نحن اليوم وسط أزمة دولة وأزمة سيادة ابتدأت منذ القرن الماضي حتى وصلت أوجّها في تاريخنا هذا. وجود النفط في بلادنا ليس أمراً مستجداً بل هو معلومٌ منذ الخمسينيات.
لقد تعرّضت بلادنا لحروب عدة منها الداخلية الأهلية واشدّها ألماً تلك الطائفية ومنها الخارجية اليهودية ومنها الأقتصادية الأقليمية وغيرها فدُمّرت مدننا وقرانا وبناها التحتيّة وأُعيد إعمارها فكانت استثمارات مُربحة للمتعهدين وأربابهم من رجال السياسة الكرام!! أمّا الأهم هو بيروت وإعمار بيروت “الداون تاون” البرجوازية لأهل المال والطبقة الغنية التي جمعت ثرواتها على حسابنا عبر تعهدات وقروض وغيرها من الأساليب التي لا تقل همجيةً وقبحاً عن الحروب الاسرائيلية ومجازرها!!
يمنّنونا دائماً أن فلان عمّر بيروت وأرادها سويسرا الشرق!! عذراً حضراتكم… بيروت عُمّرت بأموالنا المسروقة وبديون سنبقى ندفع فوائدها الى ابد الآبدين من جوعنا ووجعنا وأمعاء أولادنا الخاوية ومن دور التعليم التي باتت خالية من أدنى مقوّمات الاستمرار وعلى وشك أن تنهار وتنهار معها الأجيال وينهار المجتمع!!
من قال لكم أننا نريد بيروت سويسرا الشرق؟؟
كانت بيروت جميلة بتواضع بنيانها وجمال مظهرها وطيبة أبنائها… بيروت الفن…فيروز ووديع الصافي
بيروت المقاومة…خالد علوان وكل الشهداء المقاومين
بيروت الفكر والثقافة والأدب
بيروت منارة الشرق وملتقى الشعوب
مما كانت تشكي بيروت؟؟
ماذا لو استُثمر ذلك المال حينها لتأسيس شركة واحدة مؤهلة لاستخراج النفط واعتاشت منها نسبة لا يستهان بها من اليد العاملة واستخدمنا أرباحها لسد العجز والدين وازدهر اقتصادنا وأصبحنا منتجين بدل أن نكون مستهلكين فقط؟؟
لكنّا اليوم من أغنى الدول بدل أن نكون مديونين ومنهوبين وأرضنا مباحة للاعتداءات وسيادتنا منتهكة!!
انهم لا يريدوننا أن ننهض ولا يريدون ان تقوم لنا قائمة. لقد تآمروا علينا جميعهم، كل من توالى على السلطة… وأفرغوا البلاد من الأدمغة والموارد البشرية ومن كل مقومات الحياة العزيزة والكريمة. وها هم اليوم خانعين مستسلمين ينظرون الى نفطنا يُنهب ويُسرق دون تحريك ساكن. يا خجل التاريخ من عاركم وذلّكم… لم يعد لدينا أدنى شك أنّكم كلكم شركاء في المؤامرة وكلكم متواطئون مع اعدائنا وكلكم أردتم لنا هذا بأنانيتكم وعشقكم لمصالحكم الشخصية الدنيئة… بطائفيتكم القبيحة بسياساتكم الخسيسة بنظامكم العفن!!
قال سعاده “ان اقتتالكم على السماء افقدكم الأرض والسماء معاً” واليوم نضيف أن اقتتالكم على جيوبكم ومنافعكم الشخصية أفقدكم انسانيتكم وأفقدنا ثرواتنا وجعلنا أمّة ضحكت من عارها الأمم!!