أقامت منفذية زحلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، احتفالاً بمناسبة الثامن من تموز، ذكرى استشهاد أنطون سعاده، حضره رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، عضوا المجلس الأعلى الأمين وسام قانصو والأمين إياد معلوف، رئيس المؤتمر القومي العام الأمين وليد زيتوني، عميد الإذاعة الرفيق لؤي زيتوني، عميدة الثقافة والفنون الجميلة الرفيقة فاتن المر، منفذ عام منفذية بعلبك الرفيق عبده الحسيني، منفذ عام منفذية زحلة الرفيق زياد معدراني، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبو حمدان، مسؤول العلاقات العامة في حزب الله الحاج علي شعيب، مسؤول حركة أمل الأخ علي دياب، مسؤول تيار المردة السيد غابي لبُّس، مسؤول التيار الوطني الحر الدكتور وليد كعدي، عضو القيادة القطرية لحزب البعث الأستاذ غسان نصار، مسؤول حركة فتح السيد عطا الأسعد، مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين السيد عبدالله كامل، مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السيد غازي الحاج، مسؤول سرايا المقاومة السيد رامي حمّورة يرافقه عدد من مسؤولي السرايا في منطقة البقاع، الدكتور ربيع عاصي، السفير غطاس الحكيم، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات مدينة زحلة والجوار، إضافة إلى عدد من المسؤولين الإداريين وحشد كبير من القوميين الاجتماعيين والمواطنين والأصدقاء.
عرّف الاحتفال الرفيق وسيم بدر، ورحّب بالحضور باسم المنفذية.
ثمّ ألقى الشاعر وائل ملاعب، قصيدة من وحي المناسبة.
وألقى النائب رامي أبو حمدان كلمة، قال فيها أنّنا لا ننعي زعيمنا، ولكن نحتفل بشهادته ونعزي أنفسنا بها، أن يكون الزعيم بعمر 45 عاماً قد ارتقى شهيداً، وخلفه هذا الحشد الكريم الذي نراه في مختلف الاستحقاقات، يوم يناديهم الواجب ليس بالأمر القليل، أن يقف الزعيم حرّاً ويتحدى كل تلك التحديات هو أمر استثنائي لشخصية استثنائية، ولذلك نقرأ نهجه في كل ما قال كأنها حِكم: “كلنا نموت ولكن قليلين منا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة”، فإنّنا نجد شخصية متفردة مجرّدة من أنانيتها، تفكر بالجماعة بعيداً من الأهداف الفردية التي يغرق فيها أغلب زعماء هذه الأيام، لقد وعى سعاده خطورة الأشياء، وتنبّه لها واستشرفها، ونحن نتفهم قيمتها جيداً ولو ان قيمتها أعلى من أن توصف، ورسم نهجاً سار عليه من جاء من بعده ومضوا عليه، وأنبت أحراراً في ظل كل ما مر به الحزب السوري القومي الاجتماعي، وسبب الاستمرار هو جدية ومصداقية ما رسمه هذا الشهيد.
وأضاف أبو حمدان أنّ المقاومة لا تقوم ولا تكون إلا بأهلها، والسلاح يحميه من يحمل نهجه، وليس كل سلاح يحمل أهدافاً سامية، وهذا المجتمع الدولي كاذب ولا يتوحد إلا ضدنا، وتطرق إلى ملف النازحين السوريين وكيف يستخدمه المجتمع الدولي وقوداً للضغط على لبنان، وأن أميركا التي تتغذى على الاستعمار وخلق الحروب، تدعم الحركة الصهيونية في فلسطين، الشكل الاستعماري ما زال يحاربنا، وكل اشكال المقاومة ليس فقط حزب الله، تحاربها، وهم يريدون تفتيتنا لسرقة المعابر والنفط، ولإيجاد سوق لبيع السلاح.
وختم أنّنا معكم، وسنبقى وحدة حال ونهج، فمنذ متى يقف اللبناني الأعزل المدني تحت مرمى بندقية العدو “الإسرائيلي” شامخاً يستثمر أرضة وترابه، في حين يستجدي “الإسرائيلي” المجتمع الدولي أن تخرج المقاومة خيمة؟ كل هذا العز جاء من تضحيات أنطون سعاده ومَن حفظها، وأنا من منبركم هذا أوجّه الكلام للزعيم الشهيد، وأقول له ما رسمت له من نهج، إن التهديد وجودي لا حدودي، والوحدة القومية تحققت بشكل آخر، كانت فلسطين وحيدة، وكان يُحارب من الداخل والخارج، أمّا الآن أيها القائد فإنّ فلسطين التي لم يكن يجيبها إلّا قلة قليلة من الأحرار، أضحت إذا صرخت لبّاها الحفاة في اليمن، وفي سورية وفي العراق، لقد توحدت الأمة قولاً وفعلاً، المواجهة لم تختلف لكنها تطورت.
