مشروع الدولتين في فلسطين…قمّة سوريّة رفضاً للمشروع اليهوديّ

مشروع الدولتين في فلسطين…قمّة سوريّة رفضاً للمشروع اليهوديّ

الحرب الأطلسية – اليهودية على المقاومة في غزة ولبنان بتركيزٍ شديد، وعلى المقاومة في العراق واليمن بتركيز أقل، هدفها رسم وتثبيت خطوط ومحاور سياسية جديدة. كلّ مقدرات الحلف الأطلسيّ والدولة اليهودية الزائلة مجنّدة للمعركة من قوّة عسكرية ومالية واقتصادية وقوة سياسية وأحلاف. هذا الحلف يمثّل أقوى الدول وأغناها، والمقاومة يتيمة وحيدة متمسّكة بالحقّ والوجود والحقيقة الإنسانية لا مناصر لها إلا الوجدان القوميّ والتمسّك بالأرض وشرف الحياة، والإصرار على أن تكون الحياة بالوجود كلّها عزّ وكرامة ومناصرة من دول وشعوب ليست بالحجم الاقتصادي ولا بالحجم السياسي ولا بالحجم العسكري للحلف الأطلسي والعدوّ اليهودي.
المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق ونصيرها اليمني والإيراني، لا تدافع عن شرف الأمّة وعزّها فحسب بل تدافع عن شرف الحرية والاستقلال والأخلاق الإنسانية في العالم أجمع. وما قامت به المقاومة في فلسطين في السابع من تشرين الأول هو تعبير وفعل مؤكّد بالدم عما يختلج في نفس كل سوريّ وعربيّ مؤمن بالحرية والسيادة والاستقلال وتقرير المصير القومي، وهو حركة فعلية لوضع حدّ للاحتلال اليهودي وللهيمنة الأطلسية على بلادنا وعموم المنطقة والعالم. المقاومة بسلاحها البسيط المتواضع مادياً ما زالت صامدة، وستبقى بفضل ما تملك من سلاح لا يضاهيه سلاح وهو سلاح الإيمان بالحقّ والتمسّك بالكرامة والشرف. لقد أفشلت المقاومة هدف الأطلسي والعدو اليهودي، الذي هو سحق وإنهاء المقاومة في فلسطين. وتكسرت أعمدة ودعائم هذا الهدف العسكري في غزة، وجرّت ألوية النخبة في جيش العدو أذيال الهزيمة خلفها. استبدل الأطلسي والعدو اليهودي المعركة عسكرية بتطويق المقاومة بسلاح سياسي عربي قديم هو السلام والتطبيع مرتكزاً على إقامة دولتين. الأولى، أرضنا القومية “دولة يهودية” مدعومة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً من الأطلسي وحلفائه العرب. الثانية، دولة فلسطينية لا معالم جغرافية لها ولا اقتصادية ولا جيش لها، حتى لا عملة مالية لها، فهدف هذا المشروع الاستعماري المعادي تصفية المسألة الفلسطينية وعزل المقاومة عن الحكومات العربية ولاحقاً عن شعوبها.
آن لحكومات الأمة السورية أن تعي هذه المخاطر وأن تقف وقفة واحدة في وجه المذبحة السياسية المكمّلة لمذبحة الأطفال والنساء في غزة وأن تكفّ عن سياسة التكتيك والتخفّي. وما عاد يخفي على أحد معنى التكتيك والاستراتيجية في العالم، فمن الواجب عليها أن تتداعى لعقد قمة سورية يحضرها إلى جانب الحكومات ممثلي المقاومة في فلسطين والأردن ولبنان والشام والعراق، وأن يستضيفوا الحلفاء إذا رغبوا وأن تعلن رفضها لهذا المشروع اليهودي الجديد القديم وأن تتمسّك بكامل الحقوق القومية في فلسطين وأن ترفض هذا المشروع الخبيث كما تعلن دعمها للبنان والشام والأردن والعراق في كل مسائلهم بما يتعلق بالحرية والسيادة والاستقلال وصون الأرض والموارد الطبيعة وغيرها.