحات ترامب إلى كون هالي عميلة للمافيا الإحتكارية اليهودية…
مع الأمل أن يدرك النافذون العرب– أو بعضهم على الأقل – هذه الأبعاد ويستثمرونها لمجابهة الكيان اليهودي “إسرائيل” والمافيا الإحتكارية اليهودية بدلاً من إتخاذ خطوات “تطبيعية” مع “إسرائيل”…

اللوبي اليهودي في البوسنة الهرسك
إطلاق مبادرة يهودية بوسنية للـ”سلام”
اقيم إحتفال بمناسبة اليوم العالمي لتذكار الهولوكوست المزعوم والموهوم International Holocaust Remembrance في مدينة سيبرينيكا البوسنية شارك فيه كبار المسؤولين البوسنيين في المدينة وممثلين عن جماعات الهولوكوست المزعوم والموهوم الذي يدعي اليهود أنهم تعرضوا له خلال الحرب العالمية الثانية على أيدي الألمان وحلفائهم… وقد تم إطلاق “مبادرة يهودية إسلامية من أجل السلام” بالمناسبة، على أساس أن مدينة سيبرينيكا كانت قد تعرضت لأحداث دامية خلال الحرب الأهلية التي عصفت بالبوسنة الهرسك في تسعينات القرن العشرين… وتأتي هذه الخطوات في إطار الجهود اليهودية المكثفة الرامية إلى التقريب بين “أولاد الأفاعي” – التسمية التي أطلقها السيد المسيح يسوع الناصري –ع – على اليهود – والمسلمين غير العرب، وذلك في مسعى صهيوني لجعل هؤلاء المسلمين غير العرب يبتعدون عن نصرة الفلسطينيين، ويتقربون من الصهيونية… كذلك، فإن اليهود يتطلعون إلى خلق هوة للفصل والتفريق بين المسلمين – وخاصة غير العرب منهم – والمسيحيين، ما يسهل عليهم تحقيق مآربهم…
بالمقابل، فإن حكام البوسنة الهرسك يتطلعون إلى كسب الدعم المالي اليهودي لنظامهم…
مع التذكير بأن كذبة الهولوكوست المزعوم والموهوم، والذي يدعي اليهود أنهم تعرضوا له على أيدي الألمان وحلفائهم خلال الحرب العالمية الثانية، تحوّلت إلى مصدر رئيسي للمغانم التي يستفيد منها جميع يهود العالم على نحو مباشر و/أو غير مباشر، علماً أنه لا يوجد أي دليل مادي و/أو خطي و/أو إحصائي على الحصول الفعلي لهذا “الهولوكوست”… في حين أن المجازر اليهودية بحق الفلسطينيين هي أمر حقيقي وثابت شهد عليه المراقبون من جميع أنحاء العالم ووصفته الهيئات القضائية الدولية بأنه يرقى إلى جرائم الإبادة الجماعية…

إعداد: نديم عبده.