–الجزء الأول-
كنا قد عرضنا عرضاً تحليلياً للملامح المدرحية لمفاهيم الأخلاق القومية الإجتماعية في درسين سابقين عن الأخلاق. ومن أهم ما قلناه إذاك، أن الأخلاق عند سعاده هي جهاز للخلق، أي لتحويل القيم الروحية إلى قيم واقعية وأن الأخلاق بطانة لكل نظام وخطة يُرجى لهما نجاح، وأنها، بالنسبة لسعاده، أخلاق قومية اجتماعية، أي أخلاق تنصبّ على خدمة قضية الأمة وتقدمها وارتقائها. كما ميّزت تمييز هاماً بين الأخلاق القومية الإجتماعية التعبيرية النهضوية والأخلاق الرجعية التمثيلية الانحطاطية.
نسأل الآن: ما هو على وجه التخصيص النقيض المباشر للأخلاق القومية الإجتماعية؟ الجواب: انها الأخلاق الفردية، أو بكلمة أوضح، أنها أخلاق النزعة الفردية. ما هي النزعة الفردية؟ وما هي أخلاقها؟
“جوهر النزعة الفردية اعتبار الفرد وميوله غاية كل فكر ونهاية كل عمل.”[1] لذلك، هي بطبيعتها تخالف طبيعة الإجتماع “لأنها ترمي إلى جعل السيادة في الفرد نفسه وليس في المجتمع ونظامه”[2]، ولكن الأفراد موجودون في الجماعة، فيترتب على العمل بمبدأ النزعة الفردية، تفكك نظام الجماعة وانعدام كيانها، ذلك لأن “ كيان الجماعة لا يقوم إلّا بخضوع أفرادها طوعاً أو كرهاً لكيانها ونظامها، لا فرق بين أن يكون هذا النظام جيدا أو رديئاً.”[3] إنّ تقديم حق الجماعة على حقوق الأفراد هو في نظر سعاده المبدأ الوحيد الصحيح الضامن لبقاء أية جماعة والذي يجعل ارتقاءها ممكناً. هذا وضع النزعة الفردية من الناحية الإجتماعية.
اما من الناحية الفلسفية فنقول، أن الأفراد يروحون ويأتون، أما المجتمع فباقٍ في أجياله المتعاقبة في مؤسساته المستمرة الناحية. ونقول للذين يزعمون أن الفرد في ذاته هو الحقيقة الإنسانية الكبرى، أن الفرد يزول فما رأيهم بالحقيقة الزائلة؟ وأن الأفراد قد يكذبون، فما رأيهم بالحقيقة الكاذبة؟ سعاده في مقابل هؤلاء قال بفلسفة الإنسان-المجتمع حقيقة إنسانية كبرى حيث الأفراد إمكانيات إجتماعية.
من الناحية النفسية، أظهرت اختبارات الحزب السوري القومي الإجتماعي على أن الأفراد غير الخالصين من النزعة الفردية كانوا مثالاً للنظامية في ظروف ومثالاً للفوضى في ظروف أخرى: عندما تكون تدابير المنظمة ضد غيرهم ولا تمس أشخاصهم، كانوا يتعلقون بنظام المؤسسة مؤيدين حق الجماعة ونظامها العام على الأفراد. ولكن عندما يصطدم حق الجماعة ونظامها العام بهم شخصياً، كنت تراهم يخرجون ويتمردون ويستبيحون حرمة كل نظام بالشذوذ عن كل قاعدة اندفاعاً وراء نزعاتهم الفردية. يقول سعاده واصفاً هذه الاختبارات كلاماً هاماً هو: “ويمكن القول بتأكيد أنه لا يوجد فرد واحد مطرود من الحزب السوري القومي الإجتماعي الا كان موافقاً قبل طرده على تدابير الطرد بحق غيره لأسباب شبيهة بالأسباب التي طُرد لأجلها هو. أنه كان يقبلها يجد فيها العدل، ولكنه كان يحسب ذاته فوقها، فلما بلغ الحق العام إليه وحاولت المنظمة إقامة الحدّ عليه، تمرّد وانقلبَ وطُرِد”.[4]
يُفهم من ذلك، أن نفسية المُصاب بالنزعة الفردية هي نفسية مريضة، Abnormal فلا يضبطها معيار Norm وليس يهديها مقياس، فهي لا تتبع الا شريعة الهوى التي ليست شريعة وقانون الأنانية الذي ليس قانوناً.
