اليوم العالمي لصحة القلب

يصادف كل سنة، في التاسع والعشرين من أيلول، اليوم العالمي لصحة القلب، وقد خصّص هذا اليوم للتوعية بهدف الوقاية من أمراض القلب والشرايين.

يقول طبيب القلب ناجي ابي راشد، إن “أمراض القلب والشرايين لا تزال الى اليوم حتى بعدما تقدَم طب القلب، كالأدوية، الطب التدخلي، سبل العلاج، العمليات الجراحية.. المرض الأكثر انتشارًا في العالم، والأكثر خطورة لأن هذه الأمراض لا زالت تقتل حوالي 19 مليون شخص سنويًا وتترك 35 مليون آخرين يعانون من عوارض متفاوتة الحدّة والخطورة”.

ويعلن :”في لبنان، يعاني 15% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم فوق الأربعين عامًا من أمراض القلب والشرايين، أما حالات الوفاة بسبب هذه الأمراض فتصل نسبتها بين هؤلاء إلى 38%، الأمر لا يختلف كثيرًا في باقي دول العالم، لكن ما لوحظ أنّ نسبة الوفيات ترتفع في البلاد ذات الدخل المتوسط والسبب الأول في ذلك هو غياب التّوعية”.

ويضيف أبي راشد أنّ “عوامل عدّة تؤدي للإصابة بهذه الامراض منها العوامل الطبية كارتفاع ضغط الدم ( فوق ال 140) خاصّة عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض كالسكري ومشاكل في الكلى ومن يملكون مشكلة سابقة في القلب والشرايين كما وارتفاع نسبة الكولستيرول والدهنيات التي تتجمع داخل الشرايين وتسبب انسدادها وهذه العوامل يمكن السيطرة بشكل كبير عليها من خلال النظام الغذائي الملائم والوقاية.

ويتابع: “هنالك كذلك العامل الوراثي والعمر، وهنا يصعب علاج أمراض القلب، فكلما تقدم الشخص بالعمر كلما تعرضت شرايينه للتقلص والانسداد وحتى اليوم فشل الطب في التعامل مع هذه الحالات وتجدر الإشارة أنّ الذكور أكثر عرضة لهذا العامل إذا كان أحد أفراد عائلتهم يعاني من هذا النوع من الأمراض كما أنّ الذكور تحت الخمسين عام أكثر عرضة للإصابة بالذبحات القلبية من النساء”.

ويؤكد أن “لنمط الحياة دور أيضًا في الإصابة بالأمراض إذ أنّ التدخين وبكل انواعه وبالإضافة إلى أنه يسبب السرطان فهو أيضًا يسبب مشاكل في القلب بنسبة عالية، لكن الشيء الايجابي الوحيد انه بعد التوقف عن التدخين بعامين يخف احتمال حدوث جلطة بنسبة 50% وبعد خمس سنوات ينعدم الاحتمال نهائياً”.

ويضيف إلى كلّ ذلك أنّ “التعرّض للتوتر، والقلق، الضغط، إن كان بطريقة مزمنة او متكررة يرفع من معدّل هورموني الادرينالين والكورتيزول في الجسم فيهمل الإنسان نفسه نظرًا لشعوره بالقلق والتوتر طوال الوقت فيمتنع عن النوم ويدمن الكحول ظنًا منه بأنّها الحل لمشاكله وهذا غير محبذ للقلب الذي يفضل الحركة”.

كما أنّ “الخمول وقلة الحركة يسببان السمانة التي بدورها ترفع من احتمال الاصابة بالأمراض القلب
لذاك يفضّل أن تخصّص مئة وخمسين دقيقة في الاسبوع لممارسة الرياضة والمشي أي بمعدّل عشرين دقيقة في اليوم”.

أما لناحية الوقاية والعلاج “فيبدأ الأطباء بمراقبة حالة قلب الأشخاص فوق الأربعين عام ويخضعونهم للفحوصات على الأقل مرة في السنة لمتابعة حالتهم في حال لم تكن متقدمة أما في حال وجود عامل الوراثة فينصح أن تبدأ الفحوصات في عمر صغير”.

أما بالنسبة للجرحة القلبية، فيوضح أنها “ألم في الصدر وهذا الألم يرتفع الى منطقة الحنك وكف اليد اليسرى مع تنميل مفرط قوي وتعرق مفرط وألم شديد بين الجهتين ورأس المعدة ومن الممكن ان تبقى هذه العوارض مستمرة لمدة خمس عشرة دقيقة وفي العديد من المرات يصاب المريض بعارض واحد فقط فيجب الانتباه لهذا الأمر واستشارة الطبيب إن تكررت هذه العوارض كي لا يفقد الشخص حياته”.

سؤال: نسمع بأن الشخص اذا ما تعرض لجرحة قلبية يقوم بالسعال لينجو منها؟
جواب: “هذا الأمر يحدث في بعض الأحيان عندما يكون الألم قوي لدرجة أن يعاني المصاب عندها من انخفاض ضغط الدم او انخفاض نبض القلب فيقال بأنه إن سعل لن يفقد الوعي وسيعود الضغط للارتفاع”.
ويضيف:”لكن الأهم أن اي شخص قد يتعرض لعارض قلبي عليه أن يتصل بالصليب الاحمر او بالطبيب المعالج لكي ينتقل الى المستشفى لأ هذه حالة طارئة جدا وكل دقيقة ستحدث فارق وفي لبنان قرب المشافي يساهم في انقاذ حياة المصابين لسهولة الوصول إليها”.

وتيؤكد ابي راشد أن “الوقاية أفضل طريقة لتفادي أمراض القلب والشرايين الخطيرة والمميتة”.