“الكيان بأكمله يعاني من صدمة”.. هيئة البث الرسمية: عشرات الآلاف تعرضوا لمأساة منذ بداية الحرب

قالت هيئة البث العبرية، الأحد 14 يناير/كانون الثاني 2024، إن البلد بأكمله “يعاني من صدمة وطنية”، على خلفية عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية رداً على الاعتداءات المتكررة للاحتلال بحق الفلسطينيين والمقدسات، وبداية العدوان الإسرائيلي على غزة.

هيئة البث الرسمية للاحتلال نقلت عن جمعية الإسعافات الأولية العقلية، أنها تلقت أكثر من 100 ألف طلب مساعدة نفسية منذ بداية الحرب، وقالت إن عشرات آلاف الإسرائيليين lتعرضوا لمأساة شخصية والبلد بأكمله يعاني من صدمة وطنية”.

الأرقام التي كشفتها هيئة البث الرسمية تأتي بعد أيام من رسالة تحذيرية، من منتدى مديري مستشفيات الأمراض النفسية، دعوا فيها مراقب الدولة إلى إعلان حالة الطوارئ، وحذَّر المنتدى من ارتفاع عدد حالات الإصابة بالأمراض العقلية والانتحار في صفوف المستوطنين، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” قالت إنه بعد يوم من إعلان وزارة الصحة عن أسرّة إضافية في المستشفيات وأسرة للأمراض النفسية، أرسل عشرة مديرين لمستشفيات الصحة العقلية رسالة غير عادية إلى مراقب الدولة وطالبوه بإعلان “حالة الطوارئ”.

تشير الصحيفة إلى أنه تم إرسال الرسالة بعد سنوات من الادعاءات بالإهمال الشديد ونقص الميزانية والنقص الشديد في العاملين بمراكز الصحة العقلية، وهو الأمر الذي قد يتفاقم في أعقاب الحرب بغزة. وسبق أن فكر مديرو المستشفيات في الاستقالة، لكنهم تراجعوا عن قرارهم في النهاية.

تفاقم المعاناة بسبب العدوان على غزة

بينما أعلن جيش الاحتلال عن إطلاق برنامج لمساعدة الجنود الإسرائيليين الذين يعانون من الاضطرابات النفسية بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن هذا البرنامج يهدف بالأساس إلى التعامل مع الميول الانتحارية للجنود.

الصحيفة نقلت عن مسؤولين قولهم في تقرير نشرته الأحد 24 ديسمبر/كانون الأول 2023، إنه سيتم تشكيل فرق من ممرضين وأطباء نفسيين، يستطيعون التعامل مع الميول الانتحارية من أجل إجراء تقييم للجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية.

كما تابعت الصحيفة أن العدوان الإسرائيلي على غزة يفرض ثمناً باهظاً لا يطاق في الأرواح، والإصابات الجسدية، والاضطرابات النفسية، خصوصاً بين المعاقين من الجنود، وسط اتهامات للحكومة بالتخلي عنهم.

فيما أشارت إلى أن البرنامج الجديد سيبدأ أعماله في فبراير/شباط المقبل، وسيشمل جنود جيش الاحتلال الذين يتلقون العلاج من حروب الكيان السابقة على غزة، ويزيد عددهم على 13500 جندي.

بينما لفتت الصحيفة إلى أن 2800 جندي دخلوا إلى قائمة إعادة التأهيل النفسي منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، بينهم 3% يعانون من حالة خطيرة، و18% من مشاكل عقلية بسبب “إجهاد ما بعد الصدمة”.

كما نقلت عن رئيسة وحدة الخدمة الاجتماعية في قسم إعادة التأهيل بوزارة الحرب، نوا روفا، قولها إن هنالك من يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة، الذين يتصلون بمشرفيهم، أو أفراد أسرهم، طلباً للإغاثة، قائلةً إنه لا يوجد حل لهذه المشكلة حالياً، مؤكدةً أن الأعداد سوف تتضاعف خلال عامين.

تابعت: “عندما يكون لديّ جندي معاق يخبرني بأنه في محنة وقرر الذهاب إلى الغابة، أو عزل نفسه، وأن لديه أفكاراً سيئة، ويفكر في إيذاء نفسه، الشيء الوحيد الذي نفعله هو إخبار الشرطة. وفي كثير من الأحيان يؤدي استدعاء الشرطة إلى تفاقم الوضع”.