محرّر شؤون فلسطين – تقرير
لم تكتفِ آلة القتل الصهيونية باغتيال الأبرياء برصاصها وقنابلها ودباباتها، وهي طبعًا، وكما اعتادت، تطارد جميع أهل الأرض دون أي تمييز.
الخميس الفائت، أُعلن عن استشهاد الطفل ريان سليمان، ابن السنوات السبع، بعد أن توقّف قلبه رعبًا إثر مطاردة جنود الاحتلال له.
القتلة يزعمون أنّ عدّة أطفال رموا الحجارة نحوهم أثناء عودتهم من مدرستهم في بيت لحم، فطاردوهم ودخلوا العمارة التي يقطنها ريان وأسرته، بحسب ما روى ابن عم الشهيد ووالده.
وبعد مقاومة والد ريان ومنع عساكر الإحتلال من اعتقال أطفاله الثلاث، لاحظ هؤلاء اختباء ريان فراحوا يطاردونه وهو الذي تمكن من الهروب منهم، لكن ما إن وصل إلى الطابق الأرضي حتى فاجأه جندي بالوقوف أمامه. صدمة الخوف كانت أكبر من أن يحتملها طفل في السابعة من عمره، فتوقف قلبه وسقط ليرتقي شهيدًا جديدًا على يد الصهاينة، ووقف جنديان اسرائيليان عند رأسه يتأملان ما يعتبر في قاموسهما انجاز وانتصار.
ريان نقل إلى المستشفى وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن تعامل مستشفى بيت جالا الحكومي مع حالة لطفل سقط من علو بعد أن توقف قلبه بسبب مطاردة جنود الاحتلال له، لتعلن بعدها عن استشهاده إذ فشلت كل محاولات الإنعاش.
اثنين وعشرون عامًا بالتمام تفصل بين استشهاد محمد الدرة الذي حاصره جنود الإحتلال ليرقى بين يدي والده وأمام عيون العالم وبين استشهاد ريان الذي طارده الجنود ليرتقي شهيدًا هو الآخر أمام ناظري والده، وما بين الشهيدين مئات الشهداء من أطفال ونساء ورجال والعالم مازال صامتًا والضمائر نائمة، وكل قطرة دم من هؤلاء خنجرًا يطعن ضمير العالم الذي يأبى حتى اللحظة انصاف صاحب الحق ومعاقبة المعتدي.