صبرًا وائل… فأنت غزّة وغزّة أنت

صبرًا وائل… فأنت غزّة وغزّة أنت

أيّ قلم هذا الذي سيكتب عنك يا وائل؟
ماذا نقول فيك؟ وأنت الذي يحمل وجعًا لرزحت تحته الجبال.
وائل، مقدّس هو ألمك، لأنّه ألم فلسطين كلّها.
وائل الدحدوح ليس حالة فريدة… وائل ليس الأب الوحيد الذي فقد فلذات كبده ورفيقة دربه.
لكنّ وائل هو من حمل صوته ليخبر العالم ما الذي يحصل لأباء وأبناء وأمّهات غزّة وفلسطين.
على وجه وائل المتألّم ترتسم خرائط فلسطين، شوارع غزّة المهجورة وأبنيتها المهدّمة، وألم أمهاتها وأبائها… وأمل بنصر قريب.
وائل هو من علينا، نحن الذين ما زلنا نحمل الإنسانيّة في قلوبنا، وضميرًا هامسًا في عقولنا، من علينا أن نحمل صورته، ونرفعها في وجه كلّ نظام متواطئ والصهاينة، في وجه كلّ إنسان صامت عمّا يحصل في الأرض المقدّسة، في وجه كلّ من اختار الحياد أمام مشاهد القتل، ليس لأنّه “وائل الدحدودح”، بل لأنّه صورة كلّ فلسطيني، صورة كلّ أب في فلسطين، وكلّ أمّ في فلسطين، وكلّ شاب في فلسطين، وكلّ طفل في فلسطين.
بل لأنّه صورة حيّة لغزّة ولفلسطين.
وائل بصمته، كما بصوته، كما بالحزن الساكن محيّاه، يصرخ عنّا في وجه عالم أعمى، ينصر الظالم من فوق أشلاء المظلوم.
لا تدعوا حزن وائل يذهب سدى، وائل الجبّار بحاجة لنا، لننصفه وننصف معه فلسطين التي ضحى بأغلى ما يملك من أجلها، هو ليس بحاجة لكلمات تعزيتنا بقدر ما هو بحاجة لأن نحمل صوته وصورته ووجعه لنفضح عبرها جرائم العدو الصهيوني، عدوّ الإنسانيّة، وعدوّ الطفولة، وعدوّ البشريّة جمعاء.

وائل هو صورة فلسطين بيننا، صورة غزّة المتألمّة الصابرة، غزّة الّتي لا يتعاطف معها إلّا كلّ صاحب ضمير وإنسان، ولا التّي لا يعاديها إلّا كلّ مجرم سفّاح.

وائل هو كلّ صحفي حمل صوت الحقّ، هو كلّ أب فقد أولاده من أجل أرضه وما زاده الأمر إلّا تمسّكًا بتراب بلاده وإيمانًا برحمة ربّه.

صبرًا يا وائل… يا من يستمدّ من غزّة جبروتها ويهبها صبرها… صبرًا يا وائل لأنّك غزّة وغزّة أنت.