الاستعمار الذي سعى الى تمزيق الأمّة الى كياناتٍ عدّة، ثمّ عملَ على تفتيت تلكَ الكيانات الى دويلاتٍ متناحرة ومختلفة فيما بينها والذي يؤدي بدوره الى اغراق القوميّة الجامعة بينَ فئات المجتمع السوري ، حيثُ أنّ السوريّة قوميّة هي الوحيدة القادرة على مزج القوى لتصبح سداً منيعاً في وجه الأطماع التوسعيّة الاستعماريّة بكافة مسمياتها وأشكالها .
جميع اشكال المقاومة السابقة البعيدة عن مبدأ السوريّة القوميّة باءت بالفشل أو غيّرت مسار المقاومة الشاملة والهادفة إلى مسارٍ طائفي أو عرقي ، في الوقت الذي أثبت فيه المقاومة القوميّة أنها مستمرة ؤ قادرة على تغيير مسارِ التاريخ وتحجيم قوّة الاحتلال و اتباع الاحتلال ، أنّ الصمت العربي امام مجازر الاحتلال ليسَ جديداً بل اثبتهُ التاريخ منذُ أن أصبحت مقاومة الاحتلال مقاومة فرديّة ترسخُ أن تسمي بأسماء الكيانات التي فرضها المستعمر بدلاً من قيام مقاومة واحدة من امّةٍ واحدة وهذا يثبتُ أنّ المسألة الفلسطينية هي قضيّة قوميّة سوريّة في الصميم كما أنّ قضايا التحرير لكلّ كيانات الأمة هي قضايا قوميّة في الصميم و هنا يجدرُ بنا القول أنّ الحرب على غزّة ليست إلا حربا مباشرة ضّدَ السوريّة القوميّة الاجتماعية .
ولأنّ الاحتلال يدرك قوة القوميّة الجامعة بينَ الكيانات سعى الى محاصرة تلكَ الكيانات و هدرِ قوتها في حروبٍ داخليّة قائمة على اسسٍ طائفيّة كي تستنزف الحروب الاهليّة كلّ إمكانيات الكيانات لتصبح ضعيفة وغير قادرة على حماية نفسها وبذلكَ تتخلى عن حمايّة فلسطين ومن ثمّ تتخلى عن منعِ الاحتلال من التمدد داخلَ الكيانات الاخرى، ولذلكَ نرى الاحتلال يسعى الى تمزيق الدول الى دويلات عن طريق تعزيز الاقتتال المذهبي بشكلٍ او بآخر ، وهنا علينا التأكيد على عدة نقاط واقعيّة أساسية وهي:
_ الحربُ الوحشيّة التي نراها في غزّة ليست حربُ الساعة بل مُهّدَ وجُهز لها داخل مخطط مدروس الأبعاد بالنسبة لدولة الاحتلال وداعميها العرب قبلَ داعميها من دولٍ أخرى ، وهنا نستطيعُ القول أنّ افلاس الكيان اللبناني و تفجير المرفأ وحرائق الأراضي المزروعة و التناحرات التي تظهر هنا وهناك والاغتيالات السابقة والقادمة ماهي الا جزء من مخطط الاحتلال لجزِّ لبنان في ماهوَ عليه الآن من انهيار اقتصادي تماما كما حدثَ في الماضي قبيلَ الاجتياح للكيان اللبناني ، هناكَ كانت احدى هزائم اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يهزم حينما قُتِلت غطرستهُ امام عدّة رصاصاتٍ خرجت كالصاعقة لتُطيحً بعددٍ من ضباط وجنودِ الاحتلال ،كما هي عادةُ الاحتلال تأتي ردوده في غايّة الوحشيّة لترهبَ الكيانات الاخرى كي تبتعد عن ساحة المواجهة ، هذهِ هي وسائل الاحتلال محاولات الترهيب أو الترغيب بوهم السلام وهذه ايضا ضمنَ مخطط الاحتلال لاتمام مشروعه التوسعي على حسابِ ارضِ وشعب سورية، لذلكَ دَسَّ الاحتلال رجالهُ و اتباعهُ لدخول صفوف الشعوب واشعال الحروب الداخلية بحجّة الثورة واستبداد الانظمة وهذا ما ماكانَ واضحاً في العراق ثمّ مصر ومن ثمّ الكيان الشامي بهدفِ تشكيل الانسان وصياغته صياغة تسّهل على الاحتلال تحقيق اهدافه داخلَ تلكَ الكيانات ، حينَ يحاصر الاحتلال الشعوب بالانهيار الاقتصادي ويحاول مع اتباعه هدرَ ثروة الكيانات والسيطرة عليها كسوقٍ استهلاكية لشلِّ حركة الاقتصاد ثمّ يكملُ الاحتلال بأساليبه القذرة ويحرق الأرضي المزروعة وخاصّةً القمح لمنع أي كيان من قدرة الاكتفاء الذاتي تصبحُ قدرتهُ اكبر على السيطرة والتحكم في مصير الشعوب وما هذا الا لتحقيق اطماعه التوسعيّة وهوَ يتلذذ بالصمت العربي والعالمي ، لكنّ الحواجز التي منعتهُ في الماضي والتي تمنعهُ الان وسوفَ تمنعهُ غداً هي القضبة القومية التي لم يستطع السطيرة عليها لانها فكر وايمان تتمثلَ في عقيدة تسكن القلب وتملكُ الجسد ، علماً انَ الفكر القومي ليسَ احزاباً أو اشخاص بل هو أفعالٌ في خضمِّ المعارك تستطيع ان تحجم غطرسة الاحتلال في الوقت المناسب ، لهذا لم تستطيع المحاولات في تقسيم الرأي الحزبي تقسيمَ الامان الحقيقي بحق الشعب السوري بأرضه وحماية ارضه، وبما أنّ قضيّة غزة ليست قضية الصدفة وليست قضية عربيّة بل هي قضية قوميّة في الصميم يصبح الحل بانتصار قضية سورية ووحدة شعبها وبما أنّ المقاومة ولدت في المهدِ القومي سوفَ تستمر بالارادة القوميّة وايّ انتصارٍ لأي حركةٍ مقاومة هوَ انتصار قومي بحت لأنّ المقاومة لا تنتصر الا بفكرٍ يؤهل لها سبلَ النجاح وهوِ الفكر السوري القومي المطلق ، فأي أعتداءٍ على فلسطين، لبنان أو سوريّا يعتبر اعتداءً مباشرًا على السوريّة القوميّة، الت تعتبر بمثابة الحاجز القوي الذي يقف في وجه الأطماع الاستعماريّة.….. يتبع