نتنياهو يغرق في الفشل

أظهر أحدث استطلاع للرأي بأن أقل من ثلث “الإسرائيليين” يعتبرون أنّ بنيامين نتنياهو مناسب لرئاسة الحكومة، وبحسب الاستطلاع الذي نُشر منذ يومين، فإنّ 31 % من “الإسرائيليين” يرون أنّ نتنياهو هو الأنسب لمنصب رئيس الوزراء، بينما اعتبر 50 % أنّ الوزير بيني غانتس هو الأنسب لهذا المنصب، ولم يملك 19 % إجابة محددة بهذا الشأن.

وكشف الاستطلاع أنه في حال إجراء الانتخابات “الإسرائيلية” اليوم فإنّ حزب الليكود اليميني الذي يرأسه نتنياهو، سوف يخسر نصف مقاعده في الكنيست، بينما سيضاعف حزب الوحدة الوطنية برئاسة غانتس، مقاعده ثلاثة أضعاف، وستحصل الأحزاب المعارضة لرئاسة نتنياهو للحكومة (أحزاب الوحدة الوطنية، هناك مستقبل، إسرائيل بيتنا،ميرتس والقائمة العربية الموحدة) على 71 مقعداً، فيما ستحصل الأحزاب المؤيدة له (أحزاب الليكود، شاس، يهودوت هنوراه، القوة اليهودية والصهيونية الدينية) على 44 مقعداً، ويوجد اليوم 39 مقعداً لحزب الليكود، و12 مقعداً لحزب الوحدة الوطنية، في الكنيست المؤلف من 120 مقعد.

وفي مقال للمحلل السياسي في جيش العدو يائير كوزين، نُشر في صحيفة جورازيليم بوست العبرية، قال كوزين أن حكومة الطوارئ على وشك الانهيار، كما رجّح انسحاب حزب الوحدة الوطنية، برئاسة بيني غانتس، قريباً منها، وكانت حكومة الطوارئ قد تشكلت في 11 تشرين الأول 2023، بعد عملية طوفان الأقصى، ولفت إلى أنه حتى لو انهارت هذه الحكومة مع حزب الوحدة الوطنية، فإن كتلة نتنياهو، المكونة من 64 عضواً، ستظل قادرة على البقاء في السلطة، واعتبر كوزين أن الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يؤدي إلى تفكيك الحكومة اليمينية الضيقة، هو وجود معارضة داخلية قوية في حزب الليكود، وهذا ما سيؤدي إلى انتخابات مبكرة، أو تشكيل حكومة جديدة برئاسة شخصية غير نتنياهو من داخل الليكود، يمكنها الحصول على الدعم من داخل الليكود وأحزاب المعارضة، وكثرت في الفترة الأخيرة الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة، لكنها لاقت معارضة شديدة من نتنياهو، ومن شركائه في الأحزاب اليمينية.

ويتابع كوزين أنّ المسألة لم تعد ما إذا كانت الانتخابات ستُجرى في عام 2024، بل متى ستُجرى في 2024، في الوقت الذي لا يرغب معظم أعضاء الحكومة في إجراء الانتخابات في المدى المنظور، ويضيف أنهم جميعاً، يتراجعون في استطلاعات الرأي، باستثناء وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي على الرغم من فشله الكبير في مهمته، يواصل الصعود في استطلاعات الرأي.

يُضاف إلى كل ما سبق، الانتقادات التي تُوجّه إلى نتنياهو بشكل مستمر، على خلفية عدم تمكنه من تحقيق أي هدف من أهداف الحرب على قطاع غزة بعد أكثر من ثلاثة أشهر على اندلاعها، إن لناحية القضاء على حركة حماس، وعلى حكمها في غزة، أو تحرير أي أسير، ومن المعلوم أنّ خلافات حادة حصلت داخل حكومة العدو في الفترة الأخيرة، بين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، على خلفية منع نتنياهو رئيسي جهاز الاستخبارات (الموساد) ديفيد برنيع، وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، من حضور جلسة لحكومة الحرب، كما حصلت خلافات أخرى متعلقة بسبل إعادة الأسرى من قطاع غزة، ورفض نتنياهو للمقترحات والصفقات التي تُعرض من عدة جهات، وتمسكه باستمرار الحرب، وعدم قبوله بوقف إطلاق النار في غزة، وهو الشرط الرئيسي لحركة حماس.

إنّ قرار نتنياهو بمواصلة حربه الخاسرة أصلا على قطاع غزة، هو بمثابة المسمار الأخير في نعش مستقبله السياسي، ويجعل طي صفحته قريبة جداً، والأسابيع القليلة المقبلة، إن لم نقل الأيام القليلة المقبلة، ستظهر هذا الأمر.