وألقى رئيس الحزب الأمين ربيع بنات كلمة قال فيها أن القداسة في أرضنا لا تنحصر بكيان أو متحد معين، ونحن لا نتعاطى مع المُتّحدات كمناطق، لكن لمنفذية زحلة خاصيتها في المفاصل الأساسيّة الحزبية والعامة، وفي الملمّات ومراحل العزّ، وفي ذكرى الثامنِ من تمّوز، ذكرى استشهاد أنطون سعاده، الحاضر أبداً في زحلة، وفي سِمات أهلها، وهم جزء أساسي من النسيجِ السوري الخيِّر، الصادق والكريم، نؤكد أن أهل هذه المدينة الطيبة يستحضرون سعاده كلّ يوم في تفاصيل حياتهم، فهم فهموا جيِّداً أنّ فكره أُسلوب حياة، في منفذية زحلة، في البيئة الخصبة للفكر، محطات عز مشرقة للحزب، بدأً من مركزِ الحزب في شتورة، الذي قصفه اليهود، لتشكيله خطراً حقيقياً عليهم، بعد عملية الاستشهادي البطل علي غازي طالب، مروراُ بتدريب الاستشهاديين سناء محيدلي، مريم خير الدين، عمار الأعسر، محمود قناعة، وصولاً الى تخريج الشهداء عساف فرح، علي جابر، سمير عقل، وغيرهم، وهي لن تبخل أبداً، يوم يحتاج الوطن مزيداً من المقاتلين والأبطال.
وتابع بنات : في ذكرى استشهاد أنطون سعاده، نستحضر معكم أيها القوميون، مفهوم الزعامة والاقتداء، فهذا الرجل كان يمكنه أن يكون بيننا اليوم، لكنه فضل ألّا يجبن، واستشهد، لنتّعظ، ولنفهم أنّ وجودنا إن لم يكن لسورية لا لشخصنا، فإنّنا لم نفهم من استشهاد الزعيم شيئاً، هذا مفهوم الاستشهاد والاقتداء، الذي تفقهونه جيّداً ايها القوميون، وإلّا ما كنتم لتكونوا هنا اليوم، إنّكم هنا، رغم كل الأوضاع والظروف، والقهر المالي و الاقتصادي و الاجتماعي الذي أنتم فيه، ومن هنا، من زحلة، يرفع الحزب الصوت عالياً مطالباً بإعادة أفضل العلاقاتِ مع الشام، والتي هي ليست العصب الاقتصادي لزحلة و البقاع فحسب، بل عصب كل الكيان اللبناني.
وأضاف أنّه عندما قطعوا العلاقات السياسية مع الشام، نتكلم عن العلاقات السياسية لأنّ طبعًا العلاقات الحيوية والانسانية والاجتماعية والطبيعية لا يمكن لهم أن يقطعوها، عندما قطعوا العلاقات السياسية، تأثّر الاقتصاد وتأثّرت معيشة الناس، هنا في زحلة وفي البقاعِ وفي كل الكيان، قاطعوا الشام في السياسة تبعًا لمشاريع سياسية انتموا إليها وتموّنوا منها، وعندما أتت رؤوس هذه المشاريعِ إلى الشام، ودَعَت قيادة الشام إلى عواصمها كان هؤلاء قد أفلسوا، ووقع الانهيار وتبدّد القرار، وباتت عملية البناء لهذه العلاقات تتطلب جهدًا إضافيًّا وسنوات من العمل، وما نستطيع أن نؤكده من هنا من زحلة، أنّ الشام لم ولن تغلق أبوابها في وجه أبناء شعبنا في كل الكيانات المحيطة، وأنَّ ما يحصل اليوم هو فرصة يجب أن تستغلها أيّ حكومةٍ مقبلة، وعلى أيِّ حكومة مقبلة أن تستغل الفرصة وأن تعيد العلاقات السياسية والاقتصادية كما كانت، بل أفضل مما كانت من أجل إعادة الاقتصاد اللبناني كما كان.
وأكّد أنّه انطلاقًا من هذه الضرورةِ القصوى، أعلنّا ونعيد التذكير أنَّ رئيس الجمهورية الذي نتطلع إلى انتخابه، هو حُكماً الرئيس الذي يضع حماية المقاومة في أولى أولوياته، ولكنه أيضا الرئيس الذي سيعمل على إعادة نسجِ العلاقات وتصحيح الخلل الموجود مع الشام منذ الساعات الاولى لعهده، إن عودة هذه العلاقات الطبيعية مع الشام هي في صلب أيِّ مشروعٍ إصلاحي حقيقي يريد أن يستهدف الإنماء والاقتصاد، لأنّه دون الشام يهلك لبنان، إنّ الرئيس المقبل إن أراد أن ينجح، عليه أن يحمل شعلتين بيديه، شعلة العلاقات مع الشام ومفتاح الحلّ الاقتصادي من خلالها، وشعلة المقاومة التي تحصّن البلاد والتي ستكون وحدها فاتحة تحرير فلسطين.
وتابع قائلاً : لأنّنا في تمّوز لا يمكن لنا إلّا أن نتكلم عن تضحيات المقاومة والمقاومين، الذين سطّروا إنجازات كبيرة في حرب ال 2006، و الذين منذ ذلك الحين يراكمون القوة تحضيرًا للمعركة الكبرى، أنّ انجازاتهم اليوم يشاهدها العدو ويشاهدها العالم، من خلال ارتباط ما يحصل في غزّة والضفة وجنين والجولان والناقورة ومزارع شبعا، والساحات جميعها ارتباطًا وثيقًا لا يختلف المقاوم فيه بقدراته وثقافته واندفاعه وإرادته وصلابته، بأيِّ نقطة عن أيِّ نقطة أخرى، وهنا تتجلى وحدة الساحات التي أوجعت العدو وستستمر بضربه.
وختم موجهاً تحية سورية قومية اجتماعية، إلى الاستشهاديين الذين انطلقوا من زحلة، وإلى القوميين الاجتماعيين الذين سطّروا البطولات هنا، والذين لم يمروا على هذه المسيرة دون أن يتركوا بصمات في تاريخِ الحزب وفي تاريخ الوطن.
وفي الختام قدمت منفذية زحلة درعاً تكريمياً للسيد داني جبور.