بَعْد صُدُور بَيَان المقاومة العراقيَّة – كَتائِب حِزْب اَللَّه بِتعْلِيق العمليَّات ضِدَّ العدوِّ الأمْريكيِّ فِي العرَاق اِنْهمَرتْ عليْنَا التَّحْليلات والانْتقادات اَلتِي وصل بَعضُها إِلى حدِّ تَخوِين المقاومة العراقيَّة مِمَّن يَدعُون أَنهُم “أَنصَار المقاومة” وجمْهورهَا, فَرَأينَا كُلّ من يَملِك هاتفًا واتِّصالا بِالْإنْترْنت يَخرُج عليْنَا بِتحْلِيلٍ تخْويني بِنكْهَته الخاصَّة.
سقط هؤلاء بِنزعاتهم الفرْديَّة سَقطَةً مُدَويَة إِلى حدِّ أَنهُم اِعْتقدوا ورغْم عدم اِمْتلاكهم أيَّ شَيْءٍ مِن المعْطيات اَلتِي دَفعَت كَتائِب حِزْب اَللَّه إِلى نَشْر هذَا البيَان, أَنهُم هُم أَكثَر فهْمًا وعلْمًا مِمَّن اِنخرَط فِي هَذِه المعْركة مُنْذ يوْمهَا الأوَّل وَممَّن يُنسِّق مع كُلِّ أَطرَاف المقاومة الفلسْطينيَّة مُنْذ بِداية الحرْب الدَّائرة وَحتَّى قبْلهَا.
لا مُشْكِلة فِي أن يَخيِّب أَملُك فِي هذَا البيَان , فَهذَا حال غالبيَّتنَا, لَكنَّه مِن غَيْر المنْطيقي أبدًا أنَّ تُملي رَأيُك اَلشخْصِي على التَّنْظيمات اَلتِي أَثبَتت نَفسُها أَنهَا مُقَاومَة وَعلَى قِياداتهَا وَكَأنَّك تَعلَّم مَا لا يعْلمون, المقاومة لا تَعمَل بِحَسب أهْوائك, بل بِحَسب خُطَّة إِسْتراتيجيَّة وَاسِعة وَرُؤيَة بَعِيدَة هَدفُها وَاضِح ودقيق, إِزالة “إِسْرائيل” مِن اَلوُجود.
هَذِه الآرَاء الطَّاعنة فِي المقاومة مِن قِبْل “جُمْهُور المقاومة” كُلهَا تقع فِي خَانَة النَّزعات الفرْديَّة اَلتِي قال سَعادَه بِوجوب مُكافحتهَا “مُكَافحَة الاحْتلال الأجْنبيِّ, بل أشدُّ. فَخطَر الاحْتلال الأجْنبيِّ مِن الخارج, أَمَّا خطر النَّزْعة الفرْديَّة على سَلامَة المجْتمع مِن الدَّاخل”.
النَّزْعة الفرْديَّة لَعنَة اَلأُمة وَكُل رَأْي فَوضَوِي غَيْر مَدرُوس يقع فِي خَانتِها, فحذَّروا السُّقوط بِهَا.