قراءة في نصر تموز ٢٠٠٦

قراءة في نصر تموز ٢٠٠٦

كتب الكثير عن نتائج حرب تموز ٢٠٠٦ ، وسيكتب الكثير ايضا وايضا ، وربما لعقود قادمة ، وسيدرس في الكليات الحربية .
تحولات استراتيجية احدثها حزب الله في مشهد المنطقة بالكامل ، اسقط من خلالها مجموعة نظريات:
بداية اسقط نظرية “البعبع ” الذي لا ينكسر ، واثبت ان ذلك الكيان الذي سوق نفسه وسوقه الغرب على انه لا ينكسر ، وانه المثال الذي يقدمه الغرب للمنطقة بات قابلا للكسر والهزيمة .
ثمة تحولات استراتيجية ثلاث او اربع او ربما عشرة احدثها حزب الله في تموز ٢٠٠٦ وهو ما زال يراكم عليها ليتحول هذا الحزب الى قوة اقليمية رادعة لإسرائيل مكرسا الوقائع التالية :
اولا : كسر النموذج الذي سوقه لنا الغرب بأن اسرائيل لا تقهر، وإنها النموذج الذي ينبغي الإقتداء به في التطور والديمقراطية والقوة .
ثانيا : كسر نظرية بن غوريون حول الحرب الخاطفة، وعلى ارض العدو ليبقى امنها وامن مجتمعها مصانا .
ثالثا : كسر الوهم الذي عشش في العقل العربي باستحالة مقاومة اسرائيل وهزيمتها .
رابعا : كسر الروح العالية التي كانت تعيشها الدولة والجيش والجمهور الإسرائيلي، بعد ان باتت نخبها تتحدث علانية عن فشل المشروع الصهيوني وترجيح خيار المغادرة والعودة من حيث اتو.
قد لا نكون استطعنا الإحاطة بكل ما تمخض عن هذا النصر ،وفي تقدير قيمتهالحقيقية وإعطائها حق تقديرها، رغم الإشادات العاطفية التي تناولته، انما من دون الدخول في عمقه الإستراتيجي، ودلالاته الجيوسياسية، التي يعرفها الخبراء ويقرون بها، فهم يدركون الابعاد الإستراتيجية لذاك النصر وتداعياته المستقبلية على مستقبل الكيان ، يبقى ان يدركها الجمهور بعقلانية ، نحو انتاج مزيد من التماسك الإجتماعي واحتضان المقاومة المطلوب احتضان الفاهم والمتابع والقارىء الجدي لتلك الابعاد الإستراتيجية وليس الإحتضان العاطفي.
عندما تحدث سماحة السيد عن بيت العنكبوت ، وعن انتهاء عصر الهزائم ومجيء عصر الإنتصارات ، لم يكن يقول الزجل ، ولم تكن تداعيات عاطفية لإرضاء الجمهور ، هي معرفة عميقة واستراتيجية في قراءة الواقع ، وفي قراءة النتائج والتحولات الكبرى التي ستشهدها المنطقة عموما .
اسرائيل مردوعة ، ومرعوبة ، بكل معنى الكلمة،، ، هل كان احدكم يتصور هذا التوصيف قبل العام ٢٠٠٦ ؟؟. ، وهل كانت سهرات الدبكة التي تقام في الجنوب الآن على الحدود مباشرة وامام الشريط الشائك لولا تلك المقاومة ، وهل كان المزارع يذهب مطمئنا لزراعة ارضه لولا المقاومة ، ويبني بيتا أو قصرا أو فيلا على الحدود مباشرة ؟؟. .
احد اهم نتائج انتصار حرب تموز وما تلاها هو تغير نظرة الغرب لهذا الكيان ، والإقرار بأن ايامه اصبحت معدودة ، وانه لا بد ان يسلم يوما بعدم جدوى بقاؤه وإتنهاء وظيفته التي زرع من اجلها مهما طال الزمن واظن انه لن يطول .