أيّها القوميّون: نحن لن نستسلم

يتساءل الجميع لماذا يتعرّض حزبنا لإشكاليات تنظيمية كل فترة من الزمن، وتتعرّض مؤسساته لخلل كبير في بنيتها، حيث يلجأ بعض من يدّعي الانتماء لفكر سعاده الى الاستقواء والاستعانة بأجهزة معينة تنتمي لدولة صديقة أو حليفة أو لتنظيمات نافذة، فتبدأ برامج ترهيب القوميين، ومن ثم ترغيبهم لتطويعهم ورضوخهم وقبولهم بالأمر المفعول والمخطط له، والمراد من خلاله حرف الحزب عن مساره الحقيقي والطبيعي لترويضه ووضعه في جعبة جهة ما مكبّلاً من دون دور أو هدف، فتتعطّل ماكينته وإنتاجيته ويبعد عنه المناضلون ليحل مكانهم حفنة من الانتهازيين والنفعيين والرجعيين.

أيُّها القوميون،
إن ما يسمى انشقاقاً، كما يدعي البعض، هو مفهوم باطل وبعيد كل البعد عن طبيعة مؤسساتنا. وإذا استعرضنا الخلل اللاحق بحزبنا في السنوات الماضية نجد أن أفراداً “نافذين”، تحكّموا من خلال نزعاتهم وأمراضهم وشبهاتهم بمصير القوميين ومؤسساتهم الحزبية وبمساعدة من منظومة نفوذ مالية وسياسية وامنية، أمّنت لهم الغطاء والوسائل البشعة ليصح بهم التشبيه بـ “القاتل المأجور” الذي ينفّذ برنامجه التدميري خدمة لأعداء وأخصام حزبنا ،
فيبدأ الفشل النابع من ضعاف النفوس والعقول يأخذ منا كل شيء لنضحي حزباً هرماً غير منتج وغير فاعل يحمل في طياته كثيراً من الأمراض والأشخاص الذين يشكلون عبئاً أمام أي تقدُّم أو تطور، وتكون تبعيتهم ومنطقهم وعقولهم نسخة عن مشغليهم واسيادهم.

أيها القوميون،
المؤمنون الصادقون ابناء الحياة والحق لا يرضخون لتلك المعادلات والشعارات الوهمية ولا لمنظومات فاسدة حاقدة لا تؤمن بحزبكم ولا بدوره ولا تفرح لتطوره وانتشاره وفعاليته.

فكما أرادنا سعاده وكما علمنا “نحن لسنا مستسلمين، نرى في الحياة متاعب ونرى أننا قادرون على حمل المتاعب والإنتصار عليها”. لذلك علينا مواجهة اي حالة شاذة وحماية حزبنا من داخله عبر طرد تلك الحالات وثنيها عن القيام بأي دور هدام ومحاربتها بوضوح تام ومن دون اية مواربة او مهادنة او حياد مشبوه، لننفض عنا غبارهم الملوث والمميت ولنقضي على تلك النماذج لاننا “نبني انفسنا زحفاً وقتالاً في سبيل قضية امة لا قضية اشخاص”.

نسور الزوبعة