لضرورة إعادة تشكيل وعي النازحين لمنع حرف البوصلة

لضرورة إعادة تشكيل وعي النازحين لمنع حرف البوصلة

بعد تصاعد أعمال المقاومة في الضفة الغربية، والعمليات النوعية التي قام بها شعبنا في فلسطين ،حالة الاحتجاجات والاضطرابات التي اجتاحت الكيان اليهودي جراء اعمال المقاومة ،والاضرابات العسكرية وحالة الفوضى الامنية التي شهدها الكيان والتي طالت وجوده (كما صرح بعض قادة العدو انهم يواجهون أزمة وجود)، وفشل التسويات، وعمليات الضغط والتنكيل والتهجير، والاعتقالات لايقاف المقاومين في الضفة ،والتموضعات والتنسيقات الجديدة والجدية لمحور المقاومة، يلعب الكيان بورقة أخرى ومن خلفه امريكا وحلفائها وبعض السفارات، لاشعال الفتن والاقتتال بين الفصائل الفلسطينية في عين الحلوة لتحويلها لنموذج اخر من مخيم نهر البارد ،وبذلك يتحقق المزيد من توتير الاوضاع في لبنان، واضعاف المقاومة والتنسيق والتكامل في المحور وإلهائه بخلافات داخلية، لتأمين الراحة وبعض الوقت للكيان لرفع جهوزيته ولملمة شتات مجتمعه.
وما اقحام حزب الله فيما يجري من احداث عين الحلوة الا استهداف واضح لقوى المقاومة لصالح “اسرائيل”، وما يزيد من ريبة هذه الاشتباكات واهدافها هو التعميم الذي اصدرته السفارة السعودية وسفارات اخرى في بيروت بالطلب من رعاياها في لبنان سرعة المغادرة،وهو ما يثير تساؤلات كثيرة حول مغزى هذا الطلب ويضعها في دائرة الاتهام المباشر ، ناهيك عن اياديها التي لا تخفى عن اي احد في عملية تسليح ارهابيي المخيمات من جهة و تسهيل عمالة البعض من جهة اخرى.
لذلك على الايدي الخفية وأيا تكن،والتي تعمل لتأزيم الوضع وتصدير مزيد من الازمات سياسيا وأمنيا واقتصاديا وسياحيا ،خاصة ونحن في ذروة موسم السياحة،الكف وفسح المجال لسبل العلاج وبذل الجهود التي تسعى لها المقاومة في لبنان وكل محور المقاومة لانتاج حلول جادة وجذرية للعلاج.
فان لم تكن جميع الفصائل وقوى المقاومة تحت لواء وسلطة مصلحة المسألة الفلسطينية ،والوجهة الاساسية والمبدأ الوحيد الذي يقودهم هو التحرير والتحرير الكامل لارض فلسطين ،سنظل ندور 75عاما آخر في نفس الدوامة دون نتيجة، تحركنا اصابع المشروع كالدمى تشتت قوانا وأولوياتنا.
لذلك على الفلسطينين الاتفاق على ضرورة الخروج من كافة الازمات والخلافات التي تستغلها امريكا و”اسرائيل” لمصلحتها في فرض هيمنتها على المنطقة، وتصدير ازمات الكيان الداخلية التي تتفاقم مع مرور الوقت.
ولضمان عودة المسألة الفلسطينية إلى سياقها ومسارها الطبيعي ،لابد من تكامل قوى المقاومة والتنسيق والعمل على تفكيك الخلايا الارهابية التي تهدد أمن واستقرار لبنان ،والعمل ايضا على ادارة وقيادة فصائل المقاومة بشكل جاد واعدادهم بما يحقق وطنيتهم، وإعادة تشكيل وعي المهجرين الفلسطينين في المخيمات نحو عدوهم الوجودي الحقيقي وعدم حرف بوصلتهم وخطورة تصويب السلاح فيما بينهم ،ودمجهم بالعمل الجاد الذي يحول دون جعل تلك المخيمات بؤرا للفساد والتطرف والارهاب ، ومسرحا للفتن والاقتتال واستعراض السلاح والدم ،فالسلاح وجهته الوحيدة صدور الاعداء فقط.

رئيس المجلس الاعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الامين عامر التل