الدول الغربية كافة منذ قرون عدة تستهدف السطو على خيارات الأمة ومواردها وتثقف الفعل السياسي فيها على بناء الإقتصاد وقوته تعتمد على سرقة موارد الأمم والشعوب وليس على ثقافة التعاون الصناعي الإنتاجي والتجاري الحر بين الأمم وعلى مر العصور الماضية ظهرت امبراطوريات واندثرت امبراطوريات إلى ان برزت بعد الحرب العالمية الأولى دولة جديدة قوية ومقتدرة اسمها الولايات المتحدة الأمريكية.
في البداية بدأت هذه الدولة الجديدة ان تشارك الغرب الإستعماري في تقاسم الأمم إلى أن اصبحت زعيمة هذا العالم المستعمر وجعلت من ذلك الغرب شريكًا لها وقت الحاجة والضرورة ” قابل ذلك الدولة القومية في ذلك الوقت الإتحاد السوفياتي ولكن ما عمر كثيرًا لقد تفكك في الربع الأخير من القرن العشرين “. ومن اهداف المستعمر الجديد والقديم والمألف من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب و اليهود في منطقتنا:
- تمزيق وتقسيم أمم المنطقة وتهجير ابنائها وغزو ثقافتها وجعلها متحاربةً ومتخاصمةً مع بعض.
- إقامة الوعد التوارتي ” لك ولذريتك ارث الأرض” في بلدنا وشعار ” ارض اسرائيل من الفرات إلى النيل “
- قتل وإبادة شعبنا ابتداءً من الجنوب السوري فلسطين كنقطة ارتكاز لتوسع إلى كامل الأرض السورية.
ما يرتب على ذلك انهاء الكيانات الأخرى المحيطة بها وتفتيتها وجعلها شرانق ضعيفة مرتبطة بالمشروع الأمريكي الغربي اليهودي.
العمل على إنهاء القوة الشعبية الرافضة للهيمنة الغربية اليهودية واستبدالها بقوى حزبية انشأتها هي لتكون عضد لها.
العمل على سحق ارادة الحياة في شعبنا وشعوب المنطقة ، الإنتماء للأرض وبالتالي الإنتماء لإنتماءات موهمة.
كل هذا للوصول بسهولة إلى السيطرة على الموارد الطبيعية والإقتصادية في منطقتنا وتقاسمها في بينهم.
منع وصول روسيا إلى ما اصطلح عليه المياه الدافئة وتاليًا قطع الحلم الصيني في بناء طريق الحرير الحديث.
هذه ابرز اهداف وخطط العدو الأمريكي الغربي اليهودي.
ما هي أهداف ابناء شعبنا الرافض الهيمنة الأمريكية الغربية اليهودية وأبناء الشعوب الأخرى في المنطقة؟
في البداية: - الحرية، حرية الشعب في ممارسة حقوقه السياسية والمدنية.
- الإستقلال وجلاء الجيوش الأجنبية عن ارضه وعدم التابعية لأي من دول العدو الأميركي الغربي اليهودي وبالتالي طرد الإحتلال من ارضنا.
- السيادة على الأرض ومواردها والثبات في الوطن وعدم التفريط بالحقوق القومية والوطنية مع حفظ الثروات والموارد والتمتع بها.
- إقامة نظام يحفظ حقوقنا القومية والوطنية في وطنٍ تنتصر به العدالة والعدالة الإجتماعية.
هذه طبيعة الصراع القائم منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى بين ابناء منطقتنا والعدو الإستعماري المجرم القاتل المتمثل في تحالف امريكا والغرب واليهود وغيرهم في المنطقة.
وإذا اجرينا جردة حساب بما حققه هذا العدو الإستعماري الغربي اليهودي والممتلك افتك انواع الأسلحة الفتاكة وما حققته إدارة شعوب المنطقة المتسلحة بإرادة الحياة والنفوس التي لا تقبل الذل بل تأبى ان لا تكون حياتها إلا وقفات عز وحياة كما يليق بالأحرار.
أولاً أجبرت شعوبنا في المنطقة من طرد العدو الغربي المحتل من أرضنا لقد طردوا من مصر الإنكليز وطرد الفرنسي من الجزائر بمليون شهيد وطرد المحتل من ليبيا وطرد شعبنا المحتل الفرنسي من لبنان والشام وطرد الإنكليز من العراق والأردن وذلك بقوة ارادة الرفض الشعبي وبقوة استنزافهم عسكريا وطردوا من كل ارضٍ احتلوها كي لا تعود. وبهذا تأكدت مقولة أن لا بد من انتصار إرادة الحياة والحق والحقيقة الإنسانية وأن الأوطان لشعوبها وليس لمحتلها.
ولكن العدو الأمريكي الغربي تحصن في الجنوب السوري فلسطين وزرع شذاذ الأفاق اليهود في فلسطين ووضعوا نصب اعيونهم إقامة ” اسرائيل من الفرات إلى النيل ” اسقط شعبنا هذا المقولة وحققت الشام ومصر والدول الداعمة لها مع قوى الشعبية المقوامة سحق هذا الحلم الإستعماري. وهذه أول معركة بيننا وبين العدو وننتصر بها وكسر الحلم فاستبدلوا مشروع إقامة ” اسرائيل الكبرى ” في إقامة انظمة سياسية تابعة لها في محيط فلسطين المحتلة.
بعد وفاة الرئيس عبد الناصر نصبوا على مصر عميلهم السادات وسارع مع ملك الأردن انهاء الحرب مع المشروع الأميركي الغربي اليهودي صحيح قد فازوا في هذا الرهان رسميا ولكن الشعب بقي مقاومًا في غالبيته في الأردن ومصر للمشروع الأميركي وحلافائه.
أما مشروعهم في إقتلاع أهلنا من الجنوب السوري فلسطين وإقامة ” دولة يهودية خالصة على جثث أهلينا كذلك فشل وهذه المقاومة في غزة شاهدة على ذلك وهذه مجموعة عرين الأسود ومعها كل فلسطيني في الضفة مثال نادر للتثبيت بالأرض والحياة عليها حياة عز.
أما في الشام حالوا سنة 1982 طلب النظام واستبداله بنظام عميل لهم ولكن الأسد سحقهم بقوة استجابةً لنصرة القومية. واعادوا المحاولة سنة 2001 فقد نجح المشروع الأمريكي الغربي اليهودي في قتل أطفالنا ونسائنا وعطلوا الإقتصاد ودمروا قرى ومدنً ولكن بقيت إرادة الحرية وانتصرت في شعبنا إرادة القتال وانتصرنا وهزم مشروع الإستعمار وهذه الشام تستعيد عافيتها.
في لبنان فجروا الحرب الأهلية سنة 1975 لجعل لبنان تابع لهم أو إقامة كانتون لهم. وانتصر الإرادة الرافضة للعدو ولم يستطيع العدو الأمريكي الغربي اليهودي من النيل من الإرادة الوطنية والقومية، واعادوا المحاولة في سنة 1982 واحتلوا العاصمة ولكن الشعب شكل المقاومة واستطاعت ارادة الشعب على سحق المشروع الأمريكي الغربي اليهودي ويعود فضل قتل رأس المشروع للأمين حبيب الشرتوني وتدحرجت هزائمهم إلى أن اخلوا الأمريكان والفرنسيين بلادنا تحت ضربات المقاومة الشعبية وعاد اليهودي إلى قاعدته العسكرية في فلسطين المغتصبة وعاودوا الهجوم على الجبهة الوطنية سنة 2006 ولقد سحقت المقاومة هذه المشروع الأمريكي اليهودي وعنوان الشرق الأوسط الجديد تحت أقدام المقاوميين ولا ننسى هزيمتهم سنة 2000 وكيف كانوا اذلاء.
ابدلوا خططهم العسكرية بخطط تفكك المجتمع من الداخل وظفوا المال وأنشؤوا الجمعيات ونشروا ثقافات تافه عن ثقافة شعبنا ودعموا الأحزاب الموالية لهم في كيانات الأمة لإضعاف القوى المقاومة والرافضة للهيمنة الأميريكة الغربية اليهودية وما سمي بالربيع العربي ورأينا كيف سحقهم وعي الشعب وكيف ارتفعت بيارق المقاومة في كل الكيانات وكيف ترنح المشروع الإستعماري.
احتلوا العراق وحرر العراقيين العراق واذلوا العدو وما زالوا في معركة التحرير.
عملوا طويلاً لعدم وصول روسيا إلى المياه الدافئة وهذه روسيا اليوم في قاعدة حميم في الشام وهذه الصين بدأت تمهد لشق طريق الحرير أما استعادة ايران إلى المحور الأميركي المجرم فالشعب الإيراني التف حول قيادته وبنى دولته المستقلة وصارت ايران اليوم رأس المقاومة للعدو الأمريكي الغربي اليهودي على المنطقة وتحولت من دولة مستهلكة إلى دولة منتجة وقادرة على التصدير والتقدم بقوة.
ونتيجة الوعي الشعبي في المنطقة لم يعد العدو مستفرد في خيرات وموارد بعض البلدان صار الحصة الكبرى إلى هذه البلدان.
أما التطبيع لن اتحدث عنه لأني اشك أن يبقى هذا الكيان قويا كي يطبع معه احد. مع العلم كل شعوب العالم العربي بعد 7 تشرين الأول تحرك وجدانها وطالبت حكامها انهاء الإعتراف ومحاولة التطبيع.
بهذه الجردة نجد اللكم الهائل من الإنتصارات التي حققها ويحققها شعبنا وشعوب المنطقة على مدى مئة عام واكثر فالتخرس افواه السلم والإنهزام امام صور المقاومة والحق.
الكلفة كبيرة نعم كانت الكلفة كبيرة وهل الحرية والسيادة غير مكلفة والتاريخ يخبرنا أن كل شعوب الأرض دفعت ثمن حرياتها آلاف الشهداء واطنان من الذهب.
في الخلاصة السياق النضالي في حركة شعبنا هو سياق انتصار وتقدم نحو الحرية والتحرير والسيادة التامة والإستقال التام ولو كان هذا السياق احيانًا بوتيرة بطيئة ولو تعثر في حقبات معينة ولكن قيم الحرية والفداء والتضحية والمقاومة ظهرت لكل العالم انها عميقة في وجداننا القومي وانتصارها الناجز آتٍ لا محال وهذا هو النموذج في غزة وجنين وحولا ويارين وبيت لحم والجولان ودمشق وحلب وبغداد والموصل وعمان والزرقاء والكويت خير دليل. لذلك علينا ان لا نعد الشهداء وان لا نعد العمارات المهدومة وان لا نعد اساطيل المحتل الامريكي الغربي اليهودي وان لا نعد الحشود التي حشدت من كل حدب وصوب بل علينا أن نتعظ من ذلك الشبل الذي يحمل اخاه الشبل ليدفنه ويصرخ صرخة مدوية صرخة البقاء والثبات والإنتصار.
ولا ننسى قول معلمنا : ” انكم ملاقون اعظم انتصار لأعظم صبر بالتاريخ ” .