من الناحية العملية، نسأل كيف يمكن لذي النزعة الفردية أن يعمل في الحياة؟ كيف يحفظ كيانه؟ كيف يمكن له أن يتقدم ما دام يعتبر نفسه محور العمل ومركز الوجود، والآخرين ليسوا إلا مجرد وسائل وأدوات بجب أن تُسَخّر لأغراضه الذاتية وميوله. إنّ مبدأ النزعة الفردية، من الوجهة العلمية، هو مبدأ الإستحالة ذاتها، أي استحالة الوجود. لأن الإنسحاب من العلاقة الإجتماعية الصحية والخروج من دائرة النظام الإجتماعي، هو تماماً الإنسحاب من الوجود والخروج من الحياة والوقوع رأساً في دائرة العدم.
ذلك، لأن النزعة الفردية تؤدي إلى التصادم بين الأفراد وانحلال الروابط الإجتماعية، فالموت. ذلك، لأن الأعمال العمومية تحتاج إلى مبدأ آخر، غير التصادم، هو مبدأ التآلف والتعاون والإختصاص والإشتراك، وبكلمة واحدة: هو مبدأ الإتحاد في الحياة. هذا المبدأ هو من إنشاء النهضة القومية الإجتماعية. يقول سعاده: ” ففكرة أن العمل العام دوائر صغرى في دائرةٍ كبرى، وأنّ كل فرد يجب أن يعمل ضمن الدائرة التي يقع فيها اختصاصه وكفاءته، هي فكرة جديدة أوجدها التنظيم القومي الاجتماعي.”[5] وبكلمة أخرى، هذه الفكرة هي نظرية المؤسسات المتسلسلة في إتجاه مركز واحد والمشتركة في الأخير بالعمل لغرض واحد هو نصر الأمة.
وقد امتُحِنت هذه النظرية في الحزب عبر تاريخه امتحاناً عسيراً. هناك قضية نعمة ثابت وفايز صايغ وصحبهما، وهناك قضية عبد المسيح ورهطه، ولكن النتيجة كانت، في كل حالة، هي خروج الحزب منتصراً بمؤسساته على الأفراد الجامحين ونزعاتهم الفردية. لقد أثبتت النهضة، في كل تجاربها واختباراتها عن صحة العقيدة القومية الإجتماعية وقوة نظامها العمومي على الأهواء الفردية والميعان الأخلاقي.
والحق يُقال، أن سعاده نبّه باكراً، وقبل أن يمرّ الحزب بتلك التجارب، أعني، منذ العام 1942، إلى أهمية إثبات عقلية النظام العام في المجتمع وإرساء مناقب المؤسسات والولاء لقضية الأمة ونبذ القضايا الشخصية. وسعاده لم يكتفِ بهذا التنبيه، بل أشار بصراحة إلى أن تلك الفكرة الجديدة التي وصفها، أعني فكرة الإتحاد في الحياة تآلفاً وتعاوناً واختصاصاً واشتراكاً “هي فكرة لا تزال غير مفهومة الفهم اللازم حتى عند أكثر القوميين الإجتماعيين أنفسهم، بدون استثناء، المتنورين منهم” ويرى سعاده أن الذين ظهرت عندهم النزعة الفردية ولم يصهرهم النظام القومي الإجتماعي هم فريقان: ” فريقٌ لحداثة عهده في الحركة” وآخرون “ لعدم اختبارهم في النظام والإدارة”.[6]
إنّ أهمّ خصائص المُصاب بالنزعة الفردية هي كما يلي:
- أولاً: ذو النزعة الفردية عديم الشعور بالمسؤولية. إنه لا يتقيّد بخير المجتمع ولا بنظام العام. بل هو متحلل من كل رابطة إنسانية وعامل على تفكك عرى الوحدة الإجتماعية “غير عابئ بالأضرار التي تلحق بالمجتمع من هذا التفكك”[7]
- ثانياً: ومن خصائص ذي النزعة الفردية عدم القدرة على التمييز بين العلم والجهل، النظام والفوضى، الإيمان والشك، النهوض والانحطاط، الحق العام والواجب، التدمير والتعمير. يقول سعاده:
“فبعض الأفراد تصل به النزعة الفردية إلى حد لا يرون عنده فارقا بين الإختصاصي في فن من الفنون ومن لا علم له به أو بين المعلم والتلميذ، القائد والجندي أو الضابط الصغير.”[8]
وتشتد هذه النزعة عند بعض الأذكياء أو بعض الناجحين في ناحية من النواحي. ويضرب الزعيم على ذلك مثل أحد الذين دخلوا الحزب وظنّ أنه يستطيع أن ينافس الزعيم على صلاحياته ويمثل وجهة نظر الحزب بآرائه الخاصة، لأنه قبل دخوله الحزب كان “أديبا” قد ترجم بعض الكتب لبعض المؤلفين “ترجمةً غير منقودة.”[9]
- ثالثا: ويمتاز ذو النزعة الفردية بالطموح بغير استحقاق فيتخذ أوضاعاً غير طبيعية ويتنطّح لمهام ليست بحجم كفاءاته ويدّعي أموراً فوق طاقته ومؤهلاته، ناسباً كل عظيم لنفسه وكل موهبة لذاته وكل علم إلى معرفته الجاهلة أو القاصرة، ذلك لأن “النزعة الفردية لا ترى في الكون الا صاحبها ولا تراه إلا جديراً بأرفع المناصب.”[10]
- رابعا: ومن خصائصه انعدام ثقته بالرؤساء. وفقدان الثقة، بنظر سعاده، “هو أعظم النكبات التي يمكن أن تحلّ بكيانٍ أو بنظام.”[11]
- خامسا: وذو النزعة الفردية لا عهود له ولا عقود، ولذلك لا يستحي الفرد أن يحنث بيمينه أو أن يتخلى عن عمل قومي إجتماعي أو سياسي أو غيره لمجرد أن الأمور لم تجرِ حسبنا يشتهي أو لأنه يعدّ نفسه أكبر من أن يقبل حكم المنظمة ويعمل بموجبه.[12]
- سادسا: والنزعة الفردية يصفها سعاده بأنها كالنظرة المادية الدنيا تحُولُ دون نشؤ تقاليد جديدة وعرف على اساس المناقب السامية. لذلك اختصَّ ذو النزعة الفردية بالسلبية والمخالفة والتعمير. ومعروف أن التقاليد والأعراف الإجتماعية المناقبية هي، كما يقول سعاده، من أنظمة المجتمع وروابطه الهامة التي تعين الحدود والمواقف التي لا تحددها القوانين. وهي التي تؤلف قوى رأي عام يردع شذوذ الأفراد كما أنها مؤشرات توجه سلوكهم وأفكارهم.
إنّ ازدراء الأنظمة واختبار الأعراف والتقاليد واختبار الشذوذ عنها قاعدة هو، في نظر سعاده ” أسوأ أنواع الإنحطاط الإجتماعي وشر ضروب الإنحلال القومي.”[13]
ويرفض الزعيم في تحليله لهذه الظاهرة الخبيثة “أن تكون كما توهمها بعض الدارسين غير المتعمقين، طبيعة في شعبنا لا تزول أي أن تكون خاصة وجودية من خصائص أمتنا.”[14] وإذا كان الأمر كذلك فكيف يمكن البحث عن علاج لها؟ إذاك تصبح النزعة الفردية قضاء وقدراً لا خلاص منه إلا بالخلاص من الوجود ذاته.
ويترتب على مثل هذه النظرة السطحية المستعجلة نتيجة هامة باهرة هي اليأس من أي حل والتشاؤم من الحياة ذاتها والإستسلام للأمر المفعول وهو بقاء شعبنا خارج النهضة القومية الإجتماعية أي في دائرة التفكك والإنحلال والعدم بديل الوحدة والحياة والإرتقاء.
وإذا لم تكن النزعة الفردية خاصة وجودية فينا، فما هو أصلها؟ يجيب سعاده: “إنه النظام الإجتماعي-السياسي القائم والنظام الإجتماعي-الثقافي- التربوي المعمول به في البلاد.[15]النظام الأول إنحلالي والثاني إنحطاطي. في النظام الإجتماعي-السياسي لا نجد مركزاً قيادياً موحداً يدعو إلى الإحترام والتقدير والثقة التامة. كل ما هنالك عبارة عن مراكز سياسية-طائفية ومراجع دينية-مذهبية ومراكز نفوذ اقتصادية-إحتكارية. وهذه كلها رجعية تبعث على الإحتقار والإزدراء والشك وتجعل الفرد، في النتيجة، يطلب خيره في مخالفتها والتمرد عليها واتباع هوى نفسه. وفي النظام الثقافي-التربوي لا يقوم منهج واحد يسمح بتثقيف النفوس على أسس واحدة يشرف عليه مرجع تعليمي واحد محترم كل الإحترام. فهناك فسيفساء من الثقافات المزيفة والمشوّهة. ثقافات الرجعيين والإستعماريين على تعدد ألوانهم واتجاهاتهم. هذه الثقافات المتضاربة تبعث روح التصادم بين الأفراد التي هي روح النزعة الفردية.
“النزعة الفردية، إذن، ليست من طبيعة السوري وإن ظهرت متفشية في جيلنا الحاضر.”[16] إنها عرض للأنظمة الإجتماعية الرجعية الإنحطاطية السائدة الآن في بلادنا. إنها مرضٌ طارئ لكن له علاج. وطريق الشفاء يحددها الزعيم بالنقاط التالية:
- أولا: الإعتراف بوجود المرض “مبدأ الوعي الإيجابي.”[17]
- ثانيا: رفض المرض ومقاومته بقبول العلاج، حلواً كان أم مُرّاً “مبدأ الوعي السلبي.”[18]
ويقول سعاده: “إنّ المصح الوحيد لهذا المرض كما لغيره من أمراضنا الإجتماعية هو نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي.”[19] ثم يعلن:
“إن الذين يعطون أنفسهم شهادات وبراءات شخصية مستغنين عن براءة المنظمة وشهادتها هم من الذين لا يريدون الإعتراف بوجود المرض ولا يبغون الشفاء منه. إنهم أصحاب لأنفسهم ولكنهم ليسوا أصحاء للمجتمع.[20]
ويعتبر سعاده النزعة الفردية وأخلاقها أفدح خطراً على الأمة من الإستعمار ويطلب من جميع القوميين الإجتماعيين أن يشنّوا حرباً ضروساً ضدها لأنها كالإحتلال الأجنبي، كائن غريب عن جسم الأمة، يقول:
“يجب على القوميين الإجتماعيين أن يكافحوا النزعة الفردية مكافحتهم الإحتلال الأجنبي، بل أشد، فخطر الإحتلال الأجنبي من الخارج، أما خطر النزعة الفردية على سلامة المجتمع فمن الداخل.”[21]
والجدير بالملاحظة، أن ذوي النزعة الفردية قد حاولوا في تاريخ النهضة القومية الإجتماعية أن يفلسفوا مرضهم الخبيث ويضعوا له عقيدة خاصة اغلب عناصرها مستقاة من كتابات فلسفة غريبة، وذلك للدفاع عن موقعهم في مجابهة الفلسفة القومية الإجتماعية. إنّ مثال فايز صايغ، الذي كان عميداً للإذاعة والثقافة عام 1947 ما يزال مثالاً صالحاً للدرس والتأمل والإعتبار. لقد حاول هذا الرفيق السابق المطرود، أن يبشّر بفلسفة النزعة الفردية وأخلاقها داخل الحزب من مركز مسؤوليته الحزبية في عمدتي الإذاعة والثقافة. وقد اعتمد على كتاب (العبودية والحرية Slavery & Freedom لنقولا بردياييف Nicolas Berdyaev) المطبوع في لندن 1944. أما مرتكزات تلك الفلسفة فيعددها سعاده كما يلي:
- اولا: كل فرد هو شخص منبثق رأساً من الله. يقول بردياييف: “الشخصية الفردية ليست جزءا من المجتمع كما أنها ليست جزءا من السلالة. (ص 26) ويقول أيضا: الشخصية الفردية لا تنشأ من العائله والنظام الكوني، أنها ليست مولودة من أب وأم، أنها تنشأ من الله فهي تظهر من عالم آخر” (ص 36)[22]
- ثانيا: اتحاد الفرد في المجتمع ونظامه قضاء على شخصيته. لذلك يجب رفض الاتحاد في المجتمع والتمرد على واجباته. فيصبح المرتكز الثاني لهذه الفلسفة هو السلبية الإجتماعية المتطرفة. هذا هو مبدأ “خالف تُعرف وخالف دائماً تُعرَف دائماً”.[23]
الشخصية الفردية عند بردياييف، هي المركز الوجودي المطلق. اما ما هو المجتمع وما هو الكون؟ يجيب بردياييف “بأنهما جزءان من الشخصية الفردية.”[24]
- ثالثا: ولاء الفرد لنفسه فقط – لشخصيته وحدها يقول: ” الشخصيه (الفردية) هي غاية في نفسها، لا واسطة لغاية، فهي توجد من ضمن نفسها.”[25]
ويقول أيضا: ” أنها تخلق نفسها وتوجد بمصيرها الخاص.” وهذا إنكار لما تقدّم من أن الشخصية الفردية إنبثاق من الله رأسا.[26]
- رابعاً: الفوضى المطلقة. يقول بردياييف: “الشخصية الفردية هي كائن عاقل ولكنها غير مقرر بالعقل ولا يمكن تعريفها بأنها سيارة للعقل”. ويضيف هذه الحكمة الفذة عندما يقول:” أنها الشذوذ وليست القاعدة”.[27]
- خامساً: فلسفة النعامة: وللنعامة فلسفتان:
- (أ) – فلسفة صغرى، عندما تزجّ برأسها في الرمل إذ يدركها الصيّاد.
- (ب) – فلسفة فردية كبرى تشرحها القصة التالية. قيل للنعامة: طيري، فقالت أنا لست طائرا إنما أنا جَمَل، فقيل لها: يا نعامة احمَلي، فقالت: أنا لستُ جملاً بل أنا طير.[28]
ومما يقوله بردياييف انه “لا يمكن للشخص أن يكون بكليته عضواً في العالم أو الدولة لأنه عضو في مملكة الله. وهذا مرتبط بالواقع أن الإنسان (الفرد)، كائن ليس في عالمٍ أحد، بل في عالمين.”[29]
ويعلّق سعاده على هذه الفلسفة بقوله: ” بما أن الفرد يخص عالمين لا عالماً واحداً وجب أن يختار، بحسب مرتكز ولائه لشخصيته، في أية مناسبة، يحسن أن يكون ولاؤه، بعد نفسه، ومن أجل نفسه فقط، لأحد العالمين دون الآخر، فمرةً يكون ولاؤه لعالم الملكوت ومرة يكون لعالم الأرض”.
“الطريقة الأخرى لتطبيق فلسفة النعامة الثانية، هي أن يكون المرء بوجهين ولسانين، فلسفة عظيمة وسلوكية باهرة.[30]
هذه هي الفلسفة الغريبة العجيبة للنزعة الفردية التي ليست الا مسلسلاً من الكلام الذي لم يتقدم بأصحابه ولا بقضية الشعب خطوة واحدة في سبيل المعرفة الحقة أو طريق الحياة الجيدة.
حقا، إن النزعة الفردية كما وصفها سعاده هي “من ألدّ أعداء نهضتنا النفسيين”[31] لأنها عدوّ مقيم في داخل النفس وفي داخل الكيان الإجتماعي بفضل الأنظمة الرجعية الإنحطاطية وسموم ثقافات الدوائر الإستعمارية والامبريالية.
[1] أنطون سعادة، مقالة: عودٌ على النزعة الفردية في شعبنا- جريدة الزوبعة، آغسطس 1942.
[2] المرجع ذاته.
[3] المرجع ذاته.
[4] المرجع ذاته.
[5] راجع مقالة: “النزعة الفردية في شعبنا”، الزوبعة، 1942.
[6] أنطون سعادة، مقالة: “عودٌ على النزعة الفردية في شعبنا”، جريدة الزوبعة، آغسطس 1942.
[7] أنطون سعادة، “عود على النزعة الفردية في شعبنا”، الزوبعة، بيونس آيرس، العدد 50، 15/08/1942. راجع ايضاً الأعمال الكاملة التي أصدرتها مؤسسة سعاده للثقافة، المجلد السادس 1942-1943.
[8] المرجع ذاته.
[9] المرجع ذاته.
[10] المرجع ذاته.
[11] المرجع ذاته.
[12] أنطون سعادة، “النزعة الفردية في شعبنا”، الزوبعة، بيونس آيرس، العدد 49، 1/8/1942. راجع ايضاً الأعمال الكاملة التي أصدرتها مؤسسة سعاده للثقافة، المجلد السادس 1942-1943.
[13] أنطون سعادة، “عود على النزعة الفردية في شعبنا”، المرجع السابق.
[14] أنطون سعادة، “النزعة الفردية في شعبنا”، المرجع السابق.
[15] المرجع ذاته.
[16] المرجع ذاته.
[17] المرجع ذاته.
[18] المرجع ذاته.
[19] المرجع ذاته.
[20] المرجع ذاته.
[21] المرجع ذاته.
[22] انطون سعادة (هاني بعل)، ” مدرسة الأنانية ومحبة الذات تعاليمها الفوضوية الغريبة”، النشرة الرسمية للحركة القومية الاجتماعية، بيروت، المجلد، أ، العددان 3 و4، 15/12/1947 و 01/01/1948. راجع ايضاً الأعمال الكاملة التي أصدرتها مؤسسة سعاده للثقافة، المجلد السابع 1944-1947.
[23] المرجع السابق.
[24] المرجع السابق.
[25] المرجع السابق.
[26] المرجع السابق.
[27] المرجع السابق
[28] المرجع السابق.
[29] المرجع السابق.
[30] المرجع السابق.
[31] أنطون سعادة، “عود على النزعة الفردية في شعبنا”، المرجع السابق.
د. حيدر حاج اسماعيل
) عبود عبود)