انطلقت اليوم باكورة نشاطات مديرية الجامعة اللبنانية في الحزب السوري القومي الاجتماعي، بحضور عضو المجلس الأعلى الأمينة كوكب معلوف عميدة الثقافة والفنون الجميلة الرفيقة فاتن المر وعميد التربية والشباب الرفيق جاد ملكي، وكيل عميد الإذاعة الرفيق مكرم عريضي، وعدد من القوميين والمواطنين والأصدقاء.
وكانت محاضرةً تحت عنوان “تاريخ الحركة الطلابية في الجامعة اللبنانية” للدكتورة وفاء نون من كلية العلوم، حيث أجادت حبكها وطرائق عرضها، عبر خطٍ زمنيٍ شاملٍ تمكنت من خلاله من الإحاطة والتمكّن، دون إغفالٍ لأي تفصيل ٍ أو تحديد، بدءاً بأسباب التأسيس ببزوغ فجر الوجدان الوطني لدى عددٍ من الطلاب الذين طالبوا بإنشاء جامعة لبنانيةٍ إزاء الجامعات الخاصة القائمة حينذاك، حيث عمدوا الى التظاهر والاعتصامات والإضرابات، وما كان سقوط الطالب فرج الله حنين شهيداً العام 1951 على أيدي رجال الأمن، إلا الشرارة الأولى في ملحمة تلك المرحلة المفصلية من تاريخ تأسيس الجامعة اللبنانية، حيث لعبت الأحزاب الوطنية (اليسار تحديداً) دوراً ريادياً نهضوياً بامتياز، ولا يغيبنّ عمّا أشارت إليه الدكتورة نون، وهو المعارضة الشديدة التي قادتها بعض الجامعات الخاصة منعاً وتهشيماً لهذا المطلب الوطني الجامع، بخلفية عقلية الفرنسة والأمركة، فكانت معركة تثبيت هوية الجامعة في وجه أدوات المستعمر ثقافياً وأكاديمياً، ثم أطرقت الدكتورة نون في عرضٍ متكاملٍ لباقي المراحل وفقاً التالي:
– فضل الحركة الطلابية، مدعومة من الحركة النقابية وأساتذة المدارس الرسمية، في تأسيس الجامعة اللبنانية ودعم قضاياها وقضايا أساتذتها.
– نشوء كلية الحقوق بفعل نضالات الطلاب رغم معارضة السلطة والجامعات الخاصة ونقابة المحامين في حينها.
– الدور المؤسساتي الإيجابي خلال الحقبة الشهابية في نهوض التعليم الرسمي والجامعة اللبنانية (تشريعات وقوانين لاستكمال البناء الجامعي).
-الدور المحوري للطلاب مدعوماً من قبل الأساتذة بتأسيس الحرم الجامعي – الحدث وبالمشاركة في القرار الجامعي عبر ممثلين عن الإتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية في مجلس الجامعة.
– مرحلة الحرب الأهلية 1975 وما تلاها من تقسيم للجامعة عبر تفريعها في المناطق (طائفياً وحزبياً) وضرب الحركة الطلابية عبر حل الإتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية في العام 1977؛ وكذلك عبر استباحة الإستقلالية الإدارية والمالية في العام 1977 وحتى الأكاديمية في العام 1997.
– مرحلة “تهجير الكفاءات” عبر توجيه الطلاب إلى اختصاصات محددة مطلوبة في بلدان الخليج مثل إدارة الأعمال والسياحة وغيرها.
– استيلاء السلطة على قرار الجامعة عبر مجلس الوزراء من خلال مصادرة الصلاحيات الأكاديمية لمجلس الجامعة، ومن خلال إسقاط هويةٍ مذهبيةٍ في شخص رئيسها عبر الإتفاق الذي حصل بين رئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء في العام 1997؛ مما مهد لمحاصصة أحزاب السلطة للمواقع الإدارية والأكاديمية وحتى النقابية في الجامعة.
-الحركات الطلابية الفاعلة من خلال النوادي المتعددة للمطالبة بالحقوق الطلابية، ومواجهة الهيمنة الداخلية في مجالس الطلاب والفروع المتمثلة بالأحزاب الدينية والمذهبية وأحزاب السلطة.
-التجربة الشخصية للدكتورة نون منذ العام 2009 ومواكبتها المباشرة لنشاطات تلك النوادي (الجبهة الطلابية، نادي سما، نادي نبض الشباب، مجموعة الجامعة الحدث، سيغما، راديكال، … وصولا إلى تكتل طلاب الجامعة اللبنانية وانتهاءً بالإتحاد الطلابي العام)، وكذلك لتفاعل النوادي مع حركة الشارع (تحركات هيئات التنسيق النقابية، حملة طلعة ريحتكم، حركة الأساتذة في الجامعة اللبنانية في أيار ال 2019 وصولا إلى انتفاضة 17 تشرين) معرجة على أبرز المحطات والشعارات التي رفعتها الحركة الطلابية وعلاقتها بالحركة الطلابية في الجامعات الخاصة.
وختاماً، نوّهت الدكتورة نون بنادي “الجيل الجديد” الذي انشأه القوميون الاجتماغيون في الجامعة اللّبنانية معتبرةً أنه يحمل قضية وطنٍ بطروحاته، وليس جامعة فحسب.
إن مديرية الجامعة اللّبنانية، إذ تتقدم من الدكتورة وفاء نون بخالص الشكر والتقدير ،على مشاركتها القيمة ، وتعد الطلاب أن تستمر وفقاً لأهدافها التي أطلقها ، نحو وطنٍ وجامعة تليق بنا جميعاً.