اليوم يكشف الستار عن البروباغندا الإعلامية للاستراتيجيات والسياسات والتحالفات الدولية لمعظم حكومات العالم، والأقنعة تسقط عن الجميع فيظهر الكل بصورته الحقيقية، اليوم بات المشهد واضحًا وعلانيًا، بمحورين أحدهما أبناء العم سام وعروتهم الوثيقة “إسرائيل” وعملاؤهم الذين تربطهم بهم وحدة المصالح في بقاء إسرائيل في فلسطين وإشعال المنطقة وإبقائها على صفيح ساخن، والآخر محور المقاومة والكفاح القومي وأبناء الحق والصلابة.
الكل يكشف أوراقه علّها اللعبة الأخيرة ويلعب “الكرت” الأخير، محور المقاومة يضع إسرائيل بين فكَي كمّاشة وتنهال الضربات عليها في وحدة الساحات بمشهد يعلن الانتصار والخلاص، أميركا تحاول إنقاذ ما تبقّى منها في المنطقة وتتخبط لتنقذ ريبتها، وتلتف على المجتمع الدولي والعالم وترقع مظلة الشعارات.
فيما أدرك العالم ووعى من كبوته للهيمنة المذلة التي تمارسها واشنطن على المجتمع الدولي وحكومات الشعوب، وما حضّره المطبخ الأميركي للعالم العربي من ربيع عبري، انقلب عليها بفجر نهضة من خلال محور المقاومة.
طوفان الأقصى في غزة، ضربات المقاومة في جنوب لبنان، صواريخ العراق على القواعد الأميركية والكيان الصهيوني، القيادة الثورية في اليمن والمبادرة التي قامت بها لنصرة غزة، بإطلاق مسيّراتها وصواريخها على مواقع عدّة في الكيان الصهيوني، وفرض سيطرتها على الممرات المائية واستهدافها للسفن الإسرائيلية وبقية السفن المحمّلة بالمساعدات والإمدادات للكيان، بهدف التخفيف عن الشعب الفلسطيني، وضرب وإنهاك الاقتصاد في الكيان وحصاره.
فما جاء العدوان الأميركي البريطاني من قواعد غربية وعربية لليمن إلّا ردًّا على الدور القومي ووحدة الساحات للمقاومة، ومحاولة إنقاذ لهيبتها في المنطقة، وسيطرتها على البحر الأحمر بعد رفض القيادة اليمنية لعسكرة البحر الأحمر من قبل القوات الأطلسية، وضرب ما يسمى بتحالف الازدهار.
لقد مارس هذا الشعب القومي دوره ويؤكد على رد الصاع صاعين، في حين أنّ بعض الحكومات العربية التي يرتفع صوتها عاليًا في الإعلام وعلى المنابر منددًا بجرائم إسرائيل مسايرة لشعبها، تُتخذ القرارات من داخل تلك الحكومات لتأمين مصالح الكيان السرطاني فتفتح موانئها وأسواقها وتسخّر قواعدها العسكرية والاستخباراتية للنيل من المقاومة، وتتصدى لصواريخ المقاومة وتسهّل عبور الصواريخ الأميركية.
وما تفعله أميركا وحلفاؤها لن يشتت انتباه العالم عن محكمة العدل الدولية والدعوة التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل لارتكابها جريمة الإبادة الجماعية، فجاءت المرافعة قانونية حقوقية إنسانية أخلاقية في الوقت الذي تخلّت معظم دول العالم العربي عن دورها واتجهت نحو الاستسلام والتطبيع على حساب كرامة شعوبها والدم الفلسطيني.
فكل الفخر والاعتزاز وتحية إكبار لأحفاد نلسون منديلا على مبادرتهم التي سيسجلها التاريخ الإنساني بأحرف من ذهب.
وما معنى إدانة العدوان الأميركي على اليمن، فالولايات المتحدة ساقطة أخلاقيًا وإنسانيًا منذ أن نشأت على أشلاء الشعب الأصلي ومارست ضده أبشع أنواع العنصرية والإبادة، وقد أدانها الزعيم أنطون سعاده بقوله: “سقوط الولايات المتحدة الأمريكية من عالم الإنسانية الأدبي”.