يا مسيح الأمم

يا ابن ارض الحب وينبوع الحنان، يا ابن ارض الطهر والأيمان ومهد السائل السماوية والأديان، ايها الكنعاني الأرامي السوري الثائر على الكفر والطغيان، يا اول من انتفض وثار وحمل السوط ليطرد من الهيكل اولاد الأفاعي-أحفاد الشيطان ، ان العالم الذي بُعِثت لهدايته، ولتُرَسِّخ في نفوس شعوبه الحب والغفران والأيمان، قد ابعدوه تجار الهيكل عن تعاليمك الأنسانية الروحانية الحقة، ودفعوا به ليتأبط مفاهيم مادية دنيئة جاحدة لا تمت لقيمك وتعاليمك بِصِلة.
يا طفل المغارة وعظمة المجد الإلهي.
لقد وَهَبَتْ أمًّتَك للعالم الذي أنت مِن اوائل مَن أطلقوا فكرها الروحي الأنساني الخلاق، كل ما تقتضيه الشرائع السماوية من قيم الإيمان والمحبة والغفران، فكانت تعاليمك، وكانوا رُسُلك الذين طافوا العالم مُبشرين، فتلقفتها معظم الشعوب، ولكن اولاد الأفاعي-تجار الهيكل الذين طردهم وشردهم الرومان في كافة انحاء اوروبا سنة 66 قبل العد الميلادي بسبب إنطفائهم الروحي وانغلاقهم في قوالب متحجرة، كانو لنشر تعاليمك الروحانية المؤمنة المتسامحة في بلاد الغرب بالمرصاد، عبر قرون وقرون(رغم مجازر الغرب وكرهه لهم ولممارساتهم الخسيسة)، حتى تمكنوا منذ قرن ونيف، من بخ سمهم الزعاف بين الشعوب، بهرطقات شيطانية وهيمنة اقتصادية، واشاعات كاذبة وتعاليم مزيفة ومؤسسات وجمعيات شيطانية مكنتهم من الوصول والتشبث بمراكز القرار، وكان لهم ما ودّوا الحصول عليه، فتآلبت على أمتك مؤامرات الأنظمة الغربية الأستعمارية، وسرقوا الأرض التي وطأت، وبها ترعرعت، ونكلوا بأبنائك واحفادك ودمروا البشر والحجر، ولولا بطولات الشباب المؤمنين المتيقظين الساهرين على كرامة ما تبقى من وطنهم، لما بقي من فلسطين الا الذِكر.
يا مُخَلٍّص، ان ملامتنا كبيرة على الغرب الذي آمن بدعوتك، وجاهر بأقوالك وافعالك وممارساتك للمحبة والغفران، وزايد بالدعوة لحقوق الأنسان والمساواة، هو نفسه تخلى قياديوه (رغم مواقف شعوبهم المؤيدة للحق والعدالة) عن قيمهم، وساندوا الباطل وتوانوا عن مناصرة الحق وترسيخ حقوق الأنسان، مثبتين للعالم ان شعاراتهم لم تكن الا شعارات بطل ومراوغة؛ كل ذلك من اجل الحفاظ على مناصبهم، وخوفهم من الغضب الصهيو-أمريكي المتمسك بقرار مصيرهم.
فأذا آلمنا مواقف القادة الغربيين المتربصين دائما لوهننا وتقاعسنا لينقضوا علينا، ويزيدوا من جهلنا وتفككنا وتخاذلنا، فما عسانا نقول عندما نقف امام حقيقة التاريخ التي تؤكد ان فلسطين هي الخاصرة الجنوبية للأمة السورية، وان سوريا الطبيعية كانت دائما (جبهة العالم العربي وصدره وسيفه وترسه، وحامية الضاد ومصدر الأشعاع الفكري في العالم العربي كله)، ومع هذا تسارع معظم القادة العرب الخانعين المتسكعين الجبناء، لمساندة عدو الوجود وامتشاق خناجر غدرهم للطعن بأشرف وانزه وانبل قضية في تاريخ صراع الأمم على البقاء.
ايها الراعي الصالح، يا من ارتقيت لملكوت السماوات، لتمسح خطايا الأنسانية قاطبة، ابناء فلسطين ينادوك، وكل مؤمني العالم يوجهون الصلاة اليك، لتطرد من جديد هؤلاء الأصلال من ارض الحب والأيمان، فأرض القداسة لم تكن يوما مقرا للشياطين.

يا ملك المجد ، لن يعم الفرح هذا العام قلوب مؤمني العالم كما هو الحال كل عام، لأن الذين طردتهم بسوطك من الهيكل، هدموا بحقدهم وغلهم ومقتهم الكثير من المنازل والكنائس والمساجد واماكن العبادة، وادخلوا الحزن والألم إلى كل بيت، ولم يبقوا ولو القليل من ما يدخل البهجة بميلادك المجيد لقلوب المؤمنين.
يا الله، يا رب السماوات والأرض، بحق عصمة يسوع وطهره، احفظ لنا فلسطين وأبناء فلسطين، واحفظ لنا امتنا السورية التي انت مًن جعلها مهدا لرسالاتك السماوية وأنبيائك الملهمين ومنهلا للحضارات السماوية.
وكل عام وامتي والأنسانية جمعاء بخير.
وانتم بخير،
ن. ز. ابو واجب.
في: 2023/12